الرئيسية تمازيغت لماذا لا يسمح المغرب بفتح سفارة لجمهورية ” القبايل ” بالرباط

لماذا لا يسمح المغرب بفتح سفارة لجمهورية ” القبايل ” بالرباط

كتبه كتب في 25 أكتوبر 2014 - 10:38

في الوقت الذي تنهمك فيه الجارة الشرقية للمملكة، في إحتضان مليشيات البوليساريو، و تدعم أطروحاتها الإنفصالية باستعمال جميع أساليب المكر و الخداع، لا يزال المغرب، في مكانه منذ سنوات الحرب التي خاضها ضد عصابات المرتزقة بعد تشييد الجدار الأمني، حيث أن المغرب فضل البقاء في وضعية الدفاع،  دون أن تصدر عنه أية مبادرة للهجوم على الأطراف المناوئة لوحدته الترابية، ورغم ما تكلفه قضية الدولة من أموال طائلة يتم صرفها بشكل يومي على أشياء يعتبرها الكثيرون تافهة ولا تخدم مصلحة الوطن في شيء، إلا أن المملكة ظلت متمسكة بموقفها القاضي بعدم أخد مبادرة الهجوم على الأعداء، وهدر الأموال الطائلة عقب كل عملية تقوم بها المخابرات الجزائرية هدفها الضرب في مصداقية وحدة المغرب الترابية.

وبالرجوع إلى حجم الأموال، التي تم صرفها في إطار الدفاع عن وحدة الوطن الترابية، بما في ذلك الصناديق السوداء المسخرة لهذا الغرض، سنكتشف أن المغرب، قد أهدر ميزانية من شأنها أن تشيد مغربا ثلاثي الأبعاد، على نشاطات مختلفة و متنوعة، لم تحقق ولو ربع الأهداف التي أنجزت من أجلها، وحسب بعض المعطيات، فإن الدولة قد صرفت الملايير من الدراهم، فقط على أنشطة بعض مكونات المجتمع المدني في إطار الشعارات التي أصبحت تؤخد من البعض كحصان طروادة، من أجل الوصول إلى صناديق الأجهزة المكلفة بقضية الصحراء، خصوصا بعد الإعلان عن المبادرة الملكية القاضية بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا، حيث أن عدد الإطارات الجمعوية التي تأسست باسم هذه المبادرة تجاوزت المائة جمعية و رابطة و منظمة …

إن سياسية الدفاع التي ينهجها المغرب في إطار قضيته الوطنية و التي تستنزف صندوق الدولة، أصبحت منتهية الصالحية، ولا تتلاءم و التطورات السياسية في العالم، خصوصا وأننا نرى الجهات المعنية تنتظر إلى حين توغل البوليساريو بفضل المخابرات الجزائرية في إحدى دول العالم، كي تتحرك و تقدم التنازلات من أجل الدفاع عن القضية الوطنية، كما أن موقف الجزائر الثابت و العدائي من ملف الصحراء، والذي تأكد بأنه لن يتغير مهما بدر من سلام و ود من المغرب، أصبح يقتضي تغيير السياسة المغربية إتجاه جارته الشرقية و الرد عليها بمثل تصرفاتها التي تنم عن الحقد الدفين الذي يكنه الجزائريون للمغاربة، ولهذه الأسباب نتساءل كما يتساءل مئات المواطنين المغاربة عن الأسباب التي تمنع الرباط من إحتضان سفارة تمثل شعب القبايل الذي يطالب بالإستقلال عن الجمهورية الجزائرية منذ سنوات.

عادل قرموطي

مشاركة