الرئيسية مجتمع قصة الطفلة صاحبة الثمان سنوات و التي زوجتها عائلتها من أربعيني و السبب المال !!

قصة الطفلة صاحبة الثمان سنوات و التي زوجتها عائلتها من أربعيني و السبب المال !!

كتبه كتب في 16 أكتوبر 2014 - 11:59

أذاع “راديو سوا” قبل لحظات القضية الثي اثارت الكثير من الجدل بالعالم العربي و الإسلامي و هي قضية الطفة أشجان يوسف التي تم تزويجها و هي في سن الخامسة من شخص يفوق عمره 40 سنة بمقابل مادي بعدما ضاقت اسرتها من قساوة الفقر.

 و عودة لواقعة تزويج أشجان التي وقعت قبل ثلاث سنوات من الأن اي لما كان عمرها 5 سنوات و التي تعاطفت معها عديد المنظمات الحقوقية العالمية التي دخلت على الخط ، فأشجان يوسف عمرها حاليا ثمانية أعوام و هي طفلة بحسب مقاييس الأعمار المتعارف عليها دوليا لكنها زوجة منذ ثلاث سنوات في السودان.

 فقد تم تزويج أشجان و لم يكن عمرها أنذاك يتعدى الخمس سنوات لرجل في الأربعينات، و حال صغر سنها دون إدراكها لفظاعة ما ينتظرها داخل القفص “الذهبي” ، و تثير قضية فسخ زواج أشجان ردود فعل واسعة في السودان و خارجه لأسباب عدة، من بينها القانون المعمول به في البلاد و الذي يجيز زواج القاصرات في سن العاشرة، ما يجعل من أشجان واحدة من بين آلاف الطفلات اللواتي يعانين بسبب تشريعات تغتصب حقهن في الطفولة.

و حكت أشجان أنها عرفت بأنها متزوجة فقط بعدما اغتصبها زوجها الذي كانت تعتقد أنه قريبها، و ذلك رغم تعهده بعدم معاشرتها حتى تبلغ سن الرشد و تنهي دراستها.

 فاطمة والدة الفتاة بررت تزويج ابنتها بضعف موارد الأسرة المالية، و رغم أن الوالدة مرت في التجربة المريرة نفسها في طفولتها لكن هذا لم يثنها عن تكرار الأمر مع فلذة كبدها ، لكنها في حوار مع الإذاعة التي فجرت القضية تتأسف اليوم لاتخاذها هذا القرار بسبب عواقبه السلبية على ابنتها و على العائلة ككل.

 معاناة الزوجة أو الطفلة كسرت لا محالة أشياء عديدة داخها لكنها عززت إصرارها على متابعة دراستها لتكافح ضد زواج القاصرات و الزواج المبكر، حسبما صرحت ، و إذا كانت هي قادرة على الحديث عن مأساتها، فالوضع النفسي لم يسمح لها بالحديث عن معاناتها داخل عش الزوجية لتتحدث فقط عن طموحاتها و حلمها بالالتحاق بالمدرسة لتصبح محامية.

 أشجان تخلصت من قيود زوجها بعدما أقدم خالها على اختطافها و تبنيها بطلب من والدتها لأن الزوج تراجع عن الاتفاق الذي أبرم بينه و بين عائلتها و الذي يقضي بتسليمها إلى زوجها عند بلوغها 15 سنة.

بتأثر شديد، يستنكر خال الصبية ما تعرضت له ابنت اخته و يقول إن تزويج أشجان في هذه السن المبكرة مخالف لتعاليم الشريعة الإسلامية.

 و في تدخل لمديرة مركز سيما الدكتورة ناهد جبر الله و التي أثارت قضية الطفلة أشجان أكدت بأن هذه القضية ليست إلا نموذجا لما تعانيه الفتيات في السودان مشيرة إلى أن نسبة زواج الأطفال بلغت 37 في المئة في البلاد بحسب الإحصاءات التي نشرتها الدولة.

 و اضافت ناهد أن الزواج حتى لو لم تعاشر الفتيات أزواجهن، يعرض القاصرات إلى أمراض نفسية مدمرة أحيانا ، كما اكدت على أن تحقيق حلم الطفلة أشجان و أحلام غيرها من الفتيات يحتاج إلى تحركات و تغييرات جذرية في البلاد تؤدي إلى إسقاط القوانين التي تسمح بزواج القاصرات و تفتح المجال أمامهن لمتابعة الدراسة.

سلمى ماجيدي

مشاركة