الرئيسية ثقافة وفن كائنات عجائبية تجسد بيلماون عبر شوارع إنزكان والدشيرة

كائنات عجائبية تجسد بيلماون عبر شوارع إنزكان والدشيرة

كتبه كتب في 12 أكتوبر 2014 - 11:31

انطلق موكب كرنفال بيلماون بودماون في نسخته الثالثة بجوار المستودع البلدي لمدينة إنزكان مر عبر شارع محمد الخامس متوجها صوب مدينة الدشيرة الجهادية يوم الأحد 11 أكتوبر 2014 . استعراض ذو صبغة دولية قطع مسافة  كيلوموترين ونصف ومر  على جوانب عصت بعدد غفير من الجماهير الذي تتبعت هذه التظاهرة. الحضور قارب 300 ألف متفرج الكرنفال نظمته اللجنة الاقليمية بعمالة إنزكان أيت ملول لتشجيع شباب المنطقة على الاختراع والابتكار في أشكال تراثية ضاربة في التاريخ.

وتختلف تسمية الاحتفال وتقاليده من منطقة لأخرى في جهة سوس ماسة درعة، فاسم “كرنفال” يطلق في أكادير وبيلماون وبوجلود بإنزكان وبولبطاين بالنواحي المجاورة لأكادير الكبير، بينما يسمى “بوجلود” في وسط مدينة إنزكان العتيقة، أما في بعض المناطق يطلق عليه تسمية “بولبطاين”. وفي بعض الأحيان يتخذ الاحتفال بالكرنفال طابعا سياسيا فكاهيا لوصف ما يدور في خلد الشعب الأمازيغي. وتعتبر مدينة إنزكان الواقعة في غرب شمال القارة الأفريقية الأشهر والأقدم والأكبر في احتفالات الكرنفال بيالماون بودماون ويحتفل فيها المآت كل عام بهذه المناسبة.

كما يقام المهرجان على شرف حضور أعيان المنطقة من والي وعامل ورئيس الجهة ورئساء البلديات ورئيس المجلس الإقليمي، ورئيس الكرنفال بيلماون بودماون. قد يحتفل بالكرنفال من خلال العديد بالطرق ويرتدي المواطنون الازياء الملونة. ومع ذلك لا تتوقع ان تأتي الاحتفالات إليك وأنت في مكانك بل عليك التوجه إليها. هذا بالاضافة الى الاحتفالات الموسيقية المجانية من جميع أنواعها التي تقام في الشارع العام، وأشهرها احتفالات الإفريقية والروايس ووو، وهو موكب من الطبول والغناء يقام في الشوارع ويمكن لأي شخص الانضمام اليه – كل ما عليك القيام به هو حضور الاحتفال! عليك ان تأخذ في الاعتبار ان بعض المراقبون سيطلبون منك ارتداء ملابس ملونة لذا يمكنك شراء البطاين على الفور أو يمكنك الظهور بملابس ملونة.

ويعتبر احتفال “ كرنفال بيلماون بودماون ” أحد الأمثلة الرائعة على هذه الإحتفالات، حيث تتطلب تفرغ المدينة كاملة بحماس على مدى شهر تقريبا. ويشارك في هذه الاحتفالات 900 رجل ونعني بكلمة رجل الرجال فعلاً فقط، كما هو الحال في البلدان الأوروبية والأمريكية، وهم يشاركون بفاعلية في الأحداث. إنهم يدبكون ويقفزون ويرقصون ويهتفون بأصوات صاخبة مروعة، ويعزفون الموسيقى المتنقلة عند استعراضها في الشارع مؤثرين على من يشاهدهم بطريقة لا تنسى. ويتم توارث الشخصيات عبر العصور والتوسع في إعطائها أزياء، كأزياء كرنفال باشكال متنوعة كالشعر المستعار والأقنعة والقفازات والقبعات التي تكاد لا تدع جزءاً غير مغطى من أجساد المشاركين.

يذكر أن فكرة الكرنفال قد بدأت من مئات السنين، حيث تتفرغ مدينة إنزكان لمدة أسبوع كامل لعقد الإحتفالات والاستعراضات الشعبية التي تجوب الشوارع ليل نهار من خلال الرقص والأزياء الغريبة والموسيقي، والكرنفال هو موسم احتفالات يبدأ في الغالب مع عطلة عيد الأضحى التي تسبق ما يسمى ” عيد الكبير” في الديانة الإسلامية، كما أنه يعتبر تقليدا للكسيميين والمسكينيين وكانت الديانة الإسلامية قديما ترفض القيام بمثل هذه الاستعراضات. وفي يومنا هذا أصبح الكرنفال احتفالا موسميا سنويا يبدأ عادة مع يوم السبت وينتهي يوم الأحد هو الأخير.

عبد الله بيداح

 

مشاركة