الرئيسية مجتمع بين العميل و الخائن، ضاع أبناء هذا الوطن

بين العميل و الخائن، ضاع أبناء هذا الوطن

كتبه كتب في 10 أكتوبر 2014 - 08:29

قبل مدة تناقلت العشرات من المنابر الإعلامية، نقلا عن  ضابط في المخابرات المغربية سابقا، أخبارا تخص توقيع أحد الوجوه المعروفة في الساحة السياسية المغربية على وثيقة نفي الملك الراحل محمد الخامس، مشيرة إلى أن لائحة الأسماء التي وقعت على هذه الوثيقة ضمت إسم المعني بالأمر، والذي إتهمه الظابط، إلى جانب مؤسس أحد الأحزاب الذي يعيش أسعد لحظات مشواره السياسي، بالعمالة لصالح المستعمر الفرنسي.

المشكل المطروح في هذه القضية التي فجرت قنبلة عند الرأي العام الوطني، ليست هي قضية العمالة لصالح فرنسا، لأن عملاءها ومنذ إستعمارها للمغرب، لا يعدون ولا يحصون، ومنهم من يواصل ممارسة مهامه المتعلقة بالعمالة إلى حدود الساعة، بما أن جميع المعطيات تؤشر بتهريب الأموال نحوها، بتبعية الوطن لها ولو بطرق غير مباشرة، وإنما هو ما بعد القضية، أي بعد إكتشاف خيانة هذين الزعيمين، قبل عقود، لأن الظابط كان يعلم بالأمر قبل أي يغادر المخابرات، أي أن دولة كانت تعلم بأنهما خائنين، وسمحت بأن يندمجا داخل المجتمع، وأن يجعلا من إسميهما رمزا للمقاومة و الوطنية و أشياء أخرى.

هذين الشخصين، الذين وجهت إليهما تهمة العمالة لصالح المستعمر، يعتبران من علية القوم، و يتم تقيمهما كمناضلين، مقاومين، أبطال، رغم أن الدولة التي لم تنفي ما قاله الظابط تعلم جيدا أن الأمر ليس صحيحا، زد على ذلك، الغنى الفاحش الذي إستطاعا أن يحققاه بطرق لا يعلمها إلا الله، هذا ويحاول مناضلو الحزب المذكور أن يجعلوا من مؤسسه، رمزا وطنيا، يضعون صوره في كل مكان، ويقتدون بشعاراته التي رفعها إبان سنوات “بوهايوف”، حين كان يتلذذ بما طاب ولذ من طبخ خادماته، و يخرج على الناس في ثوب الزاهد في الدنيا، غير أن بعض الروايات تؤكد أن تأسيس حزبه جاء فقط من أجل محاربة الإشتراكيين في الجامعات، وأن أمينه العام لم يكن سوى فزاعة، يُرعب بها رفاق السرفاتي آنذاك.

من جهة أخرى، يعيش آلاف المقاومين الذين كَتب الله لهم أن يشهدوا على هذا العصر، تحت عتبة الفقر، ومن قضى نحبه، فإن عائلته تتقضى أجرا لا يمكن أن يؤمن حتى وجبة فطور بشكل يومي، فيما لا يزال “كاريان بن مسيك” معقل المقاومة الحقيقي و ساكنته، يطالبون فقط بمسكن يليق و كرامة إنسان محترم في وطنه، وعلى العموم، فإن الشخصين موضوع هذا المقال ليس سوى مثال بسيط لشريحة واسعة، هي من تتحكم في زمام الأمور داخل الوطن، يتقلدون المناصب، و يتزعمون الأحزاب، فيما أنهم ليسوا سوى ثلة من العملاء، ولن نستغرب إذا ما تمت مكافأة أمينتو حيدار بملايين السنتيمات، أو زميل لها في النضال بمأذونية نقل، أو بوظيفة مباشرة، لأن مكافأة الخيانة في بلدنا أصبحت بالفطرة.

عادل قرموطي

مشاركة