الرئيسية عدالة أيت ملول : انتشار مقاهي الشيشة والسلطات الإدارية تعيش حالة “دوبل فاص” ومتاهات ” توم وجيري”

أيت ملول : انتشار مقاهي الشيشة والسلطات الإدارية تعيش حالة “دوبل فاص” ومتاهات ” توم وجيري”

كتبه كتب في 22 سبتمبر 2014 - 11:33

تعرف بمدينة أيت ملول عمالة إنزكان، وخصوصا حي الشهداء وأدميم انتشرا و مدا سريعا و خطيرا في نفس الوقت للعديد من مقاهي الشيشة التي تفته أبوابها للزبناء ليل نهار، و الأخطر من ذالك أن هذه المقاهي تواجد معظمها وسط أحياء سكنية و مؤسسات تربوية مما يجعل أبناء و سكانة حي الشهداء وأدميم بأيت ملول عرضة للانزلاقات الأخلاقية، وسط غياب تام للمسؤولية سواء من طرف الدولة أو المجتمع المدني بمخاطر هذه الظاهرة الدخيلة على ثقافة الملوليين.

 فإذا ما تجولت بحي الشهداء وأدميم بأيت ملول سواء بالقرب من مركز التربية والتكوين والمركب الثقافي أدميم و تداعب انفك رائحة الشيشة الكريهة، وشباب في عمر الزهور و رجالا أرباب اسر يدخلون و يخرجون من هذه المقاهي العفنة بشكل عادي و كأنهم يدخلون بيتا من بيوت الله و حاشا لله أن تكون مساواة بين هذا و ذاك.

 أكثر ما يعشق المغاربة متاهات ” توم وجيري” التي تلعبها السلطات الأمنية والإدارية في التعاطي مع عدد من الظواهر الاجتماعية الطارئة على المجتمع المغربي، ومنها الإقبال على عادة مقاهي ومحلات وملاهي “الشيشة.

منذ سنوات، وهذه المقاهي تمارس نشاطها بكل حرية والحملات التي تقوم بها السلطة لا تسع إلا لشيء واحد اسمه “النفاق”.

إنه النقاق القانوني والاجتماعي، أو”دوبل فاص” الذي يلف جميع القرارات والإجراءات المركزية والولائية والعاملية في التعاطي مع بعض هذه المحلات دون غيرها، إذ يمكن لعميد شرطة أن يغلق مقهى ويشرد زبناءه، ويصادر ممتلكاته وقنانيه ويزج بعامليه وأصحابه في السجن، في وقت تغطي سحب دخان المقهى المجاورة، الزقاق نفسه، دون أن يعتقله (الدخان) أي أحد ويلفق له تهمة إزعاج المواطنين والجيران، وإعداد وكر للدعارة والفساد.

 إنه أيضا، قانون الكيل بأكثر من مكيال، حين توضع أسماء مقاه بعينها في اللوائح السوداء لإدارة الأمن ومصالح الداخلية، بينما تصدر قرارات الإعفاء والرضا على مقاهي أخرى، فقط لأن أصحابها يعرفون كيف “يشتغلون” دون ضجيج، وكيف “يفهمون” المطلوب منهم بإيماءة من الرأس أو غمزة بالعين.

 ويكبر النفاق حتى يصبح أشبه بمنطاد مطاطي، حين تسمح الدولة، على سبيل المثال، بفتح حدودها لاستيراد أنواع “المعسل” وملحقاته المستعملة في صنع الشيشة، وتتقاضى على ذلك رسوما وأموالا طائلة، كما تسمح لعدد من تجار الصناعة التقليدية وأصحاب البازارات ومموني مقاهي الشيشة بالتوجه شرقا لجلب أحسن أنواع القناني والأنابيب التي تمر هي الأولى أمام أعين رجال الجمارك، دون أن يمنعها أي أحد.

 هذا وخلال جولتي بين هذه المقاهي بحي الشهداء وأدميم بأيت ملول صرح لي العديد من المواطنين الذين باتوا يتخوفون بشكل كبير على أبنائهم من المظاهر السلبية التي خلفها انتشار هذه المقاهي أن المسؤولين الأمنيين بالمنطقة الأمنية إنزكان يعلمون بوجود هذه المقاهي التي تمارس خدمتها هذه  ويزداد الإقبال عنها بشكل لافت جدًا دون أن يحركوا ساكنا، كما صرح أحد التجار أن السلطات الأمنية بمنطقة إنزكان أطلقت خلال الأشهر الماضية حملات متواصلة للحد من انتشارها، وألقت مصالح الأمن، القبض على متلبسين ممن يتعاطوا للشيشة ومنهم أصحاب المقاهي.

  سعيد باها . سوس بلوس

مشاركة