حاصر مجموعة من الشباب الجامعي العاطل، أول أمس، بحي التقدم بالرباط، رجل أمن سابق، كان يعمل بالإدارة العامة للأمن الوطني، برتبة مقدم، ومنعوه من ولوج منزله، إلى حين قدوم الشرطة، بعدما اتهموه بالنصب عليهم وسلبهم مبالغ مالية مهمة كان قد تسلمها منهم كمقابل لتوظيفهم بشكل مباشر في سلك الشرطة.
ودخل المشتكون في مشادات كلامية مع الشرطي السابق، وطالبوه بإرجاع الأموال المسلمة إليه، قبل أن تتطور الأمور إلى عراك بالأيدي، استطاع خلاله الشرطي الفرار بجلده، بعدما تدخل العديد من جيرانه لتحريره من قبضة الشبان، الذين أصروا على اقتياده لأقرب مصلحة أمنية لاعتقاله. وكشف مصدر موثوق أن أحد الضحايا انتقل إلى مركز الشرطة بحي التقدم قصد طلب تدخل عناصره لإيقاف المشتكى به، خاصة أن شكايات عديدة سُجلت ضده بمصلحة الشرطة القضائية بسلا، التي سبق أن أشعرتهم بأن مقدم الشرطة السابق موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني.
وأضاف المصدر أن عناصر المركز سالف الذكر رفضت مرافقة الضحية، بدعوى أن المشتكى به غير مطلوب للعدالة، وأن على جميع الضحايا مراجعة الشرطة القضائية بسلا، قصد المباشرة الفعلية للإجراءات الضرورية. واستنادا إلى معلومات موثوقة، فإن المشتكين، سئموا بطء التحقيق في قضيتهم، التي انطلق أول فصولها، حينما أقدم عدد من الشباب الجامعي على وضع شكاية لدى وكيل الملك بابتدائية سلا، في الثامن والعشرين من أكتوبر السنة الماضية، يتهمون فيها مقدم الشرطة السابق بالنصب عليهم والاستيلاء على أموالهم بعدما وعدهم بالتوظيف المباشر في سلك الأمن، والالتحاق بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، بدون إجراء الامتحانات، قبل أن يكتشفوا أنهم وقعوا ضحية عملية نصب راح ضحيتها العشرات من الشباب.
وحسب المعطيات نفسها، فإن عدد الضحايا يتجاوز الـ24 شخصا، كان الشرطي السابق، الذي أوقفته الإدارة العامة لأسباب غير معروفة، قد تسلم من كل واحد منهم مبلغ 3 ملايين سنتيم قصد توظيفهم المباشرة بسلك الشرطة، واستقبل العديد منهم بزيه الرسمي بمقر الإدارة العامة للأمن الوطني، وسلمهم استدعاءات تحمل في أعلاها شعار الإدارة العامة للأمن الوطني، للحضور إلى المعهد الملكي للشرطة قصد تسلم الوظيفة التي أوهمهم بها.
بلعيد كروم
