الرئيسية ثقافة وفن الداخلة : تدشين أول كتاب من نوعه يحمل كنوزا وأسرارا من الفرجة في التراث الشعبي الحساني

الداخلة : تدشين أول كتاب من نوعه يحمل كنوزا وأسرارا من الفرجة في التراث الشعبي الحساني

كتبه كتب في 21 سبتمبر 2014 - 00:03

  احتفالية مميزة، في إطار فعاليات الدورة السادسة لمهرجان ” الداخلة للمسرح الحساني “، شكلت فرصة حقيقية لتدشين أول إصدار فكري وأدبي من نوعه ، يقدم التراث الشفهي الحساني بتحليل رصين مرتكز على الدراسة والتمحيص والإبداع في التقديم . ويحمل هذا الإصدار المعنون ب ” أشكال الفرجة في التراث الشعبي الحساني ( الجزء الأول : الرقص الشعبي ) ” ، حصيلة جهد رفيع تم اعتباره من لدن النقاد المتابعين ، قيمة فكرية وفنية جديرة بالاهتمام والدراسة ، كما يمثل نوعية انتمائية للصحراء ممهورة بأحاسيس تكشف عن ذائقة إبداعية لمؤلفيه الكاتب والإعلامي الحساني ” عالي مسدور ” الذي تعتمل في دواخله جذوة الحرقة على التراث والاطلاع الواسع في أشكاله وتنويعاته ، ومواصلته للعمل الدؤوب من أجل إحياء هذا التراث وإخراجه إلى الباحثين لفهمه فهما صحيحا ، في جانب الروح المتوقظة التي يتقاسمها معه في التأليف الكاتب ” سليمة أمرز ” بجهد شبابي لإثبات مكانة علمية رفيعة . ويحظى هذا الكتاب باهتمام بالغ لدى النقاذ والدارسين الذين تابعوا مراسيم قراءته وتقديمه في إطار أشغال المهرجان ، فهم يعتبرون في سياق تقييمه أن إصداره هو بداية حقيقية للحفر هذا المجال الأدبي والفكري الفريد ، وإثراء الساحة الثقافية الحسانية على نحو خاص بمنتوج نظري يساهم في الرفع من قدرة المسرح على التفاعل الإيجابي مع محيطه وواقعه ، علما أن المسرح الحساني بدأ اليوم ينهض ويتعدد داخل منظومة واحدة ، وهي منظومة الصحراء ، بلغات متعددة انطلاقا من نموذج المهرجان . ويقدم هذا الكتاب ، بحسب النقاذ ، مساعدة أكيدة للمسرحيين على استلهام التراث وتطويعه بشكل جيد للتواصل المنتج مع المواطن الصحراوي في هذه الربوع ، فالذي يكتب في هذا المجال هو ” شجاع جدا ” بإبداع عمل جليل يذكره له التاريخ . والواضح أن الجانب التطبيقي شكل أحد العناصر القوية التي مكنت من الانعكاس الايجابي لتجربة مؤلفي الكتاب ” عالي مسدور ” و ” سليمة أمرز ” ، إذ الملاحظة لا تكفي ، إذ كانا جزئين من التراث لمساهمتهم في العمل المسرحي وإخراجه ، وتكشف تجربتهما ، كما يعتبرها النقاد المشاركون في قراءة الكتاب ، عن ملامح تظهر في أعمالهما التي لا تحمل قراءات عامة وملغزة ، بيد أنها تحمل الكثير من التوضيح الذي يبرهن على اطلاعهما الجيد في مجال التراث الحساني الضاربة جذوره في أعماق التاريخ . 

مدينة الداخلة : مصطفى وغزيف

 

مشاركة