الرئيسية مطبخ وديكور القصة الكاملة: 8 سنوات نافذة لمراسل، وكاتب محام تقمص دور قاض للنصب بإنزكان

القصة الكاملة: 8 سنوات نافذة لمراسل، وكاتب محام تقمص دور قاض للنصب بإنزكان

كتبه كتب في 20 سبتمبر 2014 - 12:04

عقوبات وصفت بالصارمة تلك التي صدرت أول أمس عن المحكمة الابتدائية بإنزكان، في حق المجموعة التي دأبت على النصب على المتقاضين، في أموالهم، بدعوى قدرتها على منحهم البراءة، أو التخفيض من العقوبة، مع قدرتها كذلك على إصدار احكام تتعلق بالممتلكات المتنازع عليها لصالحهم.

أحكام وصلت في مجملها 10 سنوات ضد قاض مزور ومراسل صحفي لجريدة محلية ورقية تصدر من إنزكان، ومتهم آخر يلقب ب” مقطوع اليدين” ويلعب دور الوسيط في إيصال اموال الضحايا إلى القاضي. هكذا أدانت المحكمة الابتدائية منتحل صفة قاضي الحكم بأربع سنوات نافذة بتهمة النصب وانحال مهنة ينظمها القانون، وأدانت المراسل الصحفي بـأربعة أخرى تافدة، متهم بالنصب وانتحال هوية شخص، فيما أدانت المتهم الثالث وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة بسنتين نافدتين بتهمة المشاركة.

القاضي المزور أول من نادي عليه رئيس الجلسة في الثالثة بعد الزوال كما عاينت سيوس بلوس، في جلسة تميزت بالحديث همسا من قبل الجميع، اعترف المتهم بتلقي أموال من الشخص المعاق وعملوا على اقتسامها فيما بينهم.  يشتغل القاضي المزور في الاصل كاتبا لمحام بإنزكان ومكنته مهنته من الحديث بلغة أهل القانون المتمرسون، المتمكنون  من المساطر، والإجراءات المتبعة في كل قضية.

المراسل الصحفي، يشتغل وفق مصادر سوس بلوس  في الأصل صباغا، اقتنى بطاقة الصحافة من مدير الجريدة وهي ظاهرة شائعة بإنزكان، يعمل خلالها مالكو بعض الجرائد والمواقع على توزيع بطائق الصحافة على حرفيين وأميين على نطاق واسع وبمقابل مادي،

المراسل قام بوضع رقم بطاقة وطنية يخص شخصا آخر ضمن معلومات بطاقة الصحافة فقامت النيابة العامة بحجزها منه لما فيها من تزوير وانتحال هوية شخص. فيما لم يستدعى مدير الجريدة للتحقيق معه.

المتهم الثالث يشرف على سنته الستين، يستغل وضعه كمعاق من كلتا يديه، ويسر المادي الذي يوجد عليه ليلعب دور الوسيط بين الضحايا وبين القاضي الذي سيصدر الحكم، يوهم الضحايا بقدرته على التوسط في القضية الجارية لترجيح الحكم لفائدة الضحية ويتسلم الأموال.

تبدأ الخطة بالمراسل الصحفي، يلتقي بصاحب القضية الجارية في المحكمة، فيقدم نفسه على أساس استعداده نشر  القضية في جريدته والدفاع عن المشتكي، وعندما يستأنس به الضحية، يغير الخطة من النشر إلى البحث عن حكم البراءة، أو الحكم لصالح المشتكي فيما يخص لأمور العينية المتنازع عليها.

 ينقل الصحفي ضحيته إلى القاضي المزور  للقاء معا بمكان خارج المحكمة، بعد الحديث يطمئنه القاضي بأنه سيربح القضية، ويحيل على الشخص المعاق الطرف الثالث الذي سيلعب صلة الوصل خلال أطوار الملف، هذا الأخير سيظل على ارتباط بالضحية، وسيحدد له ثمن الحكم، ويتسلم منه المبلغ المتفق عليه على اساس إيصاله إلى القاضي. الضحية بسبب اليسر الذي يبدو عليه الوسيط لا يتردد في منح أمواله.

وعلمت سوس بلوس أن ثلاث ضحايا رفعوا شكاوى على النيابة العامة تتعلق بالنصب عليهم من قبل المجموعة، في مبالغ مالية تتراوح بين 12 و 7 ملايين. اكتشفوا المقلب بعدما صدرت أحكام ابتدائية فاجأت توقعاتهم وما وعدتهم به العصابة. وعدوا خيرا في المرحلة الاستئنافية، لكن حافظت الاحكام النهائية على نفس الصرامة، فطالب الضحايا باسترداد أموالهم، لمدة ثم بادروا لرفع شكاويهم فتم استدراج المجموعة واعتقالها.

سوس بلوس

مشاركة