تعيش مجموعة من العائلات بحي «لاريب تيكوين» بأكادير أوضاعا اجتماعية مزرية، بعد أن اضطرت إلى إخلاء منازلها، بقرارات من المصالح المختصة ببلدية أكاير، التي أضحت آيلة للسقوط في أي لحظة.
وأفاد بعض المتضررين أنهم باتوا يعيشون أوضاعا مأساوية بعد مغادرة منازلهم، إذ اضطر عدد منهم للاستقرار لدى الجيران فيما فضل آخرون المكوث لدى الأهل والأقارب، مع ما يعنيه ذلك من إثقال كاهل الأسر المستضيفة للمتضررين.
وطالب المتحدثون الجهات المعنية بتسريع وتيرة التعاطي مع ملفاتهم، خصوصا بعد توصلهم بقرارات إخلاء منازلهم المهددة بالسقوط، كما تساءل هؤلاء عن دور الجهات المعنية التي لم تبادر إلى إيجاد حلول للمتضررين والبحث عن سبل إعادة إيوائهم، خاصة مع ازدياد معاناتهم اليومية بعد قرار إخلاء منازلهم.
وبدورها، طالبت جمعية المبادرة للتنمية والتربية على المواطنة بحي «لاريب» بتسريع وتيرة الإجراءات المسطرية لإعادة إسكان المتضررين الذين غادروا منازلهم، واعتبرت أن تأخير صدور نتائج الخبرة التقنية لعينات التراب التي تم نقلها للمختبر الوطني بالدار البيضاء قصد معرفة الأسباب الرئيسية وراء الانهيارات الحاصلة زاد من معاناة الأسر، التي لازالت تنتظر حلولا مستعجلة لوضعيتهم الاجتماعية، خصوصا مع تزامن الفترة الحالية مع موسم الدخول المدرسي وكذلك اقتراب مناسبة عيد الأضحى، وهو ما يعني أن مطلب إعادة إيواء هؤلاء، أضحى أمرا ملحا وآنيا لإنهاء معاناة المتضررين.
وفي السياق نفسه، استنكرت الجمعية المذكورة تصريح رئيس المجلس البلدي للمتضررين، أثناء زيارته للبيوت الآيلة للسقوط، إذ طالبهم بضرورة إخلاء منازلهم والمكوث بالمقبرة المجاورة في حال عدم وجود من يستضيفهم من أقاربهم، وهو التصريح الذي أجج غضب المتضررين معتبرين إياه حاطا من آدميتهم وكرامتهم. وفي هذا الصدد، أفاد حميد بوزيد فاعل جمعوي بالمنطقة، أن سكان الحي لم يتصوروا يوما أن يبادر رئيس المجلس إلى السخرية من السكان المتضررين بهاته الطريقة، خاصة وأن حي «لاريب» يعتبر خزانا انتخابيا مهما لحزب الرئيس الذي فاز فيه بأغلبية الأصوات خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، واعتبر المصدر ذاته أن تصريحه هذا يعتبر نكرانا للخدمات التي قدمها سكان الحي خلال الحملة الانتخابية.
ومن جانبه، قال مصطفى بورشوق عضو بالمجلس البلدي لأكادير إن المجلس البلدي، لم يبد أي تقصير في حق المتضررين، إذ حلت لجنة منتدبة في اليوم نفسه بعين المكان لمعاينة الأضرار الحاصلة بالمنازل المتضررة، وأكد المصدر نفسه أن المجلس البلدي سيعمل، بالتنسيق مع باقي المصالح المتداخلة الأخرى، على حل المشاكل العالقة بعد صدور نتائج الخبرة التقنية التي تم إجراؤها على المنازل الآيلة للسقوط.
سعيد بلقاس
