الرئيسية سياسة فضيع: داعش تقطع رأس داعية مغربي

فضيع: داعش تقطع رأس داعية مغربي

كتبه كتب في 9 سبتمبر 2014 - 11:19

نهاية رحلة الداعية البلجيكي من أصل مغربي إلياس أزواج كانت هي الموت،  بعد أن نفذ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا ب ”داعش” حكم الإعدام في حقه، و على أساس تهم التخابر، أقدم التنظيم على تطبيق حد “الخيانة والتجسس” عليه، حيث تم قطع رأسه قبل أيام في إحدى المناطق السورية الخاضعة لنفوذ الدولة الاسلامية في العراق و الشام، على أثر الاشتباه في تعاونه مع عناصر المخابرات البلجيكية والتعاون معها.

السلفي الشاب، الذي تلقى تكوينه الديني في مسجد الخليل بمولينيبيك، لم يكن يخفي عداءه لجماعة “الشريعة لبلجيكا” المتطرفة، وكان يعتبر أنها تقف وراء استقطاب الشباب البجيكي المسلم للقتال في سوريا.

موقف جعل أزواج يضع نصب أعينه إقناع هؤلاء الشباب بالعدول عن القتال في صفوف الجماعات المتطرفة في سوريا، فقرر الاستقالة من جمعية “الخدمة الإسلامية” للشباب التي أسسها في العاصمة البلجيكية بروكسيل سنة 2008، و توجه نحو سوريا، عن طريق تركيا، لإقناع عشرات البلجيكيين بترك السلاح والعودة إلى بلدهم.

بعد ذلك خرج في شريط فيديو صادم، في السابع من نونبر 2013، يعلن فيه، خلاف ذلك، و يدعو إلى ضرورة النفير للجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد.

و سواء كان الذهاب لسوريا فكرة نضجت في ذهن الياس لوحدها، أو تم انضاجها عن طريق الاستخبارات التي كان على علاقة معها وفق اعترافاته، فان وصوله الى أرض المعركة، قد غير معطيات كثيرة، و قلب خططه رأسا على عقب، و بدل من قناعاته التي كان يجهر بها و هو على التراب البلجيكي، و نهايته مقتولا من طرف داعش لم تكن متوقعة حسب العديدين.

الداعية البلجيكي من أصل مغربي، إلياس أزواج، 24 سنة، اختفى عن الأنظار بعد أسابيع من التحاقه بسوريا، حيث قالت مصادر بلجيكية مهتمة، أنه اعتقل من طرف مقاتلي التنظيم الإرهابي منذ العام الماضي، على الحدود التركية السورية.

كان إلياس قد اعترف في شريط فيديو، أنه عمل لصالح الاستخبارات البلجيكية، لمدة معينة، لكن بعد اختفائه عن الأنظار في سوريا، نشر تصريحات يتوعد فيها بلجيكا بالجهاد، و يهدد بشن هجمات على أراضيها.

و كان الداعية البلجيكي، قد قال وقتها، بأن ما حصل في فولغوغراد بروسيا، ليس سوى مقدمة لسلسة من كوابيس ستعيشها “الدول الكافرة الجائرة” نظير ما “عاثت به من جور”، على أن دور بلجيكا وفرنسا بات قريبا، وفق ما ورد في البيان ذاته، و أردف أن “المؤمن لا يخلف وعده أبدا”.

وخاطب الداعية الدولتين الأوربيتين بالقول إن “عجزهما سيتضح للعالم، مقابل علو أمر الله”، مردفا أن ثمة من “يتبع شرع الله ولا يحيد عنه”.

هذا البيان دفع عائلته للخروج عن صمتها لتقول أن حساب الياس قد تمت قرصنته، دون أن توضح كيف علمت بالأمر، فيما كشفت أوساط مقربة منه، أن ما كتبه الداعية على صفحته في الفيسبوك، هو غير ما كان معروفا عنه، و لا يمكن الجزم ان كان أزواج هو نفسه وراء الأمر، أم أن اسمه استغل فقط للدعاية.

قبل ذلك كان النائب البرلماني البلجيكي، ذو الأصول المغربية، فؤاد أحيدار، قد أكد خبر اعتقاله من طرف عناصر إحدى الجماعات المسلحة شهر أبريل الماضي، لكن ظهور تصريحات الياس على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت بالبعض الى القول انه حر طليق، و أنه سافر للجهاد عن قناعة، حتى ولو كانت مهمته المعلنة هي ارجاع المقاتلين البلجيكيين من هناك، في الوقت الذي انبرى المدافعون عنه، للتصريح بأن تلك الدعوات المنسوبة للداعية أزواج، ليست دليلا على أنه ليس معتقلا، بل انها ليست حجة عليه، مادام اختراق حساباته أمر ممكن حتى لو كان ميتا، و ليس فقط محتجزا بين ايدي داعش.

شادي عبد الحميد الحجوجي

مشاركة