الرئيسية مجتمع سقوط الحكام العرب أغاب الديكتاتورية الآمنة لتحل محلها الديمقراطية الدموية + الفيديو الاخير للقذافي

سقوط الحكام العرب أغاب الديكتاتورية الآمنة لتحل محلها الديمقراطية الدموية + الفيديو الاخير للقذافي

كتبه كتب في 25 أغسطس 2014 - 11:47

بطريقة غريبة إشتقت لقفشات القذافي وأنا أستمع له بالامس في خطبته الشهيرة زنقة زنقة، لقد كان شخصية فريدة من نوعها لا يستطيع الزمان أن يجود بمثلها، فكيف يستطيع اليوم أهبل أن يصل لسدة الحكم، ويعمر أربعون سنة في حكم بلده وفي النهاية يسأل شعبه “من أنتم”؟.

في خطبته النارية قال جملة لعل الليبيون يتحسرون عليها اليوم ويعضون على أيديهم وهم يتذكرونها أو يشاهدونها، حين قال لهم :” ستندمون يوم لا ينفع الندم”، لعله كان أهبل، وكما يقال خذوا الحكمة من أفواه المجانين، ولكن إخواننا الليبيين رفضوا أخذ الحكمة من رجل جثم على قلوبهم أربعون سنة، فقرروا التغيير، وقبلهم فعلها التونسيون وبعدهم كان دور المصريين واليمنيين ولازال السوريين ينتظرون يوما قد يطول إنتظاره طويلا.

جملة القذافي ليست صالحة اليوم لليبيين فقط، بل أصبحت صالحة لكل الشعوب التي قررت أن تقود مصيرها بيديها وتثور ضد حكامها الفاسدين، ثورة صفق لها العالم وفهمها زين العابدين بن علي باكرا، فقال لشعبه “فهمتكم أي نعم فهمتكم” وبات ما صبح، وقرر الذهاب بعيدا ليشاهد من السعودية ما سيقع في تونس الخضراء بعده.

لقد نجحت أغلبية الثورات العربية في إسقاط الانظمة الحاكمة، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في بناء ديمقراطية توحد جميع الاطياف، أما في سوريا فقد ولدت الثورة بؤرة يجتمع فيها كل إرهابيي العالم لينتقل لهيبها إلى عراق صدام حسين الذي تحول إلى كوة نيران منذ أن سقط نظامه الذي حكم العراق بيد من حديد واخرى من نار.

لقد كانت الشعوب العربية تواقة إلى الديمقراطية والانسلاخ من عباءة الديكتاتورية التي جثمت على قلوب الشيوخ والشباب، لكن في خضم هذه الديكتاتورية لم يلاحظ هؤلاء أن هناك آمان يعيشون فيه قد ينتهي بمجرد سقوط النظام، وبالفعل فقد لاحظوا ذلك مباشرة بعد وصولهم إلى الديمقراطية الدموية التي يعيشونها الان، شباب مصر فقط هو من إستطاع أن يستفيق باكرا، فطرد رجل العسكر من نظامه، وبمجرد إحساسه بالخطر أعاد رجل العسكر مرة أخرى إلى سدة الحكم، لأنه تيقن بطريقة غير مباشرة أن العقل العربي لا يخضع إلا للاستبداد الذي ترعرع فيه.

يونس أفطيط

 

مشاركة