الرئيسية مجتمع اسرائيل تسقط العمارات في غزة وفي المغرب يسقطها الفساد

اسرائيل تسقط العمارات في غزة وفي المغرب يسقطها الفساد

كتبه كتب في 12 يوليو 2014 - 05:01

تقصف اسرائيل سكان غزة بوابل من صواريخ وتهدم العمارات فوق ساكنيها، وسط أبشع صور الإرهاب الرسمي والمعترف به والمقنن بقوانين الغاب حيث البقاء للأقوى والحق للقوي، لكن على الأقل اجتمع مجلس الأمن من أجل سكان غزة فهل سيجتمع مجلس الأمن من أجل سكان الدار البيضاء؟؟ لا أظن بل أجزم لا يهمه الأمر؟ فهل سيجتمع مجلس الوزراء؟؟ على السيد بن كيران أن يطلب بحث في قضية الانهيار و إذا ما تبث تورط أحد تماسيحه الأفياء فسيراوغ كعادته مثل عفا الله عما سلف.

 عندما استيقظ الشعب المغربي على ثلاثة عمارات قد انهارت بساكنتها أطفال وشيوخ ونساء ومعاقين. بدون زلزال أو قطار الأنفاق… بل كان السبب رداءة التسيير وغياب المراقبة وتفشي الرشوة والزابونية، هذا الانهيار هو امتداد لانهيارات عدة يمر بها الشعب المغربي منذ الاستقلال إلى اليوم مثل انهيار الكرامة الذي شهدت عليه سجون كثيرة مثل أزكر وتزممارت وقلعة مكونة ويشهد عليه حاليا سجن الزاكي وسجن تولال ومعتقل تمارة والسجن لكحل بالعيون… إضافة إلى انهيار العدالة وانهيار حقوق المواطن من صحة وتعليم وتعويض عن البطالة كمكسب شرعي للمواطن المغربي من خيرات بلده التي قسمت على الأحزاب والمؤسسات ورفعت الدولة شعار الدولة الفقيرة من أجل تمويه المواطن عن ثروات وخيرات بلاده.

انهار مسجد بفاس وانهارت منازل سابقة بالدار البيضاء وتوالت الانهيارات… وانهارت منازل ثم منازل في ربوع المغرب ولم يزرها أحد ولم يستفيق لها لوبي الفساد لآنه منغمس في نهش ثروات المغاربة، اليوم ضحايا جدد ينضمون لضحايا كثر ممن قتلوا في حافلات لم تعد تصلح حتى للمتاحف، و طرق لا نظير لها من حيث الهشاشة والرداءة بل قد زينوا تلك الطرقات برجال الأمن ورجال الدرك حيث الحواجز الأمنية أكثر من السيارات، سيصلون على الضحايا وسيتوعدون بتكاليف العلاج لكن الأموات ذهبوا بلا عودة ذهبوا عند خالقهم ليشكوا لهم من تسبب في مصيرهم وتشهد على ذالك ملائكة الرحمان لآنه في الأخرة لا يوجد ظهير يمنع الملائكة من مناقشة السياسة وسيذكرون المتسبب بالاسم الكامل وتاريخ ازدياده بالدقيقة والثانية، هناك لا تستطيع وزارة الداخلية التستر على الحقائق كما أنها لا تستطيع السيطرة على قناة عمومية أصبح لا يشاهدها إلا مخابرات وزارة الداخلية لكي يطلعون على قرارتهم، خوفا أن يغير مذيع النشرة ما كتب له، أما الشعب المغربي فذهب إلى قنوات أجنبية سواء محافظة أو غير محافظة حيث يحس بحرية الرأي والفكر… صنعوا مسرحية وبعد أن هرب الجمهور عن مسرحيتهم اختاروا جزء من الممثلين للقيام بدور الجمهور حيث يصفق متى يشار له ويصفر متى يشار له. قتلوا الوطن وقتلوا المواطن حيا وباقوا هم أصنام لا يعرفون من طعم الحياة إلا الأرقام المالية والمناصب العليا في دولة دنيا من حيث التعليم والصحة والحقوق والحريات والعقائد.

ختاما اللهم ارحم شهداء الدار البيضاء الذين توفوا وهم نيام… ورحم الله الشهداء غزة الذي قتلوا تحت البطش الإسرائيلي. ونتمنى أن تعود إرادة الشعب المغربي يوما ما, لكي يكشف لنا لولبيات الفساد التي تأخذ الأرض بالمجان وتبني عليها عمارات ملغومة بالفساد وبأثمنة خيالية يتربع أصحاب مشاريعها على المراكز الأولى من حيث أغنياء العالم.

محمد الفنيش

 

مشاركة