الرئيسية تمازيغت افتتاح تيميتار هدية للراحل الشامخ وجينيفير كروت ملحه

افتتاح تيميتار هدية للراحل الشامخ وجينيفير كروت ملحه

كتبه كتب في 20 يونيو 2014 - 23:07

على إيقاعات الموسيقى بساحة الأمل، مسرح الهواء الطلق، وساحة بيجوان، أعطيت انطلاقة مهرجان تيميتار في نسخته 11. مهرجان الأمازيغ المنفتح على العالم ” تيميتار” استطاع ربح الرهان ويبدد مخاوف المنظمين من منافسة المونديال، باستقطابه نسبة جمهور كبيرة تصل الذروة بعد نهاية المقابلات الكروية المهمة.

سفر موسيقي مكثف يجمع بين الفنانين الأمازيغ وفناني العالم طيلة أربعة أيام، وهذه السنة سيجمع بين الفنانين قاسم مشارك هو الموسيقى الأصيلة. بدايته كانت إفريقية بمسرح الهواء الطلق، مع القنبلة التي انبثقت عن الأفروبيت ” سيا طولنو” القادمة من غينيا، وجمعت موسيقاها بين اليوروبا، الفانك والجاز، أما كلماتها فوصفت الحالة السياسية والحروب،  وبساحة الأمل كانت الأمسية أمازيغية خالصة، وكان لقاء الجمهور مع مجموعة أحواش التي أدت وصلات “تسخينية” من إيقاعات و”تنضامت”، ليعتلي علي فايق” الإبن الروحي للروايس” المنصة الكبيرة أمام الآلاف، ويلهبها بموسيقاه المستوحاة من التراث الأمازيغي والأنغام العصرية.

في حوار ابراهيم المزند، المدير الفني لمهرجان تيميتار، صرح أن مهرجان تيميتار له خط واضح يحافظ عليه،  فهو يحتفي بالفن الأمازيغي، بل يعتبر عيدا بالمنطقة تقدم خلاله أفضل الإنتاجات الفنية من فنون تقليدية الروايس وأحواش ، الركبة، أحيدوس، والموسيقى الصوفية، والبديلة كالراب، الفلامينكو،الريكي… ويعرف كل سنة حضور فنانين من مناطق مغربية أمازيغية كالأطلس والريف…وآخرون يعيشون في المهجر….

“الفنانون يموتون ، لكن أعملهم تبقى خالدة للأبد ، كوشمة بذاكرة عشاقهم ومحبيهم” ، لذلك اختار المنظمون – يضيف المزند- إهداء حفل الافتتاح إلى روح الفنان الراحل عزيز الشامخ، حيث فقدت اسما بارزا في الموسيقى الأمازيغية ” تزنزارت” ، الذي أعطى الكثير بالمهجر  لكن الموت اختطفه قبل أسابيع.

حفل الافتتاح حضره كل من عزيز أخنوش، ومحمد اوزين وزير الرايضة والشباب، ولحسن حداد وزير السياحة، إلى جانب  إبراهيم حافظي، والي أكادير، طارق القباج..وعرفت ساحة الأمل حضورا جماهيريا ملحوظا، تابع مجموعة أحواش آيت باعمران ، وعلي الفايق، إضافة إلى الأوركسترا الوطنية باربيس وأديكتيف تي في.

في سؤال حول الميزانية المرصودة للمهرجان، صرح المزند أن ثلث الميزانية عبارة عن دعم عمومي، والثلثين مصدره المساندين الرسميين والشركاء المساندين.

واعتبر المزند أن المهرجان المصنف من بين 25 أفضل مهرجان دولي لسنة 2014 من طرف مجلة ” صونغ لاينز” الإنجليزية. فرصة للجمع بين الفنانين الأمازيغ والتراث الفني، وينطلق من مرجعية محلية وفرض نفسه بحكم طبيعة المنطقة، فأكادير عاصمة الجهة، وتيميتار يعتبر محطة سنوية للفن يقوم على تقريب الثقافات المختلفة مما يميزه.

 نضال إيبورك بتيمتار، الجذر يحن لأصله

نضال إيبورك،بلباس تقليدي أبيض رسم عليه حرف تيفيناغ باللون الأخضر، يعبر عن اعتزازها بجذورها الأمازيغية، وبرشاقة وخفة، وقفت لأول مرة أمام جمهور تيميتار، لتلهب الأحاسيس وتنطلق التصفيقات بين أغنية وأخرى، لتبلغ أوجها مع أداءها لأغنية أمازيغية.

أدت نضال، خلال حفل الافتتاح الذي شهده مسرح الهواء الطلق بأكادير ليلة الأربعاء، مقاطع كلاسيكية لوردة، وأخرى مغربية أصيلة مرفوقة بفرقة رشيد زروال، قبل أن تختتمها بأغنية أمازيغية لقيت تجاوب جمهور ناهز 2800 شخص بمسرح تاهوتء الطلق.

” الفنانة الشابة” وهو اللقب الذي حصلت عليه سنة 2011 من طرف مجلة “موروكو وورلد نيوز”، عبرت للجريدة عن سعادتها بتجاوب الجمهور مع أدائها، اعتبرت الحفل أجمل سهرة تجمعها بجمهور أكادير، سيما بعد أدائها أغنية أمازيغية ألهبت إحساسه، وتمنت أن تتاج لها الفرصة للقائه في مناسبات أخرى. بالنسبة لمهرجان تيميتار صرحت نضال إيبورك أنه من أهم مهرجانات على المستوى لوطني والدولي، وأي فنان يتوق ليكون حاضرا فيه، خاصة وأنه يحقق التنوع الثقافي ويجمع بين الموسيقى الأمازيغية والكلاسيكية والراب والريكي….”

تحضر نضال لأغاني خاصة منفردة، من قبيل أغنية ” سول قلبي” ذات لحن وكلمات مغربية، وأغاني أخرى قامت بتحضيرها بمونريال بكندا. ورحبت نضال بفكرة الفنانة الأمازيغية فاطمة تابعمرانت التي عبرت عن استعدادها للعمل مع الفنانة الشابة من خلال قصيدة شعرية من تأليف تابعمرانت وهو ما تتمناه نضال التي صرحت قائلة : ” كنت أحلم دائما بتقديم أغنية أمازيغية على المسرح، فأنا من أصول أمازيغية وأفتخر بذلك. هو شرف لي وأشكرها على التفاتتها.”

حضورها على خشبة مسرح الهواء الطلق تزامن مع حضور جينيفر كراوت وتحدثت عنها قائلة: ” تربطني بجينيفر  علاقة صداقة أثناء تواجدي بالولايات المتحد الأمريكية، تعرفت عليها أثناء تعلمها الموسيقى العربية، وأرحب بفكرة العمل مع جينيفر في المستقبل ولما لا؟.” تطمح الفنانة الشابة إلى تقديم فن محترم في ظل الموجة الحالية، وتقديم الأغنية المغربية بشكل راق وكذا تقديم أغاني أمازيغية.

تجد نضال ذاتها في الأغنية الكلاسيكية والمغربية الأصيلة، فقد كبرت وهي تستمع لها ، سبق لها أن شاركت في برنامج ” ذو فويس” بلبنان، وشاركت الملحن الكبير سيمون شاهين في أداء مقطوعات كلاسيكية تعود للخمسينيات والستينيات، بل غنتها بعدة مناطق بأمريكا، حيث تتابع دراستها”.

“أول مرة أؤدي أغنية أمازيغية، أتمنى أن أكون قدمتها بأمانة. ولقائي بالجمهور هنا بأكادير هو أول لقاء لي، ورغم ذلك لم يكن لدي تخوف لأني جئت إلى منزلي وأغني بين أسرتي الكبيرة وهو جمهوري، فرحت وتشرفت بحضوره وتجاوبه معي”. بنبرة فرحة تحدثت عن أول لقاء لها وحفل جمعها بالجمهور السوسي، زاد من فرحها تقاجئها بحضور بعض أصدقائها وأفراد عائلتها بين الجمهور.

عن مشاريعها المستقبلية تحدتث نضال إيبورك عن مشاركتها في حفل تكريم لأغاني السيدة فيروز يوم 2 يونيو بالدار البيضاء، وحضورها في مهرجان القنيطرة في شهر غشت المقبل، إضافة إلى حفلات في أمريكا وكندا.

 جينيفر كراوت تحيي الأموات وتنقذ تيميتار من هجمة المونديال

أول خروج شعبي لها بالمغرب، واول مرة تصعد خشبة مهرجان لتقابل جمهورا عريض، جينيفر كراوت الفتاتة الظاهرة غنت فأطربت جمهور تيميتار، ورقصت فاهتزت خشبة مسرح الهواء الطلق. حضور قوي لأمريكية انصهرت واندمجت في المجتمع العربي ثم المغربي والأمازيغي، جاءت للمغرب كأي زائر فكان حظها وقدرها ورزقها ونصيبا بجامع الفناء حيث تعرفت على سعيد الزوج، فنان الساحة الشهيرة، اشتغلت معه وارتبطا ليتقاسما الغناء والحب والحياة… فلم يعد يميزها عن فنانة مغربية سوى إتقانها التام للدارجة والأمازيغية…حلمها الذي تعمل عليه بمساعدة خطيبها سعيد أوزاتي، هذا الأخير عبر للجريدة عن سعادته بما بلغته خطيبته في مسارها لتعلم العربية والأمازيغية، وتوجه للجمهور قائلا: ” غادي نتبعوا الميريكان حتى يوليو كلهم يهضروا بالشلحة”.

الرايس عباس، والد خطيبها سعيد، صرح للجريدة أن جنيفر  تعشق المغرب، أسلمت وتؤدي الصلاة وتصوم رمضان، واستطاعت أن تحبب المغرب لوالديها فقدما مرات إلى المغرب وتعرفا على عائلة سعيد، كما أنها اندمجت مع محيط سعيد ودفعها ذلك لتقيم بالمغرب مند سنت وشرعت في تعلم الامازغية.

بثوب سهرة وردي وخطوات متأنية، وقفت أمام جمهور قارب 3000 شخص، بمسرح الهواء الطلق حيته ب” تاشلحيت” وختمت تحيتها بقولها ” عاش الملك” بعدها انطلق قطار اللحن الجميل، وهي تقدم أغاني كلاسيكية: ” إنت وبس اللي حبيبي” لفايزة أحمد ، ” سيرة الحب” لأم كلثوم ، ليالي الأنس” لاسمهان”.

تتبع الجمهور غناء جينيفر وأدائها وحركاتها، فحبس الأنفاس بل وتاه في عالم حالم، حتى خال البعض نفسه أمام مطربة عربية… قبل أن تفاجئه بدارجة ثقيلة وبابتسامة لا تكاد تختفي على محياها قائلة : ” غادي نتفرج ليكم موسيقى مغربية” لتقدم جينيفر مقاطع من ” الما يجري” لبهيجة إدريس، ” يا الناسي العهد ” لإبراهيم العلمي… أغاني أعادت الجمهور إلى الزمن الجميل.  من بلاد ” الإفرنجة” جاءت جنيفير لتحيي نجوما فنية في ليلية صافية غطاها القمر بضوئه البعيد.

برقص أمازيغي متبوع بهز الكتفين واليد على شاكلة الفنانات الأمازيغيات، أدت جينيفر بإتقان ليلتها وواكبت الإيقاع مما رفع وثيرة تجاوب الجمهور. صوت شجي عذب، قدم مواويل أمازيغية وأغاني حول الحناء… سافرت بالجمهور إلى أعالي جبال الأطلس وسوس، ونجحت في أن  تهز أرجاء المسرح ورقص على صوتها الجمهور الذي قدم للتعرف على جينيفر، وشجعته بدورها بالأمازيغية ” أفوس أفوس” وطلبت التسليم من رجال سوس ” أن ظلب التسليم..فلم تغب عن جينيفر روح النكتة.

بحركات متناسقة مع خطيبها، أديا مقطوعات أمازيغية ورقصا سوية والابتسامة لا تكاد تفارق محياها، وبلغت حرارة اللقاء مع الجمهور ذروتها على موسيقى ” دابا دابا دابا تندم عليا” فاستطاعت أن تنتزع تصفيقات الجمهور القوية ويشاركها الرقص على المدرجات، لتكون بذلك قد أنقذت الافتتاح من هجمة المونديال.

جينيفر تتبعها العرب والمغاربة  أول مرة في برنامج  ” أراب كوت طالنت” لموسم 2013، وتشارك حاليا في برنامج ” شكلك مش غريب”، نشأت في أسرة موسيقية، حصلت على الإجازة في الغناء بكندا، حيث اهتمت بالموسيقى العربية ودرست على يد أساتذة كبار. عشقت الثقافة المغربية والتحقت بالمغرب، حيث تعرفت على خطيبها وزوجها المستقبلي سعيد أوزاتي وعملت معه في ساحة جامع الفنا.

حوار مع جينيفر:  جامع الفنا جمعتني بزوجي وكانت هي البداية

“المغرب أحسن بلد في العالم بالنسبة لي”

 

  • ·         إحساسك وأنت تقفين أمام جمهور تيميتار؟

+ أنا فرحة بمشاركتي لأول مرة في مهرجان بالمغرب وخاصة تيميتار، فقد كان حلمي منذ مدة الوقوف أمام الجمهور المغربي، حيث أنني عملت في السابق مع خطيبي وزوجي سعيد أوزاتي في ساحة جامع الفنا بمراكش.

  • ·         كيف تنظرين لتفاعل الجمهور معك؟

+ تفاعل الجمهور معي خاصة غنائي بالأمازيغية، جعلني فرحة للغاية لتشجيعه لي. أنا أحاول إتقان اللغة العربية والدارجة و” الشلحة”.

  • ·         السر في حبك للغة الأمازيغية والدارجة؟

      +  أحب المغرب والثقافة المغربية والأكل المغربي والمناخ ، أرى أن المغرب أحسن مكان في العالم. الأمازيغية صعبة ليس كالعربية، أتعلمها على يد سعيد بشكل متدرج وأتوق إلى إتقانها، أما الدارجة فتعلمتها منذ سنة تقريبا ولا زالت أهفو إلى إتقانها.  بالنسبة لصعوبة فهم اللغة، فمثلا أنا لا أفهم اللهجة اللبنانية لكني أقوم بالترجمة حتى أستطيع أداء كلمات الأغاني.

  • ·         تجربتك في برنامج ” شكلك مش غريب” ؟

+  بالنسبة للبرنامج، أعتبره تجربة مهمة وجيدة بالنسبة لي، بعد ظهوري في برنامج” أراب كوتس طالنت”.

  • ·         مشاريعك الفنية ؟

+ هناك ألبوم أمازيغي في السوق، ومشروع ألبوم باللغة الأمازيغية أيضا في الطريق يتطرق لمواضيع عديدة حول الحب …كما أن هناك ألبوم مستقبلي مع الفنان الحسين امراكشي.

 أعد الملف للأحداث المغربية: أمينة المستاري

تصوير: م. العدلاني/إ. فاضل

مشاركة