الرئيسية الصحة ” حجام ” يجهز على العضو التناسلي لرضيع بمراكش

” حجام ” يجهز على العضو التناسلي لرضيع بمراكش

كتبه كتب في 24 مارس 2012 - 19:52

هي قصة رضيع، لم تنفتح بعد عيونه على الدنيا، حين امتدت إليه يد العبث،وحرمته من أغلى سلاح يملكه الرجل في رحلة حياته( رجولته).كانت فرحة الأسرة الفقيرة كبيرة وهي تستقبل مولودها الذكر، باحد الدواوير المبتوتة على تراب بلدية تاملالت بإقليم قلعة السراغنة،والوالدة تمني النفس بأن يكون للوافد الجديد ،مستقبلا مشرقا تباهي به باقي نساء وأمهات الدوار،دون أن يخطر في بالها أن  تصاريف القدر، تنسج حوله خيوط مأساة ستسم حياته أبد الدهر.

 أضاء الرضيع حياة الأسرة، وغمر قلب أمه بسعادة غامرة، وهي تتابع  رحلة نموه ،وتعد الأيام والأسابيع، إلى ان بلغ شهره الرابع، حين بدأت النصائح تتوالى بضرورة ختمه بختم المسلم، وإخضاعه للختانة، قبل أن يشب على الطوق، وتترك العملية أثارا نفسية يصعب محوها.

قلب الأم المرهف، جعلها تتماطل في الإستجابة لإلحاح الأصدقاء والأقارب، وكأنها بذلك تحاول أبعاد فلدة كبدها عن مصير مظلم ، تخبئه تصاريف القدر، على ان حاصرتها الدعوات  ولم تعد تجد بدا مما ليس منه بد.

أعدت العدة بالمنزل القروي البسيط ليوم الختان،وحكمت “أفة”الفقر، وقلة ذات اليد،بإبعاد طبيب مختص عن القيام بالعملية، وحل محله” حجام” من تلك الطينة التي تكثر بالاسواق الاسبوعية، وتفهم في كل شيء  دون أن تكون لها خبرة أو إلمام بأي شيء،من “حلاقة” و”حجامة”  إلى ” ختان الأطفال”.

حل ” الحجام” الدعي ، محيطا نفسه بهالة من الوقار، مع اصطناع علامات” تامعلميت” والخبرة في كل ما يتعلق بأسرار الختان،  حيث أفردت له الأسرة حجرة ببيتها المتواضع، وساقت إليه الطفل المسكين ،كما تساق الشاة لذبحها.

 باسم الله على بركة الله،ردد الحجام متصنعا الحكمة والرزانة، والمقص يلمع بين يديه، فيما كان الرضيع فاردا  ساقيه بينى يدي احد أقرابه، ومتناسيا الحكمة الشعبية السائرة” ميا تخميمة وتخميمة،ولا ضربة بالمقص”،جز “الحجام” الدعي، ما اعتبره الجزء الزائد من حشفة الجهاز الذكري للطفل الرضيع،ليغمره بعدها بأكوام من الضماد،بعد رشه ب”الدوا الحمر وبيتادين”.

 أطلقت النسوة ألسنتها بالزغاريد،مغطية على صراخ الطفل، لينصرف “الحجام” الذي غمرته ايات الدعاء والإمتنان، لازدراد بعض اطاييب الأكل التي خصته بها الاسرة الفقيرة، ويتناول ” شي بركة ديال الفلوس” ويغادر ضاربا موعدا، للعودة لمعالجة الطفل بعد يومين.

لم تدم فرحة الاسرة كثيرا، حين لفت انتباهها أن فورة الدم لم تنقطع من الجهاز التناسلي للطفل،

الذي دخل نوبة صراخ هستيري لم تنقطع، ما جعل الأسئلة المحيرة ، تتناسل على ألسنة وأفئدة افراد الأسرة،  حين قررت الأم مدفوعة بإلحاح بعض الأقارب،على الانتقال بالرضيع صوب أقرب مستوصف للدوار.

كانت المفاجاة صادمة، حين أخبرها الطاقم المعالج بضرورة نقل الطفل على وجه السرعة صوب المستشفى، درءا  لمضاعفات محتملة قد تودي به مدارك الهلاك،مع إشهار حقيقة قاتلة في وجهها، بأن ضربة مقص الحجام، قد اتت على كامل الجهاز التناسلي للرضيع، وأصبح محكوما عليه بالعيش محروما من رجولته، فلا هو في عير ربات الحجال، ولا هو في نفيربني جنسه من الرجال، وقدغادر منه القلم الخصيتين، مع دخوله رحلة علاج ماراطونية تكفل بمصاريفها أحد المحسنين، الذي هاله ما تعرض له الرضيع من اعتداء صارخ في أعز ما لديه.

إسماعيل احريملة/ الأحداث المغلاربية

 

 

مشاركة