الرئيسية مجتمع تحليل إخباري: “الفيزازي” و”الزمزمي” و”عصيد” يدخلون على خط المُجَاهَرة بالشذوذ الجنسي

تحليل إخباري: “الفيزازي” و”الزمزمي” و”عصيد” يدخلون على خط المُجَاهَرة بالشذوذ الجنسي

كتبه كتب في 17 مايو 2014 - 14:12

خلقت تصريحات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية “أحمد توفيق” زوبعة إعلامية أثارت القيل والقال بين مختلف الشرائح المجتمع المغربي، وقد نص هذا التصريح على التعاطي مع دعوات المساواة في الإرث والمجاهرة بالشذوذ الجنسي بـ”الحكمة والموعظة”، وذلك في إطار رده على سؤال فريق “العدالة والتنمية” بمجلس النواب حول “النداءات المتحرشة بالثوابت الدينية للمغاربة”.

وضمن هذا السياق ارتأت “إنصاف بريس” أن تطرح الموضوع للنقاش بين توجهات فكرية مختلفة من اجل النظر في المسألة من كل جوانها تحت الأسئلة التالية:

فهل من المعقول أن يُحمل “الشاذ جنسيا” مسؤولية أفعاله لسبب واحد أنه لم تنصفه “الحياة” في أن يكون طبيعيا على غرار الآخرين؟ أليس من حق كل فرد أن يمارس حقوقه الطبيعية كما يريد شريطة أن لا يقوم بمس حرية الآخرين؟

لـ”لشواذ” حريتهم الجنسية لكن في الستر

ويؤكد الباحث في فقه النوازل “عبد الباري الزمزامي” لـإنصاف بريس، أن المثليين والمدافعين عنهم قد خرقوا الضوء الأخضر والأحمر داخل مجتمع له ثوابته الدينية وأعرافه المجتمعية، معتبرا أن المجاهرة بهذا النوع من الممارسات لا يؤدي سوى إلى الإفساد والإضرار بعقول الشباب.

ويستدرك “الزمزمي” في ذات السياق مؤكدا على قبول الحرية الجنسية لهؤلاء، لكن شريطة ألا يتم ذلك في العلن، معتبرا أن المجاهر بهذا الأمر يتنافى مع ما أوصى به الإسلام.

واستشهد الزمزي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، “بأن رجل يدعى هزال بَلَّغَ عن شخص ما بأنه وقع في الزنا، فقال رسول الله يا هزال لو سترته بردائك لكن خير لك”، قبل أن يختتم الزمزمي قوله ليؤكد بأن الإسلام مع الحرية الشخصية لكن في الستر.

الشذوذ الجنسي جريمة إنسانية

أما من جانب الداعية محمد الفزازي، استهل تصريحه لـإنصاف بريس، باتفاقه مع قول وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق، متسائلا هل من الحكمة تعليق هؤلاء في المشانق وهل من الحكمة اعتقالهم أو جلدهم؟.

ويؤكد “الفزازي” في ذات السياق، أنه على الدولة أن تقرر بكل صرامة وحزم فيما يروج عن المجاهرة بمسألة الشذوذ الجنسي باعتباره جريمة إنسانية، مؤكدا على أن المِثْلِي لا يحق له أن يرفع رأسه بين الناس ويعمل برنامجه السياسي بناءا على شذوذه الجنسي.

ويفند “الفزازي” دعوى كل من يعتقد بأن المثلي خلق بطبيعيه على هذا الشكل وبالتالي لا يمكن أن يحمل مسؤولية سلوكاته الجنسية، مؤكدا على أن القرآن خلق الإنسان من ذكر وأنثى، مضيفا أن الله شَنَّعَ قوم لوط بأشنع الصفات، فحاشى لله أن يصف أمرا طبيعيا بوصفه منحطا.

واختتم الفزازي قوله بأن الإسلام اعتبر هذا الأمر فاحشة مغلضة، فرغم ذلك لو أن شخص عمل لشخص آخر شيئا، لما طرق عليهم أحد الباب، لكن حينما يصل الامر إلى الإعلام ومن ثم إلى الحقوق فهذه فاحشة كبرى.

للشواذ ان يمارسوا حقهم كاملة

وبين هذا الموقف وذاك يدين “أحمد عصيد” لـ”إنصاف بريس” النظرة الإحتقارية التي تكرس الميز بين الأشخاص المثليين والطبيعيين، معتبرا أن للمثليين كما للأشخاص الطبيعيين كامل حقوقهم في أن يمارسوا  كافة حقوقهم الطبيعية بكل حرية أبرزها الحق في الوجود وفي الحياة والحق في التعبير. ويؤكد “عصيد” أن العطب موجود في  الثقافة التي نفكر من داخلها، لاعتباره بأن مجتمعنا لا يعطي الأولوية للإنسان بقدر ما يعطيه إما للتقاليد إما للدين  إما لاعتبارات أخرى، الشيء الذي يكرس النظرة الدونية بين الجنس الواحد.

ويختتم “عصيد” قوله بالتأكيد على نشر المرجعية الكونية لحقوق الإنسان باعتبارها الكفيلة باحترام قيمة الإنسان كذات بغض النظر عن أي اعتبار آخر.

أمام تباين هذه المواقف بين مواقف مدعمة لحقوق المثليين ومواقف معارضة لها يمكن بسط السؤال التالي: إذا كان “الشاذ جنسيا” يُخلق بطبيعته شاذا فكيف يمكن ان يحمل مسؤولية فعل غير مسؤول عنه؟

إنصاف/ عماد كزوط

مشاركة