الرئيسية مجتمع عصابة “بوغابة” توهم مقاولا بوجود كنز وتسلبه 60 مليون بكلميم

عصابة “بوغابة” توهم مقاولا بوجود كنز وتسلبه 60 مليون بكلميم

كتبه كتب في 6 مايو 2014 - 12:06

كان مقاولا كلمته مسموعة في مجال البناء والتجهيز بكلميم، وأصبح بسبب عصابة الكنوز لا يملك ولو حصيرا يفترشه ابناؤه، هي مأساة عبد الكبير فارس، ظل فارس زمانه ومكانه فهزمته المحتالون على المشعوذون، استولوا على كل ما يملكه، وأغرقوه في الديون والشيكات، باع تجهيزات مقاولته، ومنزله بمنطقة تيمولاي بكلميم، ليفك” جرة” حفرة حفرها مع العصابة بمنطقة الأخصاص واسقطوه فيها وفق خطة احتياليبة محكمة،  الكل ضاع في طريق بحثه عن ياقوتيتن وجواهر زعم من نصبوا عليه أنها مدفونة بمكان بهذا الربع من المغرب العميق.

عبد الكبير فارس، اعماه البحث عن الدفينة، في ليلة ظلماء حكمت على بقية حياته بالسواد، قبيل انبلاج نور الصباح انجلى غبار الحفار و الفقيه ليجد نفسه خسر المعركة لا فرسا تحته ولا حتى حمار. نصب عليه مشعود وسماسرة، بينهم صحافي مزور يحوز بطاقتين،  واثنين من الحراس الغابويين الوهميين بلباسهم الرسمي.

وقعت فأس الحفار في رأسه كما تقول العامة، وبعد سنتين من الانتظار مازال عبد الكبير يطالب القضاء باعتقال زعماء العصابة الحقيقيين الذين نصبوا عليه في 60 مليون سنتيم، أوهموه بكنز دفين يعود للزمن البالي، تحرسه الجن، واستولوا على كنوزه من العملة الرائجة فوق هذه الأرض بين الإنس.”معروفون وما على النيابة العامة إلا أن تبادر لاعتقالهم واسترجاع ما سلبوه منه” يقول فارس بلغة مهزومة، ينتظرلا من القضاء أن ينصفه وأن لا يترك المحتالين يرفلون في نعيم أمواله.

قصة المقاول مع الفقيه ومساعده والحفار، وبوغابة يحكيها عبد الكبير بنفسه،  الفارس الذي وقع في أكثر من كبوة ولم يتعض حتى وجد نفسه ” الله كريم” مطوقا بالديون ومهددا بالسجن، باع بيته وتجهيزات مقاولته، ودخل أكادير اسما علي غير مسمى، فارسا بلا مجد.

بدمنات كان مسقط رأسه سنة 1968، وبمنطقة تيومولاي بكمليم، كان مستقره سنة 1992، حيث تزوج وأنجب أطفالا، وكبر شأنه المهني، إلى أن التقى بواحد من عصابة الكنوز،  ببويزكان، هاتفه الغريب بشكل متكرر من تالوين، وتمكن من إقناعه، فأضافه المقاول، وتبادلا الطعام، و”اشتركا الملح” وجمعتهما الصلوات الخمس، في يوم وليلة، وفي الواحدة ليلا بدأت خطة الإيقاع به بمنطقة سيدي وافغا بالأخصاص، حيث الكنز المدفون، والطراء المزعوم.

ساعتان من الحفر، مضت مثل سبوع على المقاول، وهو ينتظر بعيدا عن خذعة الحفر، دارت بمخيلته كل قصص الثراء، فجأة نادى عليه الفقيه والحفار لخرج من الحلم غلى الواقع وأن يأتي مسرعا ليرى بعينه كنزا وفيرا،جادت به بطون الأرض، شاهد بأم عينه حفرة وأكواما من التراب اتنتزعت من الأرض، وشاهد الأهم، صندوقا مليئا بمعادن بالجواهر الصفراء، تلمع مضيئة عتمة المكان تتوسطها داخل الثابوت العتيق ياقوتتان بريقهما يعمي الأبصار.

في  غمرة الانبهار، وقف على الجمع عنصران تقمصا دور ” بوغابة”. ليلة كبيرة أفسدها الفوريستيي، هكذا تصور عبد الكبير فارس، شاهدهما مسلحين ببلذتهم العسكرية، واعتقد أن أبواب السجن أوشكت أن تطبق عليه، رفقة اصدقائه، لم يتوفر على فهم كبير يجعله يستوعب اللحطة ويدرك أن، الجميع يمثل أمامه مسرحية ستنتهي بجلده وسلبه كل أمواله وترحيله من تيمولاي غريبا مثلما دخلها ذات صباح.   سوس بلوس

بين الخوف من السجن والطمع في استرجاع الصندوق بجواهره وياقوته، مضى المقاول في غبراز التحدي. ” اعماو لي العينين، طلبوا مني  300 الف درهم، لتجنب الفضيحة واسترجاع الصندوق، سلمتهم 40 الف درهم في نفس الليلية”. كلام يخرج من فم فارس المهزوم، ثم يستمر في سرد تفاصيل باقي الملايين المنهوبة، وكيف توقف نهائيا عن عمله. سيجد المقاول من يمنحه  سلفة مقابل شيكات الضمان في خطة محبكة لم يكن يعلمها في الحين، وصلت تبعاتها الذينية 600 ألف درهما، ودفعته ليبيع تجهيزات شركته، وسايرته ومنزله…اكتشف كذلك متأخرا أن من يقرضون بسخاء جزء من عصابة متخصصة في النصب على كل من أعماه البحث عن الكنوز.

شبكة يتزعمها فقيه تكانت ببويزكارن، يقسم الأدوار، يحضر الطلاسم، يعمل تحت امرته وسمسار، والأخصاصيان با ابراهيم والحسن، تقمصا دور المنقبين الباحثين عن الكنز، وتقمص دور الفوريستيي عبد الحميد، والملقب بالأكحل.       سوس بلوس

 أبطال شريط النصب أدينوا  بالحبس والغرامة غير أن العناصر الاخرى التي ظلت تزود الفار س المهزوم بالأموال ظلت بمنأى عن المتابعة رغم أنها هي رأس الحربة، في كل ما جرى ويطالب عبد الكبير بأن يتحرك القضاء والدرك الملكي لتوقيفهما.

سوس بلوس

مشاركة