الرئيسية مجتمع فيسبوكيون مغاربة يطلقون حملة ” التشرميل الثقافي” ضد ” التشرميل الإجرامي”

فيسبوكيون مغاربة يطلقون حملة ” التشرميل الثقافي” ضد ” التشرميل الإجرامي”

كتبه كتب في 6 مايو 2014 - 01:36

«      ” التشرميل الثقافي» عناوين لصفحات جديدة أطلقتها مجموعة من الشباب المغاربة الناشطون عبر الموقع الاجتماعي «فايسبوك»من أجل مواجهة ظاهرة «التشرميل الإجرامي»، وهي حملة تؤمن بإمكان إحداث ثورة فكرية باستعمال الحروف.

ويدعو هؤلاء الفايسبوكيون من خلال صفحاتهم الشباب المغربي إلى القراءة، والتعلق بالكتاب، وحضّ الشباب على «التشرميل» أي الاعتكاف في المكتبات، وإغناء فكرهم بالمعلومات، والابتعاد عن التباهي بالأسلحة البيض، وإرهاب المواطنين، كرد على ظاهرة كانت بدأت تتحدث عنها الصحافة أخيراً وهي «التشرميل الإجرامي».

وتظهر الصفحات صوراً لمجموعة من الأشخاص من مختلف الأعمار، وهم يحملون الكتب بقصد المطالعة وتشجيع زوار صفحاتهم على القراءة والانفتاح على الكتاب، ليس المدرسي فقط، ولكن ذلك الثقافي والفكري الذي ينمّي العقل.

وبموازاة ذلك تواصل المبادرة الشبابية التي تتخذ عنواناً لها «القراءة للجميع» تنظيم لقاءات في مدن مغربية عدة لاستقطاب الشباب والأطفال وتشجيعهم على قراءة الكتب، والقيام بحملات توعية في المؤسسات التعليمية والأماكن العامة، ودور الأيتام. وإلى ذلك توجّت المبادرة أخيراً بتنظيم مهرجان للقراءة في جامعة ابن زهر في مدينة أكادير جنوب المغرب بهدف التعريف بأهمية القراءة باعتبارها من أهم وسائل كسب المعرفة وتقدم الشعوب، ولما لها من دور كبير في تقوية شخصية الإنسان.

والمبادرة التي تعتبر سابقة من نوعها في المغرب هي من تنظيم شباب مغاربة جمعهم حبهم للقراءة وأسسوا جمعية من أجل نشر الوعي بأهميتها في مجتمع تعتبر فيه نسبة القراءة من أدنى النسب عربياً.

مؤسسو المبادرة التي استقطبت آلاف الشباب ساهمت في فتح نقاش جدي حول أزمة تدنّي نسبة القراءة في المغرب، واقتراح حلول للنهوض بها بين الشباب، اتخذوا من العالمين الواقعي والافتراضي على السواء أرضية لنشر رسالتهم. وانتشرت فيديوات لشباب مغاربة شاركوا في لقاءات القراءة الجماعية كما ظهر بعض الشباب الأجانب المشاركين فراحوا يشاركون تجاربهم حول قراءة الكتب ويشجعون أبناء جيلهم على الإقبال أكثر عليها.

ويقول محمد خرشيش رئيس مبادرة «القراءة للجميع» إن الفكرة جاءت كرد فعل على القطيعة مع الكتاب التي يعاني منها المغرب، وأنه يطمح مع أصدقائه الى إنجاح هذه التجربة وتصديرها إلى دول عربية وإفريقية أخرى. ويوضح: «تلقينا ردود فعل إيجابية، فالجميع واعٍ بأهمية القراءة وأهمية المبادرة، وخير دليل على ذلك آلاف الأعضاء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتعليقات الإيجابية والمشجعة على الفيديوات التي تنشرها المبادرة».

ويقول الباحث رشيد جنكاري أن فكرة اغتنام الفرص التي توفرها شبكة الإنترنت، مثلاً، من أجل تشجيع الشباب على القراءة ترجع أساساً إلى النمو المتسارع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المغرب. فبفضل الإنترنت، أصبح بوسع الشباب الوصول إلى كم هائل من المطبوعات مجاناً، بما في ذلك الكتب والصحف، وهذه فرصة للتخلص من وضعية «الفقراء للمعلومات»، خصوصاً مع العدد المحدود من المكتبات والمحال التجارية لبيع الكتب. وعلاوة على ذلك، يمكن الاستفادة من أن عدداً متزايداً من الأعمال ينشر تحت رخصة التشارك الإبداعي. هذه هبة للمدارس والمدرّسين والمكتبات الذين يحرصون على جعل المعارف والمحتويات متاحة للشباب.

والفرص التي تتيحها التكنولوجيا، خصوصاً الإنترنت، تساهم وفق جنكاري في تشجيع الشباب على القراءة أكثر، وتشجيع الكتاب على النشر أكثر. ويقول انه «مجال لم يستثمر بما فيه الكفاية بعد، لذلك فمن الضروري نشر المبادرات المبتكرة التي تستهدف الشباب وتسهل عليهم الوصول إلى أجهزة الكومبيوتر، والإنترنت، واستخدامهم لها بطريقة فعالة». وكان وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي اعترف بأن القارئ المغربي لا يقرأ إلا دقيقتين في السنة، في حين أن القارئ الأوروبي يقرأ 200 ساعة في السنة! وعزا الصبيحي التراجع الخطير للقراءة في المغرب إلى المنظومة التعليمية الحالية، وحمّل المسؤولية لوزارة التربية والتعليم مشدداً في الوقت ذاته على أن حب القراءة يبدأ قبل سن الثانية عشرة. وقال: « لم نتمكن بعد من تقريب القراءة للشاب المغربي والمسؤولية ملقاة على عاتق المنظومة التعليمية فهي المسؤولة عن تكوين ملكات الطفل وقدراته الإدراكية».

وعاب الوزير على وزارة التعليم فرض 30 ساعة في الأسبوع في الأقسام الابتدائية. وأشار إلى أن متوسط عدد ساعات التدريس في السنة عالمياً هو 23 ساعة، معتبراً أن الزمن المدرسي المعمول به لا يسمح للتلميذ بالقراءة، اضافة الى التقصير في المناهج التي تعطي للتلميذ ملكة القراءة وتحببها إليه وتنمّي معارفه وتعوّده عليها. وامتعض الصبيحي من السياسة الجبائية المفروضة على دور النشر كإشكالية من الإشكاليات التي تحدّ من الطبع والنشر، مشيراً إلى أن المغرب ينتج 2000 عنوان سنوياً مقارنة بفرنسا التي تنتج 63 ألفاً.

عن موقع الحياة

مشاركة