الرئيسية مجتمع بالفيديو : حكاية فيصل .. طفلٍ ربطَ 7 أعوام بسبب “إعاقة ذهنية”

بالفيديو : حكاية فيصل .. طفلٍ ربطَ 7 أعوام بسبب “إعاقة ذهنية”

كتبه كتب في 18 أبريل 2014 - 14:38

حجرةٌ من الطين أليقُ بإيواء الدوَاب، وحبلٌ معقودٌ فِي قدمِ طفلٍ عارٍ، يكابدُ إعاقَة منذٌ سنواتٍ طوال، ولمْ يجد ذُووهُ سبِيلًا إلى معالجةِ حركته المفرطة، سوى ربطه، وإمداده بالطعام، فِي معتقلٍ قسرِي، ذاكَ ما اهتدَى إليه ناشطُون زارُوا قبيل “الغفُّولَة” ضواحِي مدينة تاوريرتْ، حيثُ يأملُ الطفلُ فيصل براد، إفراجًا، لا علاجًا، فقطْ.

الطفلُ فيصل، الذِي قضَى سبعة أعوامٍ مربوطًا، من قدمٍ واحدة، يتكئُ برجل واحدة فقطْ على أرضيَّة، فرشتْ عليها بعض الأسمال، شاربًا بنهمٍ كأس ياغورت، مدَّ إليه، مستندًا بيده اليسرى على الجدار، المرصوص بالحجارة، ولا ثيابَ على جسده الطفولِي، فيمَا علقَ حبلٌ بآخر الحجرة.

حين سئلَ ذُووا الطفل فيصل، البالغ من العمر 13 عاما، عن السبب الذِي جعلهم يربطُونهُ فِي ظروفٍ غير آدميَّة، أجابُوا بأنهُ يكسرُ أيَّ شيءٍ أمامهُ إنْ هو أضحَى حرًّا، مما جعلهم لا يجدون سبِيلًا إلى كفِّ ما قدْ ينجم عنْ حريته بالربط، وإنْ كان ذلك في حجرةٍ من الطين، سبقَ أنْ أصيب فيها بحجارةٍ وقعت على رأسه، كما يقولُ أحد معارفه.

الطفلُ فيصل هرعَ إلى حضنِ أمهِ معنقًا إياهَا لمَّا دخلتْ إلى حجرته، فيما هي تبكِي حاله، وهو يشربُ كلَّ ما مدَّ إليه لإخراس جوعه، قائلةً إنَّ لا أحد استجابَ إليها حين راحت تبحثُ عمن يعالجه “ما تركتُ مكانًا إلَّا وقصدتُه بابني هذا، قصدتُ الرباط فلم يقبلُوا به، كما الخميسات وبنسودة في فاس ولم يقبلُوا به، وأنَا أملكُ الآن قطعة من مائة متر، آملُوا أنْ يعينونِي على بنائها، كيْ أنتشلَ ابنِي من هذه الحالة”، تقول الأمُّ.

وتقولُ الأمُّ إنَّ ابنها فيصل معاقٌ منذ سنةٍ من ميلاده، وقد تعبت، طرقتُ جميع الأبواب وما تلقيتُ جوابًا، ولمْ أجد أيَّ حلٍّ، وأنَا أطلبُ الله، أن يلتفت إلى حالنا”، مضيفةً أنَّ مركز طبيًّا قبلَ باستقبال ابنها، بسبب صعوبة التحكم فيه، أكثر من ذلك، لم يعد الطفل فيصل يتناولُ أيَّ دواء ولا هُو يتلقَّى علاجًا رغم وضعه الصعب، حيث انقطع عن تناول بعض المهدئات منذ مدة.

وتتابعُ الأم بأنَّ الطبيب هو الذي طلب منها إيقاف علاج ابنها، “الذِي لا ينامُ ليلًا ولا نهارًا، ولا يميزُ بين الأوقات” تزيدُ الأمُّ، وابنهَا بنصفِ بدنه العاري يسحبها إليه، باسمًا، غير مدركٍ للوضع غير الآدمِي، حيثُ يعيشُ منذ سنوات طوال، دون ولوجٍ إلى علاجٍ يحفظُ لهُ بعض كرامته.

هسبريس – هشام تسمارت

 

مشاركة