الرئيسية مجتمع قافلة الهدم تواصل الانقضاض على التجمعات العشوائية

قافلة الهدم تواصل الانقضاض على التجمعات العشوائية

كتبه كتب في 12 أبريل 2014 - 16:40

مازالت جرافات الهدم مصحوبة بعناصر القوات العمومية والسلطات المحلية، تجوب فضاءات مقاطعة النخيل بمراكش، وتطرق أبواب التجمعات المصنفة في خانة “الدواوير”،لتنقض على بعض ما تم استنباته من أبنية عشوائية،في إطار مبدأ”الزيادة،من راس الحمق”. دوار اللباط كان في مرمى استهدافات الحملة،وعمل أصحاب الحال على هدم 14 بيتا وتسوية جدرانها بالأرض،في انتظار استكمال فصول العملية،والقضاء على باقي المنازل التي تم تحديدها كأبنية جديدة، نبتت كالفطر،وتم إنشاؤها في إطار مضاربات فاضحة تستهدف إغراق قوائم المستفيدين من مشاريع التنقيل المبرمجة. البيوتات التي تم هدمها لا تتجاوز مساحتها 80 سنتيما طولا ومترا واحدا عرضا، ما أشر على الأسباب الحقيقية التي تقف وراء بنائها وإنشائها،وأن الاحتماء بجدرانها واستعمالها كمساكن، كان آخر ما يهم مقترفيها. مجمل عمليات الهدم التي دشنتها السلطات في إطار الحملة المذكورة، وقفت على الكيفية التي استطاع من خلالها البعض تحويل المجال إلى مصدر لمراكمة الثروات والنفخ في الأرصدة المالية والعقارية، حيث تعتمد التقنية على إنشاء هذا النوع من الأبنية،بالتجمعات المبرمجة لتشملها مشاريع التنقيل، وبالتالي الشروع بتسويقها بمبالغ محترمة، في صفوف المواطنين الذين يعيشون حيرة في توفير”قبر حياة”،من خلال إيهامهم بإمكانية استفادتهم من بقع أرضية في إطار مشاريع التنقيل المبرمجة. البعض الآخر دفعتهم حدة الجشع،إلى دخول الرهان بالرغم من أوضاعهم المادية المريحة، ضمنهم تجار وأصحاب عقارات مشهورين بالمنطقة، لم يتورعوا على ركوب قطار هذا النوع من المضاربات، و”وضع حجرتهم فالسربيس” في انتظار استفادتهم من ريع التنقيل، شعارهم في ذلك” زيادة الخير، خيرين”. بعض الذين سبق لهم الاستفادة من العملية، وتحوزوا على بقع أرضية بالمدينة الجديدة تامنصورت، كتعويض عن بيوتاتهم ببعض التجمعات العشوائية التي طرقها قطار التنقيل كعرصة بوكراع مثلا، لم يترددوا بدورهم في إنشاء بيوتات عشوائية جديدة بالتجمعات المستهدفة،وتسجيلها باسم زوجاتهم وبعض أقاربهم تفاديا لكل ما من شأنه، ومن ثمة المطالبة ب”حقهم” في الاستفادة من مشاريع التنقيل المستقبلية، تحت ذريعة” كل شاة، تاتتعلق من كراعها”،وأنه “لاتز وازرة،وزر أخرى”. أسر بكاملها تخصصت في هذا النوع من المضاربات، وتوزع أفرادها على التجمعات العشوائية المستهدفة للقيام بعمليات بناء واسعة لبيوتات ومساكن، مستغلين في ذلك تواطؤات بعض الساهرين على مراقبة المجال،وهو ما أكده صدور قرارات توقيف في حق بعض أعوان السلطة،بالتوازي مع انطلاق حملات الهدم.

 

إسماعيل احريملة

 

مشاركة