الرئيسية عدالة اعتقال أب يحتجز ابنته المعاقة بالكردان، يعرض 6 من أبنائه…

اعتقال أب يحتجز ابنته المعاقة بالكردان، يعرض 6 من أبنائه…

كتبه كتب في 7 أبريل 2014 - 17:55

عمقت النيابة العامة باستئنافية أكادير جروح أسرة بوحكار محمد، عوض مداواتها، عندما اعتقلته يوم الجمعة الماضي للمرة الثانية بتهمة تقييد رجل بنته المعاقة بالسلاسل. هو المعيل الوحيد لزوجة تعاني من أمراض عقلية، وطفل وست بنات صغار بينهم قاصر تعاني بدورها من إعاقة ذهنية وجسدية (صماء بكماء). فوضع الأب رهن السجن الاحتياطي، جاء كما يروي فاعل جمعوي ، تلبية لضغوط ناشطة حقوقية بتارودانت تصر على اعتقال الأب دون بحثها عن حلول اجتماعيبة جذرية للمشكل. وقد تأتى لها ذلك بإحالته على سجن أيت ملول، فبقيت الزوجة وأطفالها السبعة عرضة للضياع بدون أي معيل وسط بيت بسيط بدوار كرون الكرع. زارهم شيخ المنطقة برفقة رئيس المنظمة المغربية لحماية الطفولة لتزويدهم ببعض الأغذية، فوجدهم بدون حماية رب الأسرة مع أم تعاني من أمراض مزمنة.

لنتتبع خيوط هذه القصة منذ بدايتها من أجل الفهم، فقد بلغ إلى علم هذه الناشطة أن أبا بدوار كرون الكرعة بالكردان يحتجز طفلة قاصرا ببيته، ويضع القيود على رجلها منذ سنوات، بعد إبلاغ النيابة العامة، اتجهت الناشطة رفقة الدرك الملكي بالكردان بتعليمات من النيابة العامة، فاقتحموا بيت الأسرة بالقوة، ما أثار الهلع وسط الأبناء، خصوصا بعد وضع الأصفاد على يدي الأب على مرأى من أبنائه وتهديده بالسجن مدى الحياة، فتدخل أبناؤه لتخليصه من هذا المشهد وهم يبكون.

أحيل الرجل يوم 20 مارس على النيابة العامة وأطلق سراحه، بسبب وضع الأسرة الاجتماعي والحيثيات المرتبطة بواقعة وضع القيود على رجل بنته، وقد أرجع الملف لتعميق البحث، وبعد ذلك عادت الغرفة الجنائية لاعتقاله، رغم توفر ضمانة الحضور، ورغم أنه المعيل الوحيد لسبعة أبناء بينهم معاقة، تحضنهم الزوجة التي تعاني بدورها من أمراض عقلية.

لا ينفي الأب كونه يضع سلسلة قيد على رجل بنته فاطمة، إلى أن يعود إلى البيت، فبنته من الزوجة الأولى معاقة ذهنيا، وقد تستغل خروجه من البيت بحثا عن لقمة العيش، فتتيه، وقد تتعرض للاغتصاب والحمل، وهنا ستتضاعف المعاناة، يضيف الأب في حديثه لـ«الأحداث المغربية» أياما قليلة قبل اعتقاله من جديد. وكانت النيابة العامة أمرت بوضع الفتاة بالمستشفى الإقليمي بتارودانت وحرم منذ ذلك اليوم من رؤيتها أو زيارتها.

يشتغل محمد بوحكار مياوما في الضيعات وبقطاع البناء أينما وجد العمل، يعيل سبعة أبناء أربعة منهم يدرسون بالأقسام الابتدائية، وإثنان لم يصلا سن التمدرس، وسابعتهم فاطمة المعاقة التي كانت سببا في اعتقال الأب. «كيف أحافظ على ابنتي وأنا أشاهد فتيات يغتصبن ويحملن من حولي» يتساءل الأب، من يساعدني عليها عندما أغادر للبحث عن ثمن «طرف الخبز»، والدواء، ثم يؤكد أنه يكد كل يوم في البحث عن عمل ليعيش أبناؤه، ويتمدرسون، ويوفر بعضا من تكاليف الدواء. «كل ما لدي هو أبنائي فكيف أقسوا على واحدة منهم، مع العلم أنني فور عودتي أفك قيودها وأتركها تلعب مع إخوتها؟».

يعترف الأب أنه داوم على ربط البنت مند ثلاثة أشهر وليس منذ سنوات، بعدما امتدت يدها إلى علبة أدوية تتناولها الزوجة وتخص نوعا من الأمراض العقلية، نقلت على إثره إلى المستشفى، فتم إنقاذ حياتها ومازالت تعاني من مضاعفات تلك الأقراص التي ابتلعتها دفعة واحدة. يخشى عليها من التيهان والاغتصاب، ومن تناول سم الفئران أو مواد النظافة الكيماوية. فقام بإجراء أثار عليه غضب ناشطة حقوقية، ومعها غرفة الجنايات بأكادير، دون أن يثير ذلك المؤسسات الاجتماعية لانتشال هذه الأسرة من الضياع.

سوس بلوس

مشاركة