الرئيسية مجتمع مأساة تلميذ بأولاد تايمة تسبب «جبار» في موت فقدانه لساعده…

مأساة تلميذ بأولاد تايمة تسبب «جبار» في موت فقدانه لساعده…

كتبه كتب في 2 أبريل 2014 - 10:01

مأساة حقيقية يعيشها الطفل عبد الرحيم  ذو الثمان سنوات، أصيب بكسر في ساعده الأيسر تسبب فيه أحد زملائه بأولاد تايمة في لحظة لعب ومرح، ونقلته  أسرته إلى «جبار»، ليقوم عظامه، وتلتحم كسوره، غير أن الجبيرة، التي وضعت أعلى الكوعين بحوالي 15 سنتيمترا طبقت على جزء من ذراعه الصغير فقطعته. استمر طرفه المكسور في الموت إلى أن سقطت كفه ومعها طرف من الساعد، وحملها عبد الرحيم بيمناه ليكشف عنها أمام عدسة الكاميرا.

لم تمض يومان على الجبيرة حتى علت الزرقة الكف وأطراف الأصابع، فتمت المنادة على «لمعلم» وقدم على الفور، لتقويم الضماد، واستمرت الزرقة في الانتشار، ولم يعد الطفل يقوى على تحريك كفه، فاستدعي «الجبار» من جديد واكتفى بوضع دواء «بيطادين» على التقرحات والتعفنات التي احاطت بالكسور، كما نقلت الأسرة الصغير إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير، ووقف الطبيب على المأساة، ولم يبق له من تدخل مجدي سوى الصراخ في وجه الأسرة وتأنيبها على التجائها إلى «جبار» تكسرت معه طموح طفل مجد.

لم تتوقف مأساة هذه الجبيرة التي كسرت أحلام هذا الطفل عند هذا الحد، لأن موت اليد اليسرى التدريجي، وما رافقه من تعفنات وتقرحات تحول إلى سرطان، انتقل إلى العين اليمنى لهذا التلميذ، فحملته أمه المعدمة إلى مستشفى عمومي بأكادير من أجل القيام بعملية ترويض أسبوعية لعينه ومازالت تداوم على ذلك.

رحلة مضنية لأم تنقل هذا التلميذ أسبوعيا من أولاد تايمة إلى أكادير ليخضع لعميلة ترويض بسيطة، في غياب الإمكانيات. هي الأم التي تشتغل في البيوت، لمساعد ابنها المصدوم، كما تسهر على متابعة قضيته المعروضة على أنظار محكمة الاستئناف بأكادير، والمدرجة بجلسة يوم 23 أبريل المقبل. وكانت ابتدائية تارودانت أدانت الجبار بشهرين موقوفة التنفيذ، وبتعويض مادي هزيل. الحكم أثار غضب أسرة الطفل الضحية والمتتبعين للقضية على مستوى الإدانة وعلى مستوى التعويض.

الحسين النجاري رئيس المنظمة المغربية لحماية الطفولة بأكادير، أكد أن هذا الطفل حرم من حق الدفاع من قبل المحامي، الذي عينته المحكمة لهذه الأسرة المعدمة في إطار المساعدة القضائية، فلم يقم بالإجراءات اللازمة، وطالب النجاري من خلال المحامي، الذي يساند الطفل عبد الرحيم في المرحلة الثانية من التقاضي بأن تحكم استئنافية أكادير بعدم الاختصاص، وتحيل القضية على الغرفة الجنائية، وأن تقضي بتعويض مالي في مستوى الضرر، الذي أحدثه «جبار» طمأن الأسرة بقدرته على جبر كسر صغيرها بدعوى أنه يمتلك عشرين سنة من الخبرة، وتسبب في في عاهة مستديمة فقد بسببها هذا التلميذ عضوا حيويا من جسده. المتهم اعترف أثناء الاستماع إليه من قبل الشرطة، وعند مثوله بابتدائية تارودانت بارتكابه الخطأ، إلى جانب وجود شهود يعترفون أنهم أدلوا الأسرة على «الجبار» الذي تسبب في هذه العاهة.

عاش التلميذ عبد الرحيم شهورا مرعبة بعدما  سقط الكف وجزء من الساعد، وتلاه سرطان يسعى للإجهاز على بصره.

«يقول لي التلاميذ ستموت لأنك أصبت بالسرطان»، هكذا يتحدث عبد الرحيم عن مأساته، ثم يتذكر يسراه المفقودة فيقول «لم أعد أصلح لشيء بعدما فقدت كفي، وكل الأطفال ينعمون بها، لم يمسهم أي مكروه في أحد أعضائهم».

نفسية متدمرة كان عليها الطفل قبل أن يلتقي بالمنظمة المغربية لحماية الطفولة، التي انتشلته من عزلته لتنقله في إطار خرجات وأنشطة ورحلات ولقاءات تعارف تنظمها هذه الهيئة لمنخرطيها الصغار باستمرار. يقول الحسين النجاري رئيس المنظمة المغربية لحماية الطفولة «حاولت أن أخرج عبد الرحيم من عزلته، فنقلته ليرى أناس فقدو أرجلهم وأيديهم، لكنهم تمكنوا من أن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، يشغلون مواقع سامية، تحدثوا إليه، فاقتنع بأن الإعاقة لا يمكن أن تكون مانعا من أن يصل الشخص إلى مبتغاه، وأن يتميز حتى عن الأسوياء بدنيا».

سوس بلوس

مشاركة