«سروالي راه عمر دم داوه الجدارمية». لم تجد العجوز رحمة التي تعرضت لحادث اغتصاب شنيع، إلا هذه العبارة، لتختزل بها تفاصيل الحادث الذي خلف استياءا عميقا في صفوف سكان اقليم سيدي سليمان، حيث تعرضت للتنكيل والضرب من طرف شاب بدوار بلحسن بالجماعة القروية أزغار، وذلك بعد اقتحامه للبيت الصفيحي، الذي يؤويها في غياب زوجها المتوفي منذ عقدين.
تعيش هاته العجوز لوحدها، في غياب تام للأبناء والعائلة، وتعرضت خلال تلك الليلة لسيل من اللكم والركل والرفس، قبل أن يتم اغتصابها ببرودة دم، هي التي كانت مستسلمة لنوم عميق قبل أن تفيق على وقع جريمة. وقد تطلب الوضع الصحي للضحية العجوز نقلها إلى المستشفى المحلي بسيدي سليمان لتلقي العلاجات والفحوصات الضرورية.
«الأحداث المغربية» زارت العجوز رحمة في بيتها الصفيحي، صباح يوم الأربعاء 19 مارس، حيث حكت بحزن ما عاشته من محنة في تلك الليلة السوداء، وهي تبكي، «تكرفس اعلي، وضربني، وحتى سروالي راه عمر دم داوه الجدارمية»، تقول الضحية رحمة، وتضيف باكية، «أستغل هاد المجرم وجودي لوحدي واقتحم البيت وتكرفس علي رغم توسلاتي اليه.. اوليدي الله يرضي اعليك». لم يشفع لها كبر سنها ولا أهاتها وبكاءها،«أنتظر أن أنصف، وانتظر ضمان بيت لائق يأويني ويحميني»، تلح العجوز المكلومة في نهاية الحديث معها.
من جهة أخرى، تم إخضاع المتهم لتدابير الحراسة النظرية، حيث علمت الجريدة أنه اعترف بجريمته بعد مواجهته بضحيته التي تعرفت على ملامحه، ليتم تقديمه إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، الذي أحاله على قاضي التحقيق بذات المحكمة لجلسة 19 مارس2014.
«أمي رحمة» تخلفت عن جلسة التحقيق، لأنها لم تجد من ينقلها من مدينة سيدي سليمان إلى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، كنتيجة لوضعها الاجتماعي المزري، وكابوس محنة التنكيل بجسدها العليل والمريض.
يشار أن منطقة سيدي سليمان تشهد في الآونة الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق لحالات اعتداءات جنسية تلحق النساء والطفولة، مما يستوجب التصدي لها، وتوفير المتابعة الإجتماعية والطبية والنفسية لضحايا هذه الاعتداءات.
سيدي سليمان : جواد الخني.
