الرئيسية مجتمع الـمواطنون بين قالب السكر و«قوالب» الحكومة

الـمواطنون بين قالب السكر و«قوالب» الحكومة

كتبه كتب في 3 مارس 2014 - 11:41

كان وزير «الملاوي» محقا عندما أكد أن القالب لايوجد إلا في المغرب، وطبعا كان يقصد قالب السكر في معرض حديثه عن الزيادة في أسعار المواد الغذائية.

في المغرب لا يوجد قالب واحد، فحكومة بنكيران وضعت ملايين «القوالب» للمواطنين المغاربة ، لينفرد كل مواطن ب «قالب» !!.
ولتقريب الصورة أكثر يمكن اعتبار القالب الذي تحدث عنه الوزير محمد الوفا بمثابة مقلب، ولكثرة المقالب لم يعد المواطن يهتدي الى جدية ومصداقية قرارات الحكومة.

فهذا رئيس الحكومة يصرح بأن مواد غذائية سيطالها الارتفاع ورفع الدعم عنها، وتخصيص مساعدات مباشرة للطبقة الفقيرة، ويقدم اقتراحات لاصلاح صندوق المقاصة وصناديق التقاعد، ويأتي بعده الوزير الوفا ليصرح بأن الحكومة لم تقرر بعد أي مخطط لإصلاح هذه الصناديق، كما أنها لم تقرر رفع الدعم عن المواد الغذائية التي أشار إليها بنكيران.

بل ويتمادى في تصريحاته منتقدا ما خططت له الحكومة من برامج لتقديم مساعدات مباشرة للطبقات المسحوقة والتي قُدِّر عدد أعضائها بـ 10 ملايين مواطن.

الوزير الوفا مازال مطالبا بالحسم في موضوع أرباب المخابز الذين ينتظرون القرار الحاسم بعد التهديدات التي لوح بها مرارا في هذا الموضوع في العديد من المناسبات التي بوأته لقب وزير «الملاوي».
هل قرارات بنكيران في هذا الموضوع تعتبر بمثابة كلام الليل الذي تمحوه تصريحات الوفا في النهار؟.

المواطنون يعتبرون تصريحات الوفا تندرج دائما ضمن ما عرف عنه من قفشات يوزعها ذات اليمين والشمال بمناسبة أو بغير مناسبة، منها ما فاه به في حق طفلة بريئة خلال زيارته لمدرستها جنوب المغرب، قائلا لها: «مكانك في البيت مع زوجك وليس في المدرسة»، وهو كلام جارح مازالت هذه التلميذة الصغيرة تعاني منه نفسيا، ومنها عبارته المشهورة «المدير وصاحبتو»!!

خرجات هذا المسؤول تظهر بحسب المراقبين مدى التناقض والارتباك الذي تتخبط فيه الحكومة، فازدواجية الخطاب باتت السمة المتحكمة في قراراتها لدرجة الالتباس حول ما تعده في الخفاء من مسلسل التصريحات والتصريحات المضادة الذي ينتهي للأسف بغرض زيادات في بعض المواد كالوقود مثلا.

إذا كان الوفد قد تحول إلى وزير ناطق باسم رئيس الحكومة فيمكننا آنذاك أن نعتبر تصريحاته وقراراته هي شرح لما يحرج به رئيسه بنكيران، وإذا كان وزيرا منتدبا، بل وكما يدعي فإنه هو الحكومة نفسها، فإن عليه أن يبادر إلى حل المشاكل عوض أن يوزع على المواطنين هذه «القوالب».

عمر الدركولي

مشاركة