الرئيسية عدالة تمازيغت تفتح تحقيقا عن أسباب موت فاطمة بمستشفى الحسيمة

تمازيغت تفتح تحقيقا عن أسباب موت فاطمة بمستشفى الحسيمة

كتبه كتب في 18 يناير 2014 - 16:58

لم تلملم  عائلة الطفلة فاطمة بالحسيمة جراحها، دخلت لتتعافى من مرض خبيث، فخرجت جثة هامدة، لم يتمكن  المستشفى الجهوي هناك، ومعه تحاقن الدم أن يوفرا لها فصيلة دمها النادرة. طاقم من القناة الأمازيغية عاد إلى عين  مكان هذه الفاجعة، وقاد تحقيقا استمع فيه لجميع الأطراف، ورصد موجة الاجتجاجات بالصوت والصورة للحسيميين والأطر الصحية والإدارية أيضا. فهل سيجيب عن سؤال واحد فقط من المسؤول عن موت فاطمة؟ وهل موتها كان قدرا أم تقصيرا وإهمالا ؟

لم تتوقف تداعيات النهاية التراجيدية لفاطمة أزهريو عن التناسل. شابة في عمر الزنابق تلفظ أنفاسها بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة يوم رابع يناير الجاري، تاركة وراءها علامات استفهام كبرى حول منظومة صحية هشة لا تعير للمواطن أدنى قيمة أو اعتبار. منذ ذلك الحين، والمدينة تغلي في مرجل الاحتجاجات داخل المغرب وخارجه. زملاؤها بثانوية عقبة بن نافع،  نظموا وقفات سلمية تضامنا معها، والأطر الصحية والإدراية نفسها هناك، دأبت دون ملل على الاصطفاف داخل وقفات يومية تؤطرها النقابة الوطنية للصحة، إذ لم يستسيغوا قرار وزير الصحة بإقالة  المندوب الإقليمي عبد السلام أدكاك، عوضا عن  المندوب الجهوي للصحة أوديش أحمد..بيد أن الجميع ظل ملتزما الصمت على مدى سنوات، و كان ينبغي سقوط  فاطمة ذي الرابع عشر ربيعا كضحية، لتنتفض ساكنة الحسيمةوماجاورها كالناظور، ويحرك الملف الصحي من بركته الراكدة، ويطرح على بساط النقاش.

القناة الأمازيغية تحركت من جهتها، وأوفدت طاقما لها يقوده الصحفي سمير بلقدم والمصور ياسين السملالي، ومساعده حسن الدحاني إلى عين المكان، لإمساك بتلابيب تبعات الحادث في سخونته. التقى جميع الأطراف بما فيها وزير الصحة حسين الوردي، وأصغى لآرائها بحياد دون تدخل أو توجيه -حسب تصريح بلمقدم-، ونقل أصوات الاحتجاجات وصورها.. وأسكب كل معطياته هاته في قالب تحقيق تلفزي سيبث الأربعاء القادم، قد يقدم حقائق جديدة لعلها تستجلي الأسباب البنيوية لمأساة  لم تندمل جروح عائلة الضحية جراءها. ماذا وقع في ذلك اليوم الأسود وما قبله؟ ماهي الأسباب الحائلة دون إنقاذ حياة طفلة تعاني من مرض خبيث بدمها ؟ كيف كانت ردود فعل  المدينة بكاملها؟ ومن المسؤول عن ترك فاطمة تموت مع أنه كان بالإمكان ألا يحدث ماكان؟

«لم يكن هدفنا البحث عن توجيه الاتهام لأي جهة ما، من المحتمل أن تتحمل مسؤولية  هذا المصاب. حرصنا أن نعرض كل وجهات النظر بما فيها رأي وزير الصحة حسين الوردي معززة بصور تعكس غضب الساكنة هناك، وللمشاهد أن يستشف الحقيقة بنفسه» يقول معد التحقيق سمير بلمقدم.

بداية خيط التحقيق كان منطقه دوار إكلتومن بنو عياش، هناك تقطن عائلة فاطمة، تعيش ليومنا هذا على إيقاع صدمة لم تستفق منها بعد، ولم يتقبل  أفرادها أن يكون مصير ابنتهم بهذا الشكل الدرامي. والدها وضع شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة، يطالب بفتح تحقيق يكشف أسباب وفاتها، فغصة الفراق لم تبرح حلق الأسرة كاملة، لن يطفئ لهيب حرقتهم سوى إنزال العقوبة عن المسؤول، وإصلاح قطاع صحي متهالك، تفاديا لتكرار السيناريو نفسه. وحتى يظهر سمير بملقدم حقيقة البنيات الصحية بالحسيمة، طعم تحقيقه بربورطاجين مستقلين عن التحقيق الأم، الأول زار مركز تحاقن الدم، واستقى رأي مسؤوليه، نفوا أي إهمال من جهتهم، رغم أن موت فاطمة كان سببـه المباشر عدم توفر المركز على احتياطي كاف من فصيلة o+. الثاني نقل صورا حية لا تحتاج  لأي تعليق عن أحوال مرضى أنهك سرطان الدم قواهم، ونفض المستشفى أيديه  عنهم، ليجدوا أنفسهم يواجهون مصير مرض لا يرحم داخل منازلهم..فهل هناك قرينة أخرى أقوى من هاته أن ثمة إهمال كان السبب في موت فاطمة أزهريو؟

مشاركة