الرئيسية اراء ومواقف بروبليم أعشيري

بروبليم أعشيري

كتبه كتب في 7 ديسمبر 2013 - 22:02

من يشاهد الإصلاحات التي تقوم بها الدولة بمدينتي أكادير و مراكش هذه الأيام، سيعتقد أن من صوتنا عليهم في الانتخابات “هداهم الله”، و أرادوا أن يكفروا عن نهبهم الطويل لثرواتنا، لكن كما يقول المثل الدارج”إذا عرف السبب بطل العجب”. فهذين المدينتين السياحيتين ـ بعد أن كانتا وجهة لمن يريد الإستمتاع “باللحم المغربي”ـ ستستضيفان مونديال العالم للأندية بعد أن رفضت مجموعة من الدول إستضافته على أراضيها بسبب الأزمة التي تعانيها من جهة، و لأنها تعرف أن أي “سنتيم” ستصرفه من أموال الشعب، ستحاسب عليه حسابا عسيرا.يحدث هذا في الدول التي تحترم شعبها.

 لكن عندنا، فآخر ما يفكر فيه من يحكم هو “الشعب”، فمعايير الفيفا يجب أن تطبق و لو على حساب جيوب أموال دافعي الضرائب. فعيون”ريبيري”، و إبتسامة “أرين روبن”، و رضى “بيب غوارديولا”، أهم ـ في نظر مسئولينا من “عبوش” التي لم تجد سرير في مستشفى تلد فوقه، فوضعت جنينها في “بيكوب”.أو” محماد” الذي تورمت قدماه من البحث عن عمل. فهؤلاء الحكام الذي إبتلانا الله بمصيبة حكمهم لنا، لا يفكرون في رفع العزلة عن طريق ما، أو “فيلاج ” إلا حين يريد موكبهم المرور من تلك الطريق، أو ذلك الفيلاج، فتجد العمال يشتغلون ليل نهار كما هو حال مدينة أكادير هذه الأيام في إستعدادها لإستضافة التظاهرة.

 مشاهد تجعل المواطن البسيط المغلوب على أمره، يدعوا الله في سره وفي علنه أن تجعل الفيفا من ضمن معاييرها في إختيار بلد ما، لتنظيم بطولة ما، أن يجهز مستشفياته بالأجهزة وأن يشغل معطليه. و إرجاع أموال شعبه المنهوبة والمسربة للبنوك في الخارج ، و أن يحاسب الفاسدين و ناهبي المال العام. أنذاك” هاوجهي إيلا تقدم المغرب بشي طلب ديال تنظيم شي تظاهرة رياضية”.

فهؤلاء الذين يسهرون على سياستنا، في مقابل ذلك يخدمون مصالحهم و مصالح “فميلتهم”، سيلغون كل المسابقات الرياضية في البلد حتى لا تجد “الفيفا” أي مبرر لفرض معاييرها في حالة ما وضعت ـ ما قلته سابقاـ لإختيار ملف تنظيم تظاهرة معينة.

 فالمغرب، عرف عليه كرم الضيافة مع ” البراني”، الذي يأتي و “يتفجج مع راسوا”، و في الأخير يغادر و في شكارته ما تيسر من “باروك السلطان”. و”ولد البلاد” ما موقعه من اهتمام  المسئولين؟هو، لا يعدو أن يكون بقرة حلوب في نظرهم، أو في أحسن الأحوال رقم في بطاقة تعريف وطنية، مع أن الوطن لا يملكه إلا قلة تُعد على رؤوس اليد الواحدة.

 هل ما يحتاجه المواطن هو مشاهدة لاعبي بايير ميونيخ؟ أو ربما إعتقد من يتصرفون في أموالنا، أن مباريات المونديال هي ما ينقصنا؟. فهذا البلد حَكم عليه الله ـ منذ القِدم ـ أن يتغير الحكام و المسئولين، لكن عقلية النهب و “الإستحمار” ظلت متوارثة من حاكم لحاكم، و من مسئول لمسئول. فعوض بناء مستشفيات للمرضى، و بناء كليات و مدارس، و تشغيل أبناء الكادحين” لي طابوا” من الإنتظار، تفتقت عبقريتهم على تنظيم بطولة عالمية الله أعلم كم صرف عليها.

“بروبليم أعشيري”، كما نطقت بها شفاه ” بوزبال” في تلك السلسلة الكرثونية، فما يحدث في هذا البلد يمكن أن يلخصه ” بوزبال” في عبارته. فتنظيم تظاهرة رياضية أهم عند بنكيران و “إخوانه”، من حل مشاكل”عباد الله”. فتنظيم هذه التظاهرة وما رافقها من تطبيل إعلامي يصدق عليها المثل الدارج : ” أش خصك العريان الخاتم أمولاي”.                         “

الــــحافة حــــــسن

مشاركة