الرئيسية مجتمع الدعارة الثقافية والفنية بالمغرب.. رذيلة مجتمع وإغواء رجل

الدعارة الثقافية والفنية بالمغرب.. رذيلة مجتمع وإغواء رجل

كتبه كتب في 7 ديسمبر 2013 - 08:26

أعادت التصريحات الأخيرة للناشط الإعلامي، سيمو بلبشير، لإحدى الإذاعات الخاصة، قال فيها إنه يعرف ممثلة مغربية جعلت من جسدها مطية لظهور اسمها على غلاف إحدى المجلات، وحديثه أيضا عن ممثلات يقمن بنفس الشيء فقط للحصول على دور في فيلم سينمائي، ظاهرة الدعارة الفنية والثقافية بالمغرب إلى واجهة الجدل من جديد.

وتطفو بين الفينة والأخرى تصريحات تنفلت من ممثلين أو مثقفين يعترفون باستحياء بوجود ظاهرة باتت تتغلغل في عمق نسيج المشهد الفني والثقافي بالبلاد، حيث أضحى الفوز بدور في فيلم سينمائي، أو البروز على غلاف مجلة معروفة، أو حتى الحصول على فرصة السفر إلى ندوة ثقافية خارج البلاد، هدفا “غاليا” يستدعي من بعض الفنانات والأديبات منح أجسادهن مقابل تحقيق غاياتهن تلك.

ظاهرة منبوذة

ويعلق الكاتب والناقد فؤاد زويريق على هذه الظاهرة بالقول إن الدعارة الفنية والثقافية توجد في جميع الدول والبلدان دون استثناء، حيث لا فضل لهذا البلد على بلد آخر في هذا المجال بالضبط، فالدعارة الثقافية مكروهة ومنبوذة لما فيها من تعدّ على حقوق الغير، وكسب هذه الحقوق بوسائل غير مشروعة دون جهد وتعب”.

وأوضح زويريق، في تصريحات لهسبريس، أن “المغرب غير مستثنى من هذه الظاهرة، وهي منبوذة فيه أيضا لما فيها من إفساد لمجال حساس بطبعه ومؤثر للغاية، هو مجال الثقافة”، مشيرا إلى أن “الثقافة تمثل وجه المجتمع وكينونته وحضارته، فإذا ارتبط هذا المجتمع بالدعارة، خبث المجتمع وفقد وجهه”.

واستطرد الكاتب ذاته بأن “الدعارة الثقافية والفنية في المغرب موجودة ومستفحلة، ولا يمكن إنكارها”، مضيفا أن “هذا نصف الكأس الفارغ، أما النصف الآخر الممتلئ فيتمثل في المثقفين الأحرار، الذين يحاولون بكل حزم وجهد القضاء على هذه الظاهرة”.

الرجل والمرأة معا يمارسان الرذيلة

وأفاد زويريق بأن الدعارة الثقافية تجمع الجنسين معا، الرجل والمرأة، فكلاهما يمارس هذه الرذيلة”، موضحا أن “الكاتب الذي يقبل عرض كاتبة عديمة التجربة من أجل حرق المسافات والوصول بسرعة إلى القمة، فهو شريك في هذه الجريمة، ويستحق العقوبة نفسها التي تجري على رفيقته”.

وتابع “المخرج الذي يُقحم ممثلة فاشلة في فيلمه من أجل متعة عابرة، هو عاهر أيضا”، مشددا على أنه لا ينبغي أن نحصر الإجرام والعهر الثقافي في جنس المرأة فقط، فالرجل هو المسئول الأول عن هذا الفساد، لأنه غير مجبر على فعل عمل هو غير راغب فيه”.

وزاد الناقد بأنه يوجد بعض المثقفين والفنانين لا همَّ لهم سوى إشباع غريزتهم ورغباتهم الجنسية، ولو على حساب ثقافة مجتمع بأكمله، وبالتالي فـ”المثقفة” أو “الفنانة” التي تعرض جسدها هي مثلها مثل زميلها الذي يقبله” وفق تعبير زويريق.

ولاحظ المتحدث أنه “في الكثير من الوقائع يكون الرجل هو الذي يبادر إلى هذا الطلب، وخصوصا إذا كانت بيده سلطة ما، كرئيس تحرير جريدة مثلا، أو مدير مهرجان، أو صاحب قناة أو برنامج تلفزي أو إذاعي، أو مخرج سينمائي أو ملحن..

وخلص زويريق إلى “أننا أمام ظاهرة خطيرة يشارك فيها الطرفان معا، وليست المرأة لوحدها، بل المرأة هنا مفعول بها في أغلب الحالات، خصوصا أمام غواية وإغراء صفقة ما، يسيل من أجلها لعاب أعتى مثقف وأشهر فنان، فبالأحرى مثقفة أو فنانة مبتدئة عديمة التجربة”.

هسبريس ـ حسن الأشرف

 

مشاركة