الرئيسية مجتمع حوالي ألف بيضاوي يقاتلون بسوريا

حوالي ألف بيضاوي يقاتلون بسوريا

كتبه كتب في 5 ديسمبر 2013 - 13:10

عكس التقارير التي تركز على التحاق مغاربة من المدن الشمالية للقتال في صفوف التنظميات الإرهابية بسوريا، فإن عدد المتحدرين من مدينة الدار البيضاء وضواحيها يقدر بحوالي ألف شخص.

ذلك ما أكده مصدر وثيق الاطلاع بعد التحيينات التي قامت عليها المصالح الأمنية المتتبعة لخيوط المقاتلين في صفوف عدد من التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية سواء بجبهة النصرة أو الجيش الحر أو حركة شام الإسلام التي أنشأها ابراهيم بنشقرون الملقب بـ«أبو أحمد المهاجر المغربي» كما أشرف على تأسيس خلية إعلامية تحت اسم «مؤسسة العقاب»، ومن بين أولئك أيضا عدد من المغاربين  الحاملين لجنسيات أوربية ويتحدرون من الميتروبول الاقتصادي، وكلهم يوجدون في ريف اللاذقية.

آخر أولئك هو ياسين أمغان (من مواليد 1984 ) الذي درس بثانوية عقبة بن نافع وبكلية العلوم القانونية والاقتصادية، وهو المنسق المحلي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين لمدينة الدار البيضاء والذي قد يكون سافر رفقة زوجته الملقبة بأم مارية الشامية والتي تتحدر من حي روش نوار .

مصالح الأمن بالدار البيضاء على غرار مثيلتها بالمدن الأخرى، تتبع مسارات أولئك الشباب الذين انتقلوا منذ اندلاع الحرب في سوريا سواء عن طريق تونس أو ليبيا وأيضا تركيا والأردن قبل التسلل إلى التراب السوري، أصبحوا الآن مثار اهتمام لإعداد جذاذت خاصة لأولئك تفاديا لأية عودة محتملة لبعضهم مع ما يشكل ذلك من فرضية تشكيل خلايا على التراب الوطني سواء للتجنيد أو تشكيل خلايا قد تعد لعمليات إرهابية، في حين أن هناك من لقي حتفه في المواجهات على غرار المسمى أبو عمر البيضاوي.

فأعداد المقاتلين المغاربة بمختلف كتائب «الجيش الحر» كان يفوق 1200 مغربي، أغلبهم يتحدرون من مدن تطوان والمضيق والفنيدق وفاس وسلا والدار البيضاء. فيما تضم « كتيبة حركة شام الإسلام، التي يقودها المغربي إبراهيم بنشقرون،  حوالي 500 مغربي، ويضم تنظيم الدولة الإسلامية في الشام و العراق حوالي 400 مغربي، والباقون موزعون على مختلف الكتائب المسلحة التي تقاتل تحت راية تنظيم القاعدة.

البيضاويون الذين يقاتلون بسوريا يتحدرون من أحياء درب السلطان والبرنوصي والحي المحمدي وسيدي مومن وآنفا وغيرها، وتختلف تواريخ التحاقهم بسوريا من مقاتل لآخر، وذلك لحرص خلايا التجنيد على تفادي الملاحقات الأمنية، ويتم تسفيرهم على مجموعات قليلة العدد سواء تحت ذريعة العمل في ليبيا أو تونس أو السياحة في تركيا قبل أن يتم التوجه بهم إلى الحدود مع سوريا وتسليمهم لمهربين  يعملون مع الجماعات الإرهابية هناك.

ما تتخوف منه المصالح الأمنية المغربية سواء  فيما يخص المقاتلين المتحدرين من الدار البيضاء وغيرها من المدن هو العودة المحتملة لأولئك خاصة بعد التحذير الذي أطلقه معهد كارنيغي الأمريكي للسلام، الذي أكد في دراسة له أن التهديد الحقيقي للاستقرار في المغرب يكمن في العائدين من بؤر القتال والتوتر في دول العالم خصوصا بسوريا، خاصة أن نسبة هامة منهم هم من المغاربة الذين قضوا أحكاما بالسجن في إطار قانون الإرهاب، أي أنهم تحولوا من جهاديين «فكريا» إلى جهاديين «عمليا»، وأن الناجين سيعودون بعد انتهاء الحرب الأهلية في سوريا بخبرات قتالية ميدانية يمكن توظيفها في عملياتهم الإرهابية بالمغرب .                                                                                                وكان تقرير لمركز الإحصائيات «بانتا بوليس»، قد كشف  أن عدد المغاربة الذين لقوا حتفهم في سوريا منذ انطلاق شرارة الحرب بين نظام بشار الأسد والجماعات المسلحة يقدر بـ412 قتيلا ضمن 9910 من مجموع عدد القتلى الأجانب، وصنفت الوكالة الأمريكية المغرب في المرتبة السابعة ضمن 49 دولة الأكثر تصديرا للمقاتلين للأراضي السورية من حيث عدد القتلى، وراء كل من تونس التي بنحو 1902 قتيل.  فيما صنف المغرب ضمن قائمة 39 دولة التي تشارك في حرب الإطاحة ببشار الأسد منذ أكثر من سنتين، بل قدم ميولات وخصائص عن كل المقاتلين بالنظر إلى انتماءاتهم الجغرافية. وفي السياق ذاته أكد التقرير الأمريكي أن المقاتلين القادمين من المغرب يتميزون ببراعتهم في التحضير للعمليات الانتحارية ضد الجيش النظامي السوري، مما يؤكد الأخبار الواردة من سوريا حول تفجير المغاربة لأنفسهم فضلا عن اتسام تصرفاتهم بالتهور والميل إلى ممارسة العنف.

أوسي موح لحسن

مشاركة