الرئيسية مطبخ وديكور ذئاب بشرية تفترس ضحايا الإهمال بتارودانت: أي مقاربة نفسية اجتماعية تنفع؟

ذئاب بشرية تفترس ضحايا الإهمال بتارودانت: أي مقاربة نفسية اجتماعية تنفع؟

كتبه كتب في 2 ديسمبر 2013 - 10:11

أي مقاربة نفسية يمكن التوسل إليه لمحاولة فهم ما يجري بتارودانت، لماذا ارتكب عبد العالي الحاضي مجرته في حق ثمانية أطفال، ولماذا يأتي ابن مدينته فريجيمجة نفس الفعل بعد تسع سنوات؟ ولمذا يظهر شخص ثالث يبدو أنه من المعطيات الأولية حدا حدوهم؟ في اي خانة نفسية اجتماعية يمكن وضع السفاحين، واي مقاربة اجتماعية تجمع الضحايا الإحدى عشر؟

عبد العالي الحاضي: الإنطوائية القاتلة

” أتعذب كثيرا والنوم لم يعد يزور جفوني وكنت أنتظر ان تعتقلوني” هو ملخص ما قاله الحاضي لحظة التعرف عليه واعتقاله” شخصية انطوائية منعزلة، لا يطلع اي أحد على حقيقيتها، هو حال الحاضي الذي عاش التشرد، واستقر بدار غير مكتملة البناء، يشتغل مع بائع للمأكلولات الخفيفية بجوار محطة الطرقية بباب الزكان، وفي الليلة يلود للعشة التي اقامها ب” الحوش”.

قليل الكلام، يضمر نياته السيئة بالابتسامة التي يقابل بها من يعرفونه، كما عرف بهدوئه الذي كونه عنه الجميع فلم يكن مثار اي شك.

حاضي عبد العالي من مواليد تارودانت سنة 1972، ينحدر من عائلة ايت حاضي الرودانية، انفصل ابوه عن أمه في سن مبكرة، فغادر المدينة نحو إنزكان، وتزوجت أمهه من رجل آخر، وبقي هو على هامش الحياة متشردا، فعانى من نفس ما ارتكبه على ضحاياه، بعدما اسر عند التحقيق أنه تعرض في صغره لاعتداءات جنسية. يوصف  بالذكي لأنه يعرف كيف ينتقي ضحاياه الأطفال المتشردين، ومن بينهم من أتى من مدن أخرى للعيش بتارودانت.

الانطوائية والعزلة وعدم اتخاذ اصدقاء أو مخالطة الغير، مفاتحتهم في اموره، مكنت الحاضي من أن يجلب بهدوئه المعتاد تسعة أطفال إلى عشته، يغتصبهم للانتقام من طفولة متشضية عاشها، ولا يشفي غليله إلا بعدما يقطع صلتهم بالحياة بخنقهم ويردمهم في هيئة قرفصائية، هدوؤه وابتعاده عن الشجار أو العدوانية وانزواؤه  بعيدا عن كل المجامع، مكنه من أن يكون صورة مغايرة خذع بها كل الرودانيين رغم أنه ابن عائلة ممتدة داخل المدينة العتيقة.

فريميجة: العذوانية التي لم تستثن الأطفال

فريجميجة قاتل فطومة الغندور من مواليد 1983 بتارودانت، تميزت حياه بالعدوانية، اعتزل اخوته وعاش لوحده، بخلاف عبد العالي الحاضي  تميز سلوك مول التريبوتور بسلوكه العدواني، تجاه زملائه في الدراسة عندما كان صغيرا،  يتناول المخدرات، كثير الشجار، من أجل ذلك عاش بعيدا عن اسرته، كما ان حياته المهنية غير مستقرة بسبب عدم قدرته على المحافظة على علاقته بمشغليه، احترف في البداية سياقة عربة الكوتشي،  وغادرها بسبب سوء تفاهم مع مالكها، كما اشتغل  مؤخرا سائق تربورتور في ملكية الغير، عاش التشضي في الحياة، وتردد على مهن متعددة ، ققبل أن تنتهي حياته داخل السجن.

قاتل ومغتصب ابنه

الحسين أنظام السفاح رقم 3

بدوره القى بابنه بالواد الواعر بعدما خنقه حتى الموت، برر فعلته بالوضعية النفسية التي يوجد عليها، عازل زوجته مند ازيد من سنة ونصف وتفرغ لاغتصاب ابنه ذي الثمانية أعوام

الاطفال ضحايا الإهمال لقمة سائغة

كل الضحايا ينتمون لفئات اجتماعية هشة، ضحايا الحاضي من الأسر التي لجأت غلى تارودانت لتعيش على هامش الحياة فاحترف ابناؤها التشرد، وكان هذا الذئب البشري يختار هذه العينة من الأطفال، الذين لا يعودوون إلى بيوتهم إلا لماما وإذا ما اختفوا، لا يخلق غيابهم أزمة لدى الاسرة كما لدى المصالح الأمنية.

ضحايا فريميجة اثنان لحد الآن: فطومة الغندور ومحمد أكرام يعيشان نفس الوضع، تعيش فطومة بياض نهارها لدى الجدة، بعدما طلق ابوها امها، مازالت في طور الرضاعة، تنشغل امها خلال اليوم بالعمل داخل حمام شعبي، واستغل السفاح هذه الوضعية ليختطفها، نفس الوضع الاجتماعي يعيش عليه الطفل محمد اكرام الذي اختطف من قبل فريميجة من بين إخوته بمجمع الأحباب بتارودانت حيث كان يلعب رفقة اخوه بجوار أبويه الذين يمتهنان التسول.

سوس بلوس

مشاركة