الرئيسية مجتمع ملف: مدن وأحياء تأكل من الدعارة وتلعنها

ملف: مدن وأحياء تأكل من الدعارة وتلعنها

كتبه كتب في 17 نوفمبر 2013 - 14:53

قبل حوالي شهر خرجت مئات المومسات الفرنسيات في باريس احتجاجا على مشروع قانون تقدمت به الوزيرة من أصل مغربي نجاة بلقاسم وزيرة حقوق المرأة «الحزب الاشتراكي» الحاكم يجرم زبائن الدعارة ويفرض غرامة على كل من يمارسها مع مومس.

المتظاهرات رفعن لافتات كتب عليها «تجريم الزبائن يساوي قتل المومسات» ورددن شعارات نددت بالوزير المغربية التي تؤيد تجريم الدعارة.

وعلى شاشات القنوات الفرنسية ظهرت مومسات يرتدين الأقنعة وهن يشرحن سبب خروجهن قائلات «هذا القانون يرمي إلى تهميش بعض الفئات الاجتماعية، والأشخاص الذين اختاروا هذا النوع من العمل، وهؤلاء لن يكونوا ضحايا للاستغلال بل ضحايا لهذا القانون في حال إقراره».

وخلال المظاهرة وزعت منشورات جاء فيها «أن إلغاء الدعارة هو إلغاء لوجود المومسات، وأن هذا القانون الذي يجرم الزبائن سيضع حياة المومسات وسلامتهن على المحك».

مظاهرة المومسات كانت معززة بمناضلي المنظمات غير الحكومية الفرنسية والتي تعتبر أن إقرار هذا القانون سيؤدي إلى تعزيز الدعارة السرية مع ما يرافقها من مخاطر.

مبررات عاملات الجنس الفرنسيات في رفض هذا القانون كثيرة لكن أهمها هو أنهن سيصبحن ضحايا لهذا القانون، بينما يعتبر أطراف في المجتمع المدني الفرنسي أن قانونا كهذا سيجعل الدعارة السرية تتقوى، في بلد علماني وديموقراطي تستطيع المومسات الاعتراض على قانون سيمس مهنتهن خارج مقولات الشرف والأخلاق، حيث تستطيع المرأة التي اختارت ممارسة الجنس بالمقابل، أن تراقب القوانين وتحتج على ما ترى فيه إضرارا بمستقبلها المهني.

وفي بلد مثل المغرب حيث تعتبر الدعارة جريمة يعاقب عليها القانون بدون استثناء أو تقنين، تحتج المومسات أيضا، بطرق أخرى، في بلدٍ الأصلُ فيه هو منع هذه المهنة وإنزال العقوبات بأطرافها، تبقى الدعارة نشاطا سريا من الناحية القانونية وعلنيا من الناحية الاجتماعية، على الأقل في مدن اشتهرت بتقديم خدمات جنسية لزوارها، مدن تحييها الدعارة ويميتها القانون.

لو كان بوسعنا الخروج في مظاهرات مثل فرنسا لخرجنا، هكذا همست «عاهرة» تستقل سيارة أجرة نحو القنيطرة، لكن الناس لا يرحمون، قد يكونون من المستفيدين من الدعارة لكنهم سيخرجون لتغيير المنكر، مجتمعنا منافق، ومريض..

التطهير سبب الكساد

في نهاية التسعينات من القرن الماضي، شاهد سكان الحاجب فتاة عارية تجري وسط الشارع العام، القاصر بعد إلقاء القبض عليها فجرت فضيحة كبرى لقد تم احتجازها من طرف إحدى الباطرونات لمدة ثلاث سنوات، وكانت تجبرها على ممارسة البغاء مع زبناء المنزل الموجود وسط المدينة القديمة، هذه الحكاية كانت بداية لحملة تطهيرية ستشمل مدنا أخرى، وما بين سنتي 2008 و2010 عرفت المدن التي اشتهرت بأحياء ودواوير الدعارة حملة واسعة للقضاء على هذه الأنشطة، جولة قادت « اليوم24» إلى مدينتي سوق الأربعاء وتيفلت حيث وجدت أكبر أحياء الدعارة في مغرب ما بعد الاستقلال، حي كليطو بسوق الأربعاء ودوار الضبابة بتيفلت.

مدن الأطلس التي كانت تعتبر مواخير معدة لجنود المستعمر لن تتخلى عن نشاطاتها بعد الاستقلال، يظهر ذلك في الأحياء التي واصلت عملها في استقطاب الباحثين عن المتعة الرخيصة إلى فترة قريبة، الحاجب، تيفلت، ازرو، سوق الأربعاء، خنيفرة، كلها مدن اشتهرت بمواخيرها، حسب بحث ميداني، أجراه طلبة شعبة علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تمتد بؤرة الدعارة  في الأطلس المتوسط من الشمال في تازة إلى الجنوب في أزيلال. في سنوات الستينات والسبعينات أصبحت المنطقة محجا لزبائن الدعارة في وسط وُصف بالمتسامح، رغم أن البحث يثبت أن هذه المنازل لا تتعامل في المقام الأول مع السكان المحليين، ومن مظاهر هذا « التسامح « وجود علاقات الجورة وتقبل خروجهن ووقوفهن بأبواب المنازل في واضحة النهار، تقارير حقوقية أشارت في منتصف التسعينات إلى أن السلطات المحلية كانت تتسامح مع هذه الأماكن، أو تغض الطرف عنها، على الرغم من أن الأمن كان يقوم بحملات بين الفينة والأخرى، لكن كان يجري هذا من أجل مراقبة المداخيل ومعرفة الوافدات الجديدات، وهو ما يعلق عليه الباحث في علم الاجتماع عبد الصمد الديالمي في حديثه مع «أخبار اليوم» «الدولة أحيانا تجد مخرجا من المطالب الاجتماعية في الحلول الفردية رغم عدم شرعيتها، إنها تستريح عندما تدور عجلة الاقتصاد بناء على أنشطة غير شرعية وغير مهيكلة».

في الطريق الوطنية الرابطة بين العرائش والقنيطرة وبالضبط على مدخل مدينة سوق الأربعاء تمتد سلسلة من محلات الشواء والعربات اليدوية لبائعي الفواكه، يتجولون بالقرب من المسافرين الذين نزلوا للتو من حافلات أو سيارات أجرة كبيرة أطفال يبيعون المناديل وماسحو أحذية، ومتسولون، يعرض أحدهم خدماته على صحافي « اليوم24»، وننطلق في اتجاه حي السلام الحي الذي عرف باسم «كليطو»..

خلف السور الطويل الذي يقسم المدينة إلى نصفين هناك مدينة أخرى أبرز معالمها التناقض، منازل بئيسة وأخرى فاخرة، يتحدث الدليل، «كان الرواج، لكن السكان بدأوا يدفعون العريضة تلو العريضة حتى قطعوا رزقنا»، عن أي رزق يتحدث الدليل، يستمر ماسح الأحذية في الحديث «هل ترى هذه الأزقة كانت الملايين تجري هنا في التسعينات، «كلشي كان واكل حتى المخزن»، في حي كليطو الذي اشتهر بدور الدعارة في منطقة الغرب كانت هناك حوالي 300 مومس، حسب مصدر أمني من المدينة، ويضيف المصدر أن أكثر من خمسين منزلا كان يقدم حوالي ست إلى عشر باغيات إلى الزبناء الوافدين على المدينة بعد أن وصلتهم شهرة الحي، الباطرونات اللواتي يستطعن جلب فتيات صغيرات وجديدات كن يجنين أحيانا خمسة آلاف درهم في أيام العطل والأعياد، وأيام البرميسيون التي يأخذها الجنود، أتذكر أن واحدة كانت ذات سوابق وشهرتها «الخليفية»، قامت بخطف بعض الفتيات من المدن الأخرى، وعندما داهمت الشرطة منزلها ضبطت فتاة مقيدة من يديها وأخرى حلقوا لها حاجبيها.

«الكثير من المحلات في المدينة خصوصا على مدخلها أغلقت»، يقول علي، صاحب دكان، «نزلت مداخيلي إلى الربع، ولم أعد قادرا على أداء جميع مصاريفي، اتفق مع منع الدعارة لكن ما الذي سيعوض مداخيلها، لابد أن تجدوا لنا حلا، أحيانا كانت هناك سهرات باذخة ونحن كنا نكسب جيدا..»

تقول الباحثة فاطمة الزهراء ازريول في كتابها البغاء أو الجسد المستباح، عن المحيط الذي ينتعش من الدعارة،» وسطاء من الجنسين، وأرباب وربات بيوت الدعارة، وأصحاب الملاهي والفنادق، ومختلف الأماكن التي ترتادها البغايا، سائقو سيارات الأجرة الذين يقدنهن إلى أماكن الدعارة الأهل الذين يغضون الطرف ورجال الأمن الذين يتقاضون الرشوة لإجازة الممنوع..إنه عالم يحكمه التواطؤ».

التواطؤ الذي كان سائدا في أزقة حي كيليطو، جعل الكثيرين يرفضون بصمت حملات التطهير ومداهمة منازل الدعارة، (س) صاحبة منزل تقول إنها تابت، لكنها تعلق  ساخرة على واقع الحي قائلة «هل هناك من يستطيع القضاء على الفساد؟ لقد تحول إلى مدن أخرى كالقنيطرة ومولاي بوسلهام فليحاربوه هناك! الفساد كان مصدر رزق الكثيرين..».

أمل الفاعلة الجمعوية بالمدينة تقول» لا أعتبر أن المستفيدين هم فقط التجار والوسطاء ومن ينتعش من البغاء، هناك أيضا آباء بعض المومسات الذين جلبوا بناتهم إلى كليطو واحتفظوا بعلاقة اتصال بالباطرونة التي تمده أسبوعيا أو شهريا، حسب المسافة، بما كسبته ابنته من بيع جسدها».

إنهم يحمون الزبناء

نتقدم بحذر داخل بعض الأزقة، شباب ومراهقون يقفون على الناصية يراقبون الوافدين، الحي الذي تنتشر فيه كل أنواع الانحرافات من مخدرات وخمور مهربة، لا يعرف اعتداءات على طالبي المتعة، فالزوار هم مصدر المال الذي يدور في حلقة الارتزاق البشع من جسد، قد يحصل شجار ما فيتدخلون لحماية مومس أو قوادة، التي يطلقون عليها هنا لقب الحاجة، «لكنهم الآن بدون عمل» يعلق مرافق «اليوم24».

تخرج طفلة من أحد المنازل الصغيرة والمشكلة من دور واحد، تجري نحو محل للبقالة تعود وهي تحمل في يدها شيئا ملفوفا في كيس أزرق، يشرح الدليل ما يحدث، «يبدو أن منزلا يشتغل لقد اقتنت الطفلة عوازل طبية، وربما هذا سبب اجتماع الشباب هنا، إنهم ينتظرون حصتهم من الغنيمة».

صاحب الدكان رجل كهل يبيع المواد الغذائية، نسأله: هل تبيع عوازل طبية؟ فيجيب وما شأنك هل أنت شرطي؟ لا أنا زبون أريد اقتناء بعضها، تنفرج أساريره وينظر إلى مرافقي، قائلا «ابق معه ورد بالك عليه، دابا يتعدى عليه شي حد».

عندما سألنا صاحب الدكان، هل هناك مداهمات؟؟ أجاب لا لا.. وحتى إن كانت، لدينا من يخبرنا قبل وصولهم، تعود أمل الناشطة الجمعوية لشرح بعض مظاهر التكافل هنا، «عندما كانت الشرطة تقوم بغاراتها على الحي كانت هناك مراقبة حقيقية على مداخل الحي، وبمجرد وصول الخبر تخلى المنازل وتغلق الأبواب الحديدية، وهناك تسرب للمعلومات من الدائرة الأمنية مباشرة، بدل أن يخترقهم الأمن يقومون هم باختراقه، خصوصا وأن الكثير من الزبناء كانوا من رجال الأمن العزاب والمعينون حديثا بسوق الأربعاء.

في حديث الباطرونة التائبة وسائق العربة وماسح الأحذية تحس بنوع من الحنين إلى مجد الحي، الدعارة لازالت مستمرة بكليطو، بشكل مستتر، يقول مرافق «اليوم24»، الأمور أصبحت أنقى والهاتف المحمول سهل المأمورية، أما صاحب الدكان فيقسم أن الدولة لن تقدر على القضاء على الدعارة، قائلا، «ماذا سيفعل الناس هنا، هذه ليست طنجة أو الدار البيضاء، حتى الفلاحة التي من المفروض أن يعم خيرها تتحول مداخيلها إلى سهرات ماجنة بكليطو».

دوار الضبابة معتقل البغايا

كثيرا ما كانت الفتيات يهربن ويعيدهن أبناء الحي، اعرف فتيات أعادهن إخوتهن الذكور، فأغلب الإخوة الذكور لعاملات الجنس عاطلون عن العمل ويأخذون المال من أخواتهن، مقابل صمتهم وأحيانا حماية أخواتهن، هكذا تحدثت بائعة الأكلات الخفيفة، أمام صحافي «أخبار اليوم». يقول رشيد عامل بالمحطة الطرقية، «صراحة كانت المدينة نشيطة، وكانت الحافلات تتقاطر على المدينة حاملة الزوار من الرباط والخميسات والقنيطرة، ومن جميع أنحاء المغرب، كان كلشي خدام، ولم يسبق أن شهدت المدينة عدوانا على الزبائن أو اعتداء عليهم.»

مصدر أمني سابق بتيفلت يحكي لـ«اليوم24» عن حملة 2008 ، «واجهنا متاعب كبيرة في محاربة أنشطة الدعارة بحي الأمل أو دوار الضبابة كما يعرفه الناس، كان هناك تضامن اجتماعي مطلق مع دور الدعارة، وكان الرد على محاربة الدعارة بدوار الضبابة أن عقبه انفلات أمني خطير، في سنة 2009، كأن هناك مساومة بين الفساد والأمن».

في سنة 2008 بمدينة تيفلت، قامت السلطات الإقليمية بالخميسات بوضع خطة لمحاربة الدعارة، وشنت حملة واسعة أغلقت على إثرها بعض دور الدعارة، وتم التضييق على المومسات وبعض الأنشطة المواكبة للدعارة، مثل تقديم “الكرابة” وبائعي المخدرات إلى المحاكمة ومطاردة المومسات.. وحسب مصادر إعلامية بالمدينة، لم يَكد يمر شهران حتى سرت إشاعة بالمدينة، بأن الجزارين وبائعي الخضار وأصحاب الطاكسيات، سيخرجون في مظاهرة ضد قرار محاربة الدعارة، لأن تجارتهم بارت وأجورهم تضررت، على اعتبار أن الدعارة هي عصب الاقتصاد المحلي، نفس المصدر الأمني، يقول فعلا جاءت تقارير تفيد أن ساكنة حي الأمل يشتكون من التضييق على الفساد، وسيحتجون لكن إشاعة أخرى برجم المظاهرة من قبل سكان المدينة جعلتهم يتراجعون.

 عشرات المحلات التجارية أغلقت أبوابها خلال الثلاث سنوات الماضية يصرح مستشار جماعي لـ«اليوم24»، الكساد يهدد المدينة إذا لم يتم إيجاد مداخيل جديدة للتنمية، منذ سنتين أعلنت المعارضة بالمجلس الجماعي للمدينة على وسائل الإعلام أن المدينة منكوبة.

نتجه صعودا داخل الحي، بين الفينة والأخرى تظهر عاملات الدعارة أمام أحد الأبواب، من نافذة تطل عاملة جنس، وهي تلقي قبلة في الهواء، نساء يعرفن بخبرتهن أنك وافد جديد، زبون محتمل، يقول مرافق «اليوم24»، الجمعيات التي حاربت وضغطت من أجل منع الدعارة لم تقدم بديلا، في فبراير من هذه السنة جرى التحقيق مع عشرات الأشخاص الذين وجهت لبعضهم تهم تتعلق بالدعارة، الأمر يشبه لعبة القط والفأر، السلطة تمنع وشبكات الدعارة تلجأ للاستتار في عقب الحملة، ثم شيئا فشيئا يعود الحي إلى نشاطاته القديمة في تقديم الخدمات الجنسية.

 هناك شبكات منظمة تنظيما جيدا، حيث يتم جلب الفتيات من مختلف المدن وبمختلف الوسائل، طبعا هناك من تأتي طواعية لأسباب الفقر أو الزواج المبكر أو فقدان البكارة​​، وهناك من يتم اختطافهن، وهناك من تبيعها أسرتها ، يقول الحسين سائق سيارة أجرة، مستطردا، «الباطرونة يجب أن تكون سيدة ذات نفوذ لدى السلطات حتى توفر لها الحماية، وهي تدير شبكة بها الكثير من الأفراد والمنحرفين وتجار الخمور والممنوعات، إنه مجتمع بأكمله، كيف سيرضون بانقطاع هذه المصادر المادية المهمة.

 في تصريح لـ« اليوم24» قال مصدر أمني من مدينة الحاجب، «في أعقاب قضية خديجة كانت القوادة « ميكا « والتي كانت كل أسرتها نساء ورجالا يشتغلون في البغاء، متورطة في القضية، حين احتجزت الفتاة وأجبرتها على ممارسة الدعارة، لمدة طويلة، وبعد هروب خديجة في القضية الشهيرة، واعترافها أمام الشرطة بكل ما يجري عند «ميكا»، حوكمت هذه الأخيرة، وكان يوما مشهودا بعدما حج أنصارها إلى المحكمة وابدوا دعمهم لها، مؤخرا أطلق سراحها وهي تستعد لافتتاح منزل جديد، كانت ميكا تدير شبكة من عشرات الشباب الذين يتكلفون بالمراقبة وإيصال الرشاوي، وجلب الممنوعات، والشجار إذا اقتضى الحال، والقيام أحيانا بخدمة تسليم الطلبات في المنازل، إنهم يقومون بجلب كل شيء.. الفتيات، والكحول، والحشيش، والأقراص المهلوسة .بل لقد كانت عنصرا مؤثرا في الانتخابات.

اليوم دوار الضبابة يقدم خدماته الجنسية بشكل مستتر وخفي، لكن أغلب الشهادات التي استقتها «اليوم24» من عين المكان تفيد أن «الوقت خايبة»، وأن المنطقة مهددة بانفجار اجتماعي خطير، ما لم تكن هناك بدائل حقيقية، أو «يطلقوا اللعب» كما قالت إحدى المقيمات بالدوار الشهير.

في التحقيق الذي أجرته المنظمة الأفريقية لمكافحة الإيدز في المغرب ( المغرب – OPALS ) تم الكشف عن نسب خطيرة، الدراسة التي أجريت في يناير 2008 على حوالي 500 من عاملات الجنس المغربيات، في سبع مدن، أزرو، خنيفرة، بني ملال، مكناس، فاس، أكادير والرباط ، الفقر هو العامل الأساسي الذي يدفع بعض النساء إلى بيع أجسادهن، ينضاف إلى ذلك الاستبعاد الاجتماعي والمهني . نسبة 39.5 في المائة من عاملات الجنس ينفقن على أزواجهن أو أسرهن، وفي ظل غياب إحصائيات حقيقية وبحوث ميدانية، لا نستطيع معرفة العدد الحقيقي للمجموعات التي ترتزق من جسد امرأة واحدة، عدا بعض التقارير الصحفية الفرنسية التي تؤكد أن كل عاملة جنس في هذه المناطق، تنفق على ما معدله ستة أشخاص.

المطالبة بالتقنين

في شتنبر الماضي، خرج الكاتب المغربي المقيم بهولاندا فؤاد زويريق، بدعوة على وسائل الإعلام لتقنين الدعارة، وقال: «الدعارة كما يعرفها الجميع، موجودة ومنتشرة بكثرة في مجتمعنا، أحببنا ذلك أم كرهنا، لهذا وجب تقبلها كما هي، بل تقنينها حتى تستفيد منها خزينة الدولة بطريقة مباشرة ومشروعة، وفي نفس الوقت يستفيد منها المجتمع نفسه من خلال احتوائها في مرافق أو فضاءات خاصة بها بعيدا عن الأماكن العمومية، والحد من عشوائيتها غير الصحية».

عندما اتصلت «اليوم24» بالكاتب المغربي، لسؤاله في الموضوع، اعتذر عن الحديث في الموضوع بسبب ما سماه هجوما تعرض له بعد دعوته لتقنين الدعارة، وكان زويريق في تصريحاته التي أثارت الجدل، قد وصف المجتمع المغربي بالفصامي والمنافق، معتبرا أن الكل يعرف الدعارة والكثيرون يمارسونها لكنهم يتصدون لتقنينها.

 بينما على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تطالعنا صفحة « من أجل تقنين الدعارة بالمغرب»:  ويعرف صاحب الصفحة دعوته إلى تقنين الدعارة بالشكل التالي: «بعد فشل القانون والأخلاق والدين والقيم المجتمعية، في الحد من معضلة الدعارة، وأمام استفحال وانتشار دور الدعارة بربوع قرانا ومدننا المغربية، ونضرا للأفواه الكثيرة التي تقتات من الدخل الخام لبائعات الهوى، والخدمات الجليلة التي يقدمنها للمكبوتين والمعطوبين جنسيا، واعتمادا على الأرباح الطائلة التي يدرها هذا القطاع في رواج التجارة، وإنعاش دخل بعض المحسوبين على مكينة المخزن، فإننا نطالب بـ:ضمان حق محترفات الجنس في ممارسته بكل حرية ويشمل ذلك حقهن في الظهور والاعتراف والاحترام،

هيكلة قطاع محترفات الجنس العموميات اللواتي تصرف لهن رواتب شهرية من خزينة الدولة المغربية مقابل خدماتهن الجنسية المجانية حتى نتمكن من التصدي للاغتصاب وزنى المحارم والزواج المبكر والكبت والعنف و الشذوذ الجنسي….

محمد أحمد عدة اليوم24
مشاركة