الرئيسية مجتمع وضع مديرية أخبار دوزيم ينذر بالسكتة القلبية

وضع مديرية أخبار دوزيم ينذر بالسكتة القلبية

كتبه كتب في 16 نوفمبر 2013 - 15:58

تعيش مديرية أخبار القناة الثانية منذ مدة وضعا كارثيا لم يسبق لها أن عاشته. وضع المديرية ينذر بالسكتة القلبية بعد أن استفحلت مشاكل كثيرة في تدبير يوميات هذه المديرية. وكباقي تلفزيونات الوطن، تعاني القناة الثانية هي الأخرى اليوم من ضائقة مالية كبيرة، حكمت على هذه القناة بالتواري والتخلف من جديد بعد أن كانت الحصان الذي راهن عليه المغاربة منذ اليوم الأول لتكون الواجهة المشرقة لإعلامنا البصري. فغياب العقد البرنامج الذي ترفض الحكومة توقيعه مع دوزيم، منذ فترة طويلة، يجعل الكثير من مشاريع مديرية الأخبار بالقناة الثانية تتوقف، ويجعلها أيضا تتخلى عن كثير برامج مادامت لم تعد لها القدرة على تمويلها بالشكل الذي يضمن لها استمراريتها المهنية المطلوبة.

وأهم معضلة حقيقية تعيشها المديرية يتمثل في النقص الفظيع الذي يعانيه قسم الأخبار على مستوى الصحافيين سواء باللغة العربية أو الفرنسية. ذلك أن القسم الفرنسي للأخبار يدور بمقدمين رئيسيين هما : وديع دادا وحنان فارو، طيلة نشرات “أنفو دي سوار” الأسبوعية. إذ لم تعمد المديرية إلى تعويض رحيل كل من شعيب حمادي وإلهام برادة إضافة إلى غزلان الطيبي التي انتقلت إلى مجلة «الزاوية الكبرى» بعد أن طلبت إعفاءها من التقديم، على غرار فدوى الحساني التي كانت قد انتقلت بدورها إلى الإشراف منذ فترة إلى مجلة النساء «صباحيات». هذا الوضع، والذي لم تجد له مديرية الأخبار من حل، بعد أن وجدت نفسها غير ملزمة بفتح أبواب التشغيل، لأن السيولة المادية غير متوفرة ولا يمكن لها أن تتحمل عبء أجور إضافية في ظل غياب العقد البرنامج، يرخي بظلاله على عمل هذا القسم، ويرمي بثقله أيضا على كاهل البقية المتبقية من الصحافيين العاملين بالقسم الفرنسي، ويضاعف من جهودهم التي ينهكها تحضير المواد الإخبارية اليومية.
مشاكل مديرية الأخبار تتجاوز أسوار عين السبع لتصل إلى مكاتب القناة الجهوية في المدن المغربية الأخرى. ذلك أن مكتب القناة في مدينة طنجة يعمل من دون مراسل، وهذا رغم أن مدينة طنجة تعيش دينامية كبيرة على مستوى الأحداث والأخبار التي تروج بها يوميا. مدينة الناظور هي أيضا بمكتب، لكن من دون مراسل. إذ يضطر فؤاد العزوزي مراسل دوزيم بمدينة الحسيمة إلى الانتقال جيئة وذهابا بين المدينتين لكي ينجز تقارير إخبارية عن الناظور. مدينة بني ملال هي الأخرى تعاني من غياب المراسل الصحفي. فعاصمة جهة تادلا كان تقرر لها أن تتمتع بمكتب خلال فترة توسيع نشاط أخبار دوزيم. غير أن ذلك ظل صيحة في واد ولم يتحقق منه شيء. و هو نفس الشيء الذي تعاني منه مدينة الصويرة التي تتوفر فيها القناة على مكتب، لكنه لا يعمل بسبب غياب من يدبر تسييره.
هو إذن وجه آخر من أوجه الأزمة التي يعانيها التلفزيون المغربي على مستوى مديريات أخباره. ودوزيم تشكل النموذج الصارخ لهذه الأزمة التي تعددت أوجهها بين المادي والبشري. وإذا ما أضفنا إلى المغادرين لباخرة أخبار القناة الثانية، وتفضيلهم الانتقال إلى تجارب مهنية أخرى مع اقتراب الكثير من الصحافيين من حياة التقاعد، فإن ما تبقى من كفاءات مهنية لا يمكنها وحدها أن تضطلع بمهة الأخبار بهذه القناة ولا يمكن لها أن تغطي مختلف الأنشطة و الأحداث التي تشهدها جهات المملكة. كل هذا يقع في زمن يتحدث فيها عن الجهوية الموسعة و عن الحد من فوارق المدن عن بعضها، لكن دون أن تساير الحكومة الحالية هذه الإرادة من خلال تمكين القناة الثانية من دعامة العقد البرنامج مفتاح الأزمة في زمن حكومة الأزمات هذه.

مشاركة