الرئيسية عدالة الحبس لسلفي ومنقبة أدينا من أجل الخيانة الزوجية

الحبس لسلفي ومنقبة أدينا من أجل الخيانة الزوجية

كتبه كتب في 7 نوفمبر 2013 - 12:12

أدانت غرفة التلبس الجنحية بالمحكمة الابتدائية بمكناس سلفيا في منتصف عقده السادس ومنقبة في الثلاثين من عمرها من أجل الخيانة الزوجية بالحبس ستة أشهر نافذة وأداء تعويض مالي قدره 20 ألف درهم تضامنا بين المتهمين لفائدة الزوج المشتكي، وغرامة قدرها خمس مئة درهم.

وكان المتهمان قد أحيلا على أنظار العدالة في حالة اعتقال، بقرينة التلبس والاعتراف المقرون بانعدام ضمانة الحضور، بعدما توبعا من قبل النيابة العامة بذات المحكمة من أجل المشاركة في الخيانة الزوجية وإعطاء القدوة السيئة.

وتعود تفاصيل هذا الملف إلى منتصف شهر شتنبر من السنة الجارية، حين تقدم شخص لدى مركز الدرك الملكي بوادي الجديدة بشكاية يطلب من خلالها إجراء بحث لمعرفة مصدر مولودة في حضن زوجته، تحمل اسمه العائلي، ومسجلة بكناش الحالة المدنية بمدينة تطوان بتاريخ 26 مارس 2013، مؤكدا أنه لم يقرب زوجته، ولم يعاشرها منذ 22 فبراير من سنة 2011، حيث كان    غائبا عن بيت الزوجية، ويشتغل بإحدى المدن شمال المغرب.

وبعد ربط الاتصال بوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمكناس، وتنفيذا لتعليماته في الموضوع، باشرت سرية الدرك الملكي بالمركز الترابي بمكناس أبحاثها وتحرياتها بشكل معمق ودقيق، مما أسفر عن الوصول إلى حقيقة أدهشت الجميع، حين أوقع الدركيون بالزوجة الخائنة وشريكها في الجريمة، هذا الأخير الذي كان يعتقد فيه الآخرون مثال الشرف والأمانة والأخلاق، مثال النزاهة والمروءة، ولم لا؟ وهو إمام لمسجد كبير، ومشرف على إحدى دور القرآن، يؤم بالناس، ويخطب فيهم، يعلم الأطفال والشباب القرآن، معانيه وترتيله..

كان رجلا طويل القامة، نحيف البنية، أبيض البشرة، ذا لحية طويلة يغمرها الشيب، يبلغ من العمر 64 سنة، متزوج، وله من الأبناء ستة، أكبرهم بلغ عقده الرابع..

خبر الاعتقال حط على رؤوس الساكنة كالصاعقة، لم يصدق الشياب ذلك ولا حتى الشباب، فانطلقت جماعة من تلاميذته بدار القرآن إلى مخفر الدرك حيث يقبع مرشدهم وإمامهم، طالبوا بإطلاق سراحه، وحاولوا التظاهر والاحتجاج وفكروا حتى في الاعتصام قبل أن يرجعوا عن ذلك، بعدما أخبرهم الدركيون أن التحقيق مازال مفتوحا، وأنهم لن يسمحوا لهم بعرقلة التحقيق، وخرق سريته، فوعى حينها التلاميذ أن “المخزن ما معاهش اللعب” وأن عليهم الانصراف بهدوء قبل أن يدخل الموضوع في الجد..

انكشف المستور، وسقط القناع عن القناع، ولم يجد صاحبنا “ح.م” من مناورة في الرد على اعتراف شريكته عليه، إلا أن يقول إنها كانت تزوره تحت جنح الظلام والناس نيام، بمنزله المحاذي للمسجد الذي يؤم فيه الناس، وأنه كان يناولها عند كل زيارة لها مبالغ مالية تتراوح بين 200 و600 درهم، بدافع الإشفاق والصدقة “الحنان !!”، خصوصا وأنها تعيل طفلتين.

إنكار المتهم جوبه باعترافات المتهمة، التي صرحت أمام الضابطة القضائية أنها كانت على علاقة جنسية معه، وأنها أنجبت منه سفاحا طفلة في شهرها السادس، مؤكدة أقوالها بحجج وأدلة دامغة، بعدما وصفت لهم بشكل دقيق ومفصل المواقع التي شهدت غزواتهما الجنسية، وبعض العلامات المميزة بجسد الإمام العجوز، وحتى ألوان ملابسه الداخلية السفلية “التبان، السراويل الداخلية..”، وهي ذات الأقوال التي أكدتها أمام هيئة المحكمة.

هذا، وقد شهدت “الأحداث المغربية” حضورا لافتا لبعض رجال الحموشي وأرميل، الذين تابعوا كل جلسات المحاكمة، بعدما دخلوا على الخط منذ بداية التحقيق، اعتبارا لوظيفة المتهم كفقيه وإمام مسجد ومشرف على إحدى دور القرآن، وانتمائه للسلفية التقليدية، إضافة إلى أن هذا الأخير كان مثار جدل ونقاش لدى العديد من المصلين الذين تصادفهم الأقدار لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الذي يؤمه.

مكناس: عبد الرحمن بن دياب

 

مشاركة