الرئيسية اراء ومواقف الرهان الأمازيغي في قضية الصحراء

الرهان الأمازيغي في قضية الصحراء

كتبه كتب في 6 نوفمبر 2013 - 23:58

من الأخطاء الأصلية التي ارتبطت بملف الصحراء منذ البداية، تغييب عنصر الأمازيغية في الصراع الدائر بين المغرب وجبهة إنفصالي البوليزاريو التي كانت تهدف إلى إقامة ما سمته” الجمهورية العربية الصحراوية” على أرض الصحراء، ولم ينتبه الكثيرون في ذلك الوقت إلى أن جبهة الإنفصاليين لا يمتلون إلا أقلية صغيرة فيما يسمونه الشعب الصحراوي الذي هو في الحقيقة مكون في أغلبيته من قبائل أمازيغية معروفة بأصولها وتقاليدها وعاداتها ولغتها.

لقد كان عنصر الأمازيغية مهما في إثبات تهافت أطروحة البوليزاريو والنظام الجزائري وذلك على مستويين :

أولا : أن تاريخ الأمازيغ  المغاربة يتبت إمتداد الدولة المغربية من شمال المغرب إلى جنوب الصحراء حيت كانت الإمبراطورية الكبرى تحكم كل هذا التراب من عاصمة مركزية إما مراكش أو فاس تم الرباط، وكانت عصبية القبائل التي تأتي من الصحراء وتؤسس الدولة بمراكش أو فاس تعتبر أن التراب المغربي واحد من الصحراء إلى الشمال، حيث كانت بيعة القبائل للسلاطين المغاربة معروفة ومعمولا بها.

ثانيا : إن أسماء الأماكن في الصحراء هي في معظمها أسماء أماكن أمازيغية وهي نفسها الأسماء المتواجدة بمنطقة سوس و واد نون مما يدل على أن الصحراء آمتداد طبييعي للمغرب.

هذه العناصر التاريخية والسوسيوتقافية والجغرافية أنكرها إنكارا تاما إنفصاليو البوليزاريو حيث ارتكبوا نفس الخطأ الذي ارتكبته السلطات الجزائرية والسلطات المغربية في عهد الحسن التاني عند اختزال هوية البلاد كلها في عنصر واحد هو العروبة .

والآن بعد أن قام المغرب بتصحيح خطئه معترفا بكل مكوناته وعلى رأسها الأمازيغية، فليس على الدولة المغربية إلا أن تدرك أهمية العمق الأمازيغي في قضية الصحراء، لأن ذلك أساسي في عزل أطروحة البوليزاريو.

فعلى الشباب الأمازيغي الصحراوي أن ينخرط في النضال الوطني من أجل تحقيق الديمقراطية في المغرب كله من شماله إلى جنوبه، وهذا هو الرهان الكبير وليس الإنفصال الذي يؤدي إلى مزيد من الإنقسام والضعف.

مشاركة