الرئيسية مجتمع شجار بين جارتين ينتهي بجريمة قتل وإصابة أخرى بطعنة سكين

شجار بين جارتين ينتهي بجريمة قتل وإصابة أخرى بطعنة سكين

كتبه كتب في 1 نوفمبر 2013 - 15:36

تحول شجار عاد بين جارتين تقطنان  بنفس المنزل بدوار بولغرايب بمراكش،إلى مشهد تراجيدي أزهقت خلاله الأرواح وسالت فيه الدماء، لينقشع المشهد عن  وفاة الأولى بسكتة قلبية، وإصابة الثانية بجرح غائر على مستوى العنق.

كان في البدء مجرد خصام عاد، لا يختلف كثيرا عن نوع الخصومات التي تندلع بين الجارات، التي تستعمل خلاله كل مفردات” قليان السم” و تجاهد كل من جهتها على كسب الجولة لصالحها،وحشر غريمتها في زاوية”الفم الحارك، والقاع البارك”.

تؤكد المعلومات المتوفرة أن الضحية المسماة قيد حياتها نعيمة باعتبارها صاحبة المنزل، كانت قد عمدت إلى رهن  جزء من منزلها، لأسرة غريمتها التي حلت رفقة زوجها وأبنائها الصغار، بحيث لم  يكد يستقر المقام بالأسرة الوافدة، حتى بدأت فصول الشقاق والنزاع تدب بين الزوج وزوجته، انتهت بتمكن الأول من ضبط الثانية بالخيانة الزوجية، وتسييجها بحبال التوقيف والاعتقال.

تدخل “أصحاب الحسنات” لثني الزوج عن التشبث بحق متابعة حليلته، ومراعاة  شعور الأبناء الصغار،وبالتالي دفعه للتنازل عن حقه في المتابعة تحت يافطة” على وجه الكتاب،تاتباس الجلدة”.

اقتنع الرجل بالمنطق المذكور، وتقدم بتنازله عن متابعة الزوجة”الخائنة”، غير أنه قرر في قرارة نفسه الابتعاد بأبنائه عنها وهجرها، لينتقل إلى شقة بديلة بالمنطقة السكنية المحاميد، اتخذها مقرا ومستقرا له ولأبنائه دونا عن الزوجة.

في ظل هذه الإجراءات الزوجية، استمرت علاقة “الرهن” قائمة بين  أصحاب المنزل بدوار بولغرايب،وبين الزوجة التي هجرها زوجها، بناء على عقد مصادق عليه من طرف ، يتضمن اسم هذه الأخيرة كطرف في العلاقة.

أصحاب المنزل  ارتأوا بالرغم من استمرار علاقة”الرهن” بينهم والمعنية، عدم السماح لها بمجاورتهم في  منزلهم، درءا لكل أسباب الشبهة،وتفاديا لـ”تلطيخ سمعتهم” باعتبارها امرأة “مشبوهة”، تدخل في خانة”العيالات اللي ما مزيانينش”.

استمر المنع طيلة أيام إلى أن قررت هذه الأخيرة، الدفاع عن حقها في استغلال جزء من منزل دفعت ثمنه مبلغا ماليا محترما، أو تسلم مستحقاتها كاملة غير منقوصة، والحد من معاملتها بمنطق” فلوسنا بغيتوها، ووجوهنا  دركتوها”.

رفضت صاحبة  المنزل الخضوع لطلبات جارتها، وامتنعت عن السماح لها بدخول المنزل أو تسليم مبلغ الرهن، متذرعة بأن  عقدة”الرهن” تجمع بينها وبين الزوج،وبالتالي لا يربطها بالمرأة سوى” الخير والإحسان”.

اندلعت فصول شجار حاد بين الطرفين، حيث وجدت صاحبة البيت نفسها في مواجهة غريمتها المعززة بدعم شقيقتها، مع انطلاق فصول”اعطيني نعطيك” الممتزجة بصنوف التهديد والوعيد، تطور بشكل درامي إلى مأساة حقيقية، حين سقطت ربة المنزل مغمى عليها، وهي تعاني من أزمة قلبية طارئة تطلبت تدخل سيارة الإسعاف لنقلها صوب المستشفى حيث لفظت أنفاسها الأخيرة.

ابن الهالكة الذي يعد من أصحاب السوابق القضائية، كان حينها  بفضاء المنطقة السياحية جيليز حيث يعمل في بيع السجائر بالتقسيط، حين بلغه خبر الواقعة، لينطلق مسرعا وهو في حالة غير اتزان ظاهرة اتجاه  منزله الأسري، حيث حاصر جارته وغريمة والدته، وعاجلها بطعنة سكين نافذة أصابتها بجرح غائر على مستوى العنق، تطلبت كذلك الإسراع بنقلها صوب مستعجلات مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية.

حلت عناصر الشرطة بمسرح الواقعة، وعملت على توقيف ابن الهالكة وشقيقته، وكذا شقيقة الجارة الجريحة، فيما أمرت النيابة العامة بإخضاع المتوفاة للتشريح الطبي قصد تحديد أسباب الوفاة، ليسدل الستار بذلك عن فصول معركة خرج منها الجميع خاسرا.

محمد موقس

الصورة من الأرشيف

مشاركة