الرئيسية ثقافة وفن هل بوجلود حفل وفرجة أو حرب وفوضى

هل بوجلود حفل وفرجة أو حرب وفوضى

كتبه كتب في 20 أكتوبر 2013 - 00:59

تعد ثقافة “بوجلود” إحدى  الطقوس والممارسات التي يتم إحياءها بشكل دوري ايام عيد الأضحى المبارك والتي بتم تلقينها من جيل الى جيل آخر . وذلك عن طريق الشباب والمساندين لبقاء هذا الموروث  كتراث قديم باعتباره متأصل ومتجدر في الثقافة المغربية وهو بالفعل ما نراه ونسمعه من معظم الناس. حيث يعد “بوجلود” أحد اكبر الاحتفالات الكرنفالية التي اعتادت على حضورها شريحة واسعة من الجمهور المحلي والوطني والدولي وكذا مختلف الشرائح والفئات العمرية .

     لقد باتت أجواء الاحتفال تهز بقاع ضواحي مدينة اكادير كمنطقة تيكوين نموذجا له. باقاعـــات الطبول و”القراقش” المعدنية في شكل جماعـات وفـرق مستقلة تحمل لافتات في مقدمة العروض المهرجانية والفلكلورية الخاصة بكل منها. الا أن ألافت للانتباه هنا, أن المشاهد والحاضر في هذا الاحتفال يرى ان هناك امورا حقا لا تسير في مجراها الصحيح ولا تعكس حتى ملامح الفرح والبهجة والسرور. فقد جرت العادة لدى ساكنة تيكوين زيارة ساحة اسايس والتجمع فيها. باعتبارها ملتقى الفرق البهلوانية بأنواعها وأشكالها. لكن مع الاسف الشديد تم رصد العديد من التصرفات والسلوكيات الجديدة. فلا تلبت ان تسير في وسط هذا الحشد والزحام حتى يصدمك احد الشبان اليافعيين وهو حامل للسلاح الأبيض, وقد علت أصوات النساء والأطفال وتشتت الجموع في هلع وخلع رهيب. نهيك عن طوفان وانصهار انتشار تداول المخدرات والخمور علنا لدى أوساط الشباب واليافعبن… مما يجلنا نطرح مفهـــــــوم ” الحرب ” مقابل مفهوم ” الحفل ” فالاحتفالات بهذه المناسبات للآسف أصبحت تشكل في واقعنا خطرا على سلامـــة النفـوس والحقوق الفردية . وقـد لا نلمـس في ذلك الحس الاخوي الذي يقوم على الاحترام وغض الطرف والسماحة. بل تحول عند اغلب الشبابة  الى نفي الاخر والانتقام منه بكل الطرق والوسائل. من جانب اخر تشكل الدرجات النارية المصدر  الأخر لإزعاج والفوضى عند الناس  مما سنح للمحركات أن تذيع سيط راكبيها أمام  الملا وهو الشيء الذي لم يسبق لنا ملاحظته بهذه البشاعة.

    حقا شهد اختفال بـ ” بوجلود ” إقبالا واسعا لدى الساكنة المحلية لمدينة اكادير الكبرى عموما. لكن يبقى في الأخير الى ان نشير الى بعض الخروقـــــات التي ترجع بالأساس الى الخلال الكامن في المنظومة الأخلاقية والانسانية التي غابت عندنا. نظرا لقلة الوعي وانتشار ثقافة الشارع, وبالتالي ضياع مستقبل الشباب في أودية الخمور ومناجم الكييف والحشيش.

محمد أصبان 

مشاركة