الرئيسية مجتمع مراكش : انهيار 84 منزلا وإصابة 206 بأضرار خطيرة

مراكش : انهيار 84 منزلا وإصابة 206 بأضرار خطيرة

كتبه كتب في 20 أكتوبر 2013 - 00:36

عداد الآيلة للسقوط، دون احتساب العديد من الأحياء والفضاءات التي غمرتها المياه العادمة، وما نتج عن الأمر من خسائر مادية جسيمة، مع انقطاع حركية السير والجولان على مستوى العديد من الطرق الوطنية والإقليمية، تلك هي حصيلة الأمطار الرعدية التي ضربت مؤخرا مدينة مراكش، ذلك ما أعلنت عنه مصالح ولاية جهة مراكش خلال اللقاء الذي نظمته بحضور نخبة من الفاعلين المحليين والجهات المسؤولة.

اللقاء كان مناسبة للكشف عن مجمل الإكراهات والمشاكل التي تهدد فضاءات المدينة، بسبب فشل  مشاريع الحماية من خطر الفيضانات، التي تمت برمجتها خلال السنوات الأخيرة.

وبالتوازي مع الكشف عن الأرقام المالية المرصودة لهذه المشاريع، كان اللقاء كذلك مناسبة حاول من خلالها كل طرف إخلاء مسؤولياته، عبر إلقاء الكرة في مرمى الطرف الآخر، حين انبرى محمد فوزي والي الجهة لتحميل المسؤولية للمجالس المنتخبة، باعتبارها لا تنهض بمسؤولياتها كاملة في  برمجة والسهر على تنفيذ المشاريع المهيكلة، الأمر الذي لم يستسغه عدنان بن عبد الله نائب عمدة مراكش ورئيس مقاطعة المنارة، الذي سارع بتناول الكلمة، للرد على اتهامات الوالي والتأكيد على أن المسؤولية مشتركة بين الجهات المنتخبة والسلطات المحلية، وبالتالي التأكيد على مبدإ ” لا تعايرني ما نعايرك، التقصير طايلني وطايلك”.

حسب المعطيات والأرقام التي كشفت عنها الندوة، فإن حجم ونسبة تساقط  الأمطار الرعدية التي شهدتها المدينة ليلة 17و18 شتنبر المنصرم قد بلغت سقف الـ 58 ملمترا في الثانية، ضمنها 43 ملمترا خلال النصف ساعة الأولى، ما أسفر بالضرورة عن ارتفاع منسوب مياه وادي إيسيل، خصوصا على مستوى المجرى المتجه نحو المناطق الجنوبية للمدينة،( المحاميد، أكدال..)، ما أدى إلى غمر الشوارع بمياه سطحية هائلة، عجزت قنوات الصرف الصحي عن استيعابها، فكانت النتيجة إغراق العديد من الدور والمنازل وكذا المحلات.

وإذا كانت بعض مصبات الأودية المحيطة بالمدينة الحمراء قد ظلت تشكل مصدر خطورة، حال هطول أول قطرة غيث، فقد أكدت مصالح ولاية الجهة   أن وادي إيسيل  يظل المصدر الأول للقلق بالنسبة لخطر الفيضانات، يعقبه وادي البهجة ثم وادي أوريكة، وبالتالي التأكيد على أهمية إنجاز مشاريع وقائية، لوقاية فضاءات المدينة من خطر الفيضانات، خاصة بالنسبة للأحياء والمناطق الموجودة بالجهة الجنوبية للمدينة.

تم التأكيد على وضع مشاريع مهيكلة تصب في هذا الاتجاه، حيث رصد غلاف مالي ضخم حدد في سقف74.000.000.00 درهم، لمشروع وادي ايسيل، في إطار شراكة بين مصالح الولاية والجهة، وكذا الجماعة الحضرية ووكالة الحوض المائي، وشركة العمران ووزارة الطاقة والمعادن، حيث يهدف المشروع إلى توسيع نسبة الصبيب بمجرى الوادي ليصل إلى 370 مترا مكعبا، بدل 18 مترا مكعبا في الثانية نسبة الصبيب الحالية، التي لا تسمح بتجاوز معضلة إغراق العديد من الأحياء والمجالات التي تقع في مرمى المجرى المذكور.

مشروع الإنقاذ يهدف إلى إحداث ثلاثة سدود، سيتم نصبها بمجاري الوديان الثلاثة التي تخترق المجال الحضري بمدينة الرجالات السبعة، بتكلفة مالية حددت في 150 مليون درهم، في إطار شراكة بين العديد من المصالح ذات الاختصاص، وهو المشروع الذي ظل يراوح مكانه منذ أزيد من 6 سنوات، بالنظر لبعض الإكراهات والمشاكل التي ظلت تشكل حجر عثرة في طريق الإنجاز، وبالتالي ترك المدينة عرضة لخطر الفيضانات، كلما عن للسماء أن تجود ببعض قطرات الغيث.

إسماعيل احريملة

مشاركة