خلال برنامج مباشرة معكم الذي يعده الزميل جامع كولحسن بالقناة الثانية،انكشف الوجه الحقيقي لقادة العدالة والتنمية الذين يعتبرون أنفسهم مقدسين،فلم تعد تعنيهم قيم الإسلام السمحة ولا مبادئه التي يدعون التشبث بها، ولم يعد يعنيهم ذكاء الشعب المغربي ولا مسؤوليتهم الأخلاقية أمام الرأي العام، فقد استساغوا الكذب على بعضهم ، والأخطر من ذلك أنهم أصبحوا لا يترددون في الكذب على جلالة الملك وعلى الشعب المغربي في شاشة التلفزيون أمام ملايين المشاهدين المغاربة وغيرهم .
وتعد التصريحات الأخيرة للسيد عبدالعالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في برنامج مباشرة معكم الذي بث مساء يوم الأربعاء 9 أكتوبر ، نموذجا صارخا لتزييف الحقائق والتغليط والافتراء والاختلاق وغيرها من المصطلحات التي تدخل في إطار ممارسة الكذب.
إن السيد حامي الدين خلال مشواره السياسي ارتكب العديد من الخطايا يمكن العودة إليها في الوقت المناسب ، ولكننا الآن سنركز على خطاياه في برنامج مباشرة معكم.
فأول خطيئة لعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ،هي تصريحه وادعاؤه بأن حزبه ورئيس الحكومة لم يتوصلا بمذكرة حزب الاستقلال المؤرخة يوم 3 يناير 2013 ، إلا عبر الصحافة ، وهو ادعاء يخالف الواقع تماما ، فهناك إثبات بوثيقة رسمية ، تتعلق بتوقيع يحمل خاتم رئاسة الحكومة ، في اليوم نفسه ، تثبت بما لا يدع مجالا للشك توصل رئيس الحكومة الذي هو في نفس الوقت الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بمذكرة حزب الاستقلال ، بل الأكثر من ذلك ،إن هذه المذكرة توصل بها مختلف الأمناء العامين للأحزاب الوطنية ، وهو أمر أيضا مثبت بالوثائق .
أما الخطيئة الثانية فهي ادعاء عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ، أن وزيري الاقتصاد والمالية والطاقة والمعادن، وقعا على قرار إحداث نظام المقايسة ، بالرغم من كونهما وزيرين لتصريف الأعمال فقط ، وهو ادعاء مغلوط وغير صحيح أيضا، حيث إن قرار إحداث نظام المقايسة الجزئية لأسعار بعض مواد المحروقات السائلة ،يعود إلى رئيس الحكومة، حسب ما هو مثبت في الجريدة الرسمية عدد 6182 الصادر يوم 29 غشت 2013 ، والذي عمد رئيس الحكومة إلى تطبيقه على أرض الواقع بعد ذلك، في ظرفية صعبة جدا بالنسبة للأسر المغربية .
أما الخطيئة الثالثة للسيد حامي الدين فهي مجادلته في موضوع وزراء حزب الاستقلال باعتبارهم وزراء لتصريف الأعمال وليس لاتخاذ القرارات المضرة بالشعب المغربي، حيث نفى أن يكون بلاغ الديوان الملكي قد تضمن فعلا عبارة تصريف الأعمال الجارية ، في حين أن نص البلاغ المذكور جاء بدون زيادة أو نقصان على الصيغة التالية :” توصل صاحب الجلالة نصره الله، اليوم من طرف رئيس الحكومة بالاستقالات التي قدمها مجموعة من الوزراء الأعضاء في حزب الاستقلال .
وقد تفضل صاحب الجلالة نصره الله ،بقبول الاستقالات المذكورة، وطلب من الوزراء المستقيلين مواصلة تصريف الأعمال الجارية إلى غاية تعيين وزراء مكلفين بالقطاعات الوزارية المعنية ، وبالتالي تمكين رئيس الحكومة من البدء في مشاوراته بهدف تشكيل اغلبية جديدة .” . هل بعد هذا الكلام يدعي السيد حامي الدين ما ادعاه ، الواقع أن هناك تفسيرين لهذا السلوك ، فإما أن القيادي المعني لم يطلع على نص البلاغ ، وإما أنه تعمد تأويله حسب هواه بالرغم من أن البلاغ واضح ولا يحتاج إلى تأويل ، وفي كلتا الحالتين ، يظهر أن هناك جموحا لدى السيد حامي الدين ،نحو ممارسة الكذب و التغليط .
العالم