الرئيسية وطنيات “البورديلات”.. حينما كانت الدعارة قانونية في المغرب

“البورديلات”.. حينما كانت الدعارة قانونية في المغرب

كتبه كتب في 12 أكتوبر 2013 - 00:34

في ملف المساء لهذا الأسبوع، نقرأ عن تاريخ البورديلات بالمغرب، وكيف أصبحت الدعارة قانونية، خصوصا عندما استعمل الجنس من لدن المستعمر كآلية للهيمنة، وكذا عن الظروف التي أدت إلى ظهور أحياء البغاء في الحقبة الاستعمارية.

تخبرنا اليومية في ملفها، أن البورديلات ظهرت بالمغرب مع الحملة الاستعمارية ما بين سنتي 1907 و 1934، بمنطقة الحماية الفرنسية، كما ازدهرت بالمنطقة الخليفية بالشمال إبان الحرب الأهلية الإسبانية بدءا من سنة 1936، حيث كانت الجيوش المرابطة بالمغرب في حاجة إلى للحظات استرخاء، وذلك قبل وبعد العمليات العسكرية التي هدفت لإخضاع الأهالي، ودونت العديد من مذكرات العسكريين الذين خدموا بالمغرب ذكريات المرور بنلك البورديلات، والليالي الحمراء التي تم إحياؤها داخل فضاءات المتعة.

وينقل الملف ذاته، حكايات فريدة من تلك السنوات، حيث يروي أحد الشهود الذين عاينو واقعة هجوم “ساليغان” أنه سمع ذات مرة صراخ قادم من عرضة ابن مسيك غير بعيد عن درب الكبير، وحين هرع لاستطلاع سر الصخب رأى عشرات المغاربة من الشباب والرجال بركضون خلف جندي سينغالي كان يحاول التخلص من الكمين الذي وقع فيه، وحين استطلع الأمر، تبين أن الجندي السينغالي ضبط وهو يقتحم بيت مومس مغربية، مما جعل الوطنيين يبترون العضو التناسلي للجندي الذي كان يحمل رتبة قائد كتيبة”.

دعارة بالأبيض والأسود

ومن ضمن الذكريات التي يحكيها الملف، نقرأ عن بورديل سفانكس بالمحمدية، الذي كان يضاهي دور المتعة الفرنسين وقد عرف شهرة عالمية بفضل أغنية جاك بريل الخاصة بمسيرة هذا الماخور الراقي.

ارتبطت هذه البورديلات بالفترة الاستعمارية، ما يوحي أن إنشاءها كان هو سياق الاهتمام بتوفير حاجيات الجنود، كما يظهر أيضا أن جل العاملات في تلك البورديلات كن مغربيات، دفعت بهن أقدار مغرب الحماية إلى الوقوع في دائرة الدعارة، بسبب تفكك البنى المجتمعية التقليدية المتوارثة.
مثل هذه الملفات بقدر ما تعري عن واقع وتاريخ لا مجال للقفز عليه، فهي تعكس أيضا أن الأمور لم تتغير منذ ذلك الزمن، فما زالت الفاقة والبؤس والحاجة هي الأسباب الحقيقية لامتهان أقدم مهنة في التاريخ.

 ملف المساء

مشاركة