الرئيسية تربويات رقم أخضر لحماية المدارس من المتحرشين وتجار المخدرات

رقم أخضر لحماية المدارس من المتحرشين وتجار المخدرات

كتبه كتب في 8 أكتوبر 2013 - 11:49

«لقد تأخرت عن عملي حتى أرافق ابنتي إلى الإعدادية.. لقد دأبت على الفعل ذاته منذ بداية الموسم الدراسي ولأربع مرات في اليوم.». كلمات رددها أحد الآباء تعبيرا عن خوفه على فلذة كبده التي لم تتجاوز الرابعة عشرة  ربيعا. هي حالة الخوف والذعر، فهل أصبح مايجري  في محيط المؤسسات التربوية كابوسا لآباء وآولياء التلاميذ؟.

تزايد مستويات ترويج المخدرات والتحرش والاعتداءات والعديد من السلوكيات السلبية الأخرى في محيط المؤسسات التربوية والتعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية التي باتت تؤرق العديد من المصالح والآباء والأولياء، تدفع المسؤولين إلى مواجهة الأمر من خلال خارطة طريق تهدف توفير الحماية الأمنية بهذه المؤسسات ومحيطها، من المنتظر أن  تدخل حيز التطبيق حسب مصادر عليمة في قادم الأيام.

حماية وتأمين المؤسسات التعليمية ومرتديها وموظفيها24/24  والزيادة من أعداد الدوريات من رجال شرطة وصقور خاصة في أوقات خروج ودخول التلاميذ والموظفين.

مع الرفع من وتيرة تعقب المبحوث عنهم لجرائم ارتكبوها في محيط المؤسسات التربوية.

توجيهات إلى مدراء المؤسسات التربوية والتعليمية بتوخي اليقظة والحيطة داخل المؤسسات التعليمية ومداخلها.

خلق خط أخضر مرتبط بولايات الأمن أو المناطق الأمنية للتبليغ عن الممارسات غير القانونية في محيط المؤسسات التعليمية خاصة ما تعلق بترويج المخدرات أو التحرش أو الاعتداء. دعم العديد من المؤسسات للتعاقد مع شركات للحراسة والأمن ، مهامها حفط الأمن والممتلكات داخل المدارس والثانويات من الغرباء عن هذه الأخيرة.  إعطاء الأولوية للسلامة الطرقية أمام المؤسسات التربوية  من خلال تكثيف الدوريات بجوار المدارس والتمركز على الطرق المؤدية لها.

تلك هي الخطوط العريضة للخطة التي تشتغل عليها العديد من المصالح الحكومية لوضعها موضع التنفيذ في القريب العاجل بغية توفير أمن وسلامة المؤسسات التربوية والتعليمية  .

جديد  الخطة الجديدة أنها تأتي في أعقاب استفحال عديد من الظواهر السلبية بمحيط المؤسسات التعليمية من بيع وترويج للمخدرات بجميع أشكالها بمافيها الصلبة والتحرش والتحريض على الدعارة ومايستتبع ذلك من اعتداءات بالسلاح الأبيض على التلاميذ وحتى الأساتذة سواء من قبل غرباء أو من قبل التلاميذ المخدرين أنفسهم. هي ظواهر استفحلت خاصة في  السنتين الزخيرتين وشكلت كابوسا للتلاميذ وأوليائهم.

إلا أن السؤال الذي يطرح تزامنا مع الخطة الجديدة، ما إذا سيكون بمقدورها تحقيق المرجو منها وهو إعادة الأمن والأمان لمحيط المؤسسات التعليمية بعد مجموعة حملات سابقة فشلت في تحقيق  أهدافها، إذ مباشرة بعد انتهائها عادت دار لقمان إلى حالها.

للإشارة  فإنه وفي المواسم الدراسية السابقة سجل ارتفاع كبير في حالات الاعتداء بالعنف والسرقات في حق التلاميذ، كما انتشرت في محيط المؤسسات التعليمية بعدما أصبحت هذه الأخيرة هدفا لشبكات ترويج المخدرات، من أنواع وأشكال مختلفة ، تختلف مكوناتها وأثمانها باختلاف المستويات الاجتماعية لتلاميذ هذه المدارس . وحسب بحث ميداني أجرته إحدى الجمعيات أن ربع التلاميذ يتناولون مواد مخدرة، وخاصة المعجون والنفحة اللذين أصبحا أكثر انتشارا في صفوف المتمدرسين لانخفاض أثمنته التي تختلف حسب النوع وحسب وجودها في السوق.

أما بخصوص العنف داخل المؤسسات التعليمية ومحيطها ففي تقرير أنجزته وزارة التربية الوطنية خلال الفترة مابين  فاتح شتنبر2012 و30 يونيو 2013 ، جاءت جهة الدار البيضاء الكبرى في مقدمة الجهات التي عرفت ارتفاعا في حالات العنف داخل ومحيط المؤسسات التربوية تلتها جهة دكالة عبدة ثم الشاوية ورديغة. أما جهة مراكش تانسيفت الحوز فجاءت في الرتبة السابعة. أما بخصوص مقاربة العنف حسب الأطراف الفاعلة، فقد أشار التقرير إلى هيمنة العنف الممارس من قبل العناصر الدخيلة على الفضاء المدرسي ضد المدرسة ومرافقها ومرتاديها، وهذا يحيل على ضعف أوغياب الأمن في محيط المؤسسات التربوية مما يجعلها عرضة للاختراق، وعلى الموقع غير المناسب للمؤسسة التعليمية ضمن محيطها السكني. بخصوص حالات العنف المدرسي من حيث مؤشرات النوع بلغت حالات العنف من قبل الإناث ضد بعضهن4 حالات. بينما وصل عدد الحالات بين الذكور والإناث83 حالة كانت الإناث فيها الضحايا، فيما وصلت النسبة إلى116 بين الذكور بعضهم ببعض.

بايوسف عبد الغني

مشاركة