الرئيسية مجتمع تهرب أبناء مغربي بوثائق مزورة إلى موريتانية من سفارة بلادها

تهرب أبناء مغربي بوثائق مزورة إلى موريتانية من سفارة بلادها

كتبه كتب في 6 أكتوبر 2013 - 18:22

السالكة أصبح اسمها سكينة، وتاريخ ميلادها الحقيقي، وهو 1982، صار على جواز المرور 1994… إنها قصة كادت أن تكون مشابهة لقصة العداء العالمي السابق خالد السكاح، الذي تعرض أبناؤه لعملية اختطاف دولي في المغرب من قبل طليقته.

بدأت القصة من خلافات بين رجل أعمال مغربي ينحدر من الصحراء وزوجته الموريتانية، وصلت إلى المحاكم، حيث بدأت إجراءات الطلاق. إلى هنا الأمر عادي ومألوف، لكن التطورات التي ستعقب الأمر جعلت من القصة تأخذ بعدا آخر. مصدر مطلع رفض ذكر اسمه قال لـ«اليوم24» إن الزوجة السالكة، التي تنحدر من دولة موريتانيا، لم تنتظر أن يقول القضاء كلمته، ولم ترغب في الامتثال لقانون الحضانة المغربي الذي يمنع المطلقة الحاضنة لأبنائها من مغادرة التراب المغربي، لهذا فكرت السالكة وخططت، صحبة والدتها التي تتمتع بصلات وعلاقات متشابكة مع شخصيات صحراوية نافذة في الرباط، فتوصلتا إلى الحيلة التالية: الحصول على جواز مرور مزور من سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومن ثم ركوب الطائرة والهرب بالطفلين إلى نواكشوط، رغم أن هناك قرارا من المحكمة بعدم مغادرتهم التراب الوطني إلى غاية البت في دعوى الطلاق…

نفوذ أم السالكة كان مؤثرا مرة أخرى، حيث حصلت الزوجة وأبناؤها على «laissez-passer» مزور من القنصلية الموريتانية بسهولة كبيرة، حيث جرى وضع صورة الأم وطفليها على سماء أخرى لا علاقة لها بالحقيقة، فتحولت السالكة إلى سكينة، والطفل محمد ماء العينين إلى محمد البشير، والطفلة حانة إلى مامية باني… وطبعا كل هذا بتواريخ ازدياد مزورة ومعطيات جواز السفر التي ادعت السالكة أنه ضاع منها.

يوم الخميس الماضي رتبت السالكة ووالدتها الأمور كلها، وتوجهتا إلى مطار محمد الخامس بالبيضاء من أجل مغادرة التراب الوطني وتهريب الأبناء المغاربة خارج الوطن، لكن يقظة الشرطة أسقطت الحيلة. في المطار كُشفت اللعبة، واعتقلت السالكة وقدمت إلى النيابة العامة بتهمة التزوير واستعماله، ومحاولة تهريب أطفال مغاربة لا تجوز حضانتهم للأجنبية بعد الطلاق سوى فوق التراب المغربي…

المفاجأة كانت كبيرة عندما أفرج وكيل الملك بالدار البيضاء عن السالكة لم يعرف أحد ماذا جرى ولا كيف جرى. طلبت النيابة العامة من السالكة أن تحاول علاج الأمر مع زوجها بعيدا عن المحاكم، وأن ترجع إلى مكتب وكيل الملك يوم الاثنين، لكن السالكة، التي خرجت من يد النيابة العامة بأعجوبة، لم ترجع يوم الاثنين إلى مكتب وكيل الملك. اختفت في الدار البيضاء، وهو الأمر الذي أقلق الأب وعائلته التي لم تعد تعرف شيئا عن الأبناء. «اليوم 24» اتصلت بوزارة العدل للاستفسار حول ما جرى وعن حقيقة وجود شبهات وساطات من شخصيات نافذة للإفراج عن السالكة التي كانت ستكون رهن الاعتقال لو لم يكن لها نفوذ في المملكة. مسؤول في الوزارة قال لـ« اليوم24»: «إن السيد الوزير لا علم له بهذا الملف، وإنه لم يتدخل من قريب ولا من بعيد فيه، وإنه توصل بشكاية من محامي الأب هي قيد الدرس». قصة الهروب الصغير هذه مازالت مفتوحة، وأسئلة عدة مطروحة حول تواطؤ القنصلية الموريتانية في استخراج وثائق مزورة لمساعدة موريتانية في اختطاف أبناء مغربي، كما أن هناك أسئلة مفتوحة حول شخصية صحراوية من العائدين القدامى إلى أرض الوطن، وما إذا كان قد توسط للإفراج عن السالكة وأمها، وما هو المقابل؟

اليوم 24

مشاركة