الرئيسية حوارات بنحمان رئيس المجلس الجهوي للسياحة: أكادير عائدة لمكانتها

بنحمان رئيس المجلس الجهوي للسياحة: أكادير عائدة لمكانتها

كتبه كتب في 5 أكتوبر 2013 - 14:26

في هذا الحوار يقدم صلاح الدين بنحمان توصيفا، للوضع السياحي بأكادير، والنسب التي حققها، والتحديات التي يواججها، كما يبسط اسباب التفوق السياحي الذي عرفته مراكش، مقارنة مع مدينة أكادير، منها توفر المجال العقاري الشاسع المحيط بمراكش، وانحصار أكادير بين البحر والجبل والمحمية. مع ذلك يرى بنحمان أن أكادير قادمة لتحتل مكانتها السابقة.

كمهنيين تدبرون الشأن الجهوي سياحيا، كيف ترون  ما يعتبره البعض عقدة مراكش لدى الفاعلين السياحيين بسوس؟

العقدة بين مراكش وأكادير غير موجودة، لأن التاريخ فيه حقب تتعاقب، وهذه الحقبة التي نمر منها تعد ميزة لمراكش، مثلما أن الميزة كانت لفائدة أكادير لكي تتصدر المشهد السياحي. ومراكش عرفت تطورا كبيرا من حيث البينة التحتية والفنادق، عكس أكادير، ستقولون لماذ؟ والجواب هو المجال المفتوح، لأن مراكش تسمح بالتطور لوجودها على هضبة تسمح بالتوسع العمراني على طريق أوريكة، كما على طريقي وارزازات، والدار البيضاء. مجال مراكش يسمح بالتطور مقارنة بأكادير المحاصرة من قبل البحر والجبال، والمحمية التي تعد ثراتا غابويا تجب المحافظة عليه. لهذه الاسباب لم تعرف أكادير التوسع الذي حصل لدى مراكش.

مع ذلك نقول إن جوانب مدينتنا  تطورت مثل مشروع تغازوت وإيميودار، استثماران سياحيان سيشكلان أكادير الكبير، وستخلق التكامل مع أكادير من حيث المنتوج.

يقول مواطنون نلتقيهم وحتى مهنيون إن تهميش مدينة الانبعاث على حساب أخرى قرار مركزي تم عن إصرار إلى جانب البعد التاريخي الذي تحظى به مراكش.

لن أذهب لحد الحديث عن التهميش المقصود. فهناك البنية كما فسرتها، وهناك نقص لدى سكان أكادير في الاستثمار  بمدينتهم، ففي ظل محاصرة الجبال والبحار للمدينة، يجب أن نفكر في وجهة عمرانية أخرى، ما دمنا لن نستطيع أن نغبر من مكان البحر والجبال أي شيئ، على الغيورين على أكادير أن يدافعوا عن مدينتهم لدى  الإدارة المركزية، وأن يستثمروا أموالهم الخاصة بوجهة أكادير، لتظاهي المدن الكبرى، فمستثمرو أكادير كثر والحمد لله،يبقى عليهم أن يعطوا المثال عوض انتظار الأجانب بأن يأثوا للاستثمار، على “ولد لبلاد ” أن يعطي المثال ، وأدعو من هذا المنبر ابناء أكادير ليستثمروا في مدينتهم.

ألا ترون أن أكادير همشت بالفعل فلم تظهر صناعة سياحية تبقي على أكادير في الريادة من قبيل ما نراه لدى دول الجوار مثل محطات التزحلق  ذات الجليد الاصطناعي، ومشاريع ترفيهية أخرى؟ 

” ما كرهناش”، يجب أن نوازي بين الحلم والواقع، هذه المشاريع الأحلام التي تتحدث عنها رأيتها بدول أخرى ، هذه أحلام “وذوك الناس حققوا أحلامهم”. هذه المشاريع تتطلب إمكانيات مادية عظمى، في الوقت الراهن يصعب علينا السير في ذلك النسق، تخصنا حاليا أولويات في الاستثمار، وبالفعل ، أكادير ينقصها الاستثمار الترفيهي، لإعطاء دفعة جديديدة لزيادة عدد الزوار. هناك حاجة لاستثمارات ضخمة مثل ” شوبين مول” و”  بارك أكواتيك” و ” بارك الألعاب ” وكل ما يمكن ان يزجي وقت السائح، لكي يكون الطلب على أكادير كمنتوج مضاعفا.

على الفندقيين واصحاب المطاعم أن يبذلوا مجهودا لتحسين الجودة، هي الكفيلة بجلب الزبناء من مستوى عال، يجب علينا الاستثمار من حيث الجودة والخدامات، كما ا، مجموعة من الفنادق والمطاعم يجب ان يعاد فيها النظر من حيث الاستثمار في المنتوج.يجب توفير عرض مغر للسائح، وأن يحار في الاختيار، هذا العرض غير موجود، وعلينا أن نضع اليد في اليد لتحقيق الرهان.

وكيف تقيمون العرض السياحي الحالي من خلال النتائج المسجلة خلال الشهور الأخيرة؟ 

رغم الظرفية التي يعيشها العالم العربي، نسجل ارتياحا، شاهدتم الظروف التي يمر منها العالم العربي، ونحن نصنف من قبل السائح  الأجنبي في سياق الدول العربية التي عرفت مشاكل أمنية، فيتخذ قرار عدم القدوم، ورغم كل ذلك، سجلت أكادير 9 بالمائة من الزيادة حتى آخر شهر غشت مقارنة مع السنة الماضية.

وهل تقدمنا على مراكش؟

مراكش بدورها سجلت زيادة مهمة ، ونتكهن بأن تكون الأربعة شهور المقبلة من هذه السنة ممتازة، نطمح أن تصل الزيادة حتى آخر السنة نسبة 14 بالمائة، وهو شيئ فريد من نوعه، وفي 2014 لدينا تطلعات بأن تكون سنة سياحية جيدة. مع ذلك لن “نربع ايدينا” ونركن إلى الارتياح، يجب أن يظل الطموح سائدا.

وهل زياد 9 بالمائة ناتجة عن المجهودات المبذولة، أم أننا نستثمر ما تعانيه دول الربيع العربي من انعكاسات سلبية على السياحة؟

الزيادة ناتجة بالفعل عن الظرفية التي تعيشها وجهات سياحية مثل مصر، فيتم تغيير الوجهة نحو المغرب،  لكن هناك سلبيات الربيع العربي معكسة علينا كما قلت، يتم إلغاء زيارات إلى المغرب، أو تغيير الوجهة، لأن مجموعة من السياح  يسقطون ما يقع في العالم العربي على المغرب، فهم لا يفرقون بين دولة وأخرى.

الظرفية التي تعيشها بعض البلدان يجب أن نستغلها لترسيخ صورة البلد الآمن المستقر المتعايش المتسامح .واتصالاتنا مع شركائنا تأتي في سياق ترسيخ هذه القناعة، الأمر الذي يؤدي إلى الزيادة في عدد الرحلات التي تعني ، الزيادة بالضرورة في عدد السواح، لن نتوقف عن هذه السياسة حتى نأتي بشركاء جدد. أنا متفائل بالمستقبل، ولدينا طموحات وأهداف، وللمسؤرولين مركزيا طموحات وأهداف مسطرة ومقننة، بجعل أكادير في الواجهة السياحية، ليس مشكلا أن يوضع الهدف على المستوى القريب، وليس مشكلا أن يتأخر بسنة ، ولكن الأهم أن يكون الطموح قائما لنصل الهدف.

وبهذه التنظرة التفاؤلية هل يمكن أن تسترجع أكادير صدارتها؟

أكيد إنها ستتصدر يوما ما الريادة كما كانت في السابق، وعلى العموم أكادير في المرتبة الثانية، ولابأس إن كانت وجهتان وطنيتان تتصدران الواجهة السياحية الجديدة، وليس عيبا أن يتناوبا على الريادة، المهم أن نربح الرهان.

سوس بلوس 

مشاركة