الرئيسية تمازيغت سوس : تقاليد الأعراس الأمازيغية ” إمجاط ” نموذجا

سوس : تقاليد الأعراس الأمازيغية ” إمجاط ” نموذجا

كتبه كتب في 4 أكتوبر 2013 - 11:13

تتميز منطقة سوس عموما ومنطقة “إمجاط” قيادة “تغيرت” إقليم “سيدي إفني” على بعد 80 كلم شرق مدينة تزنيت خصوصا، (تتميز) بعاداتها وتقاليدها التي تجعلها فريدة عن باقي مناطق المغرب، ورغم أن المنطقة مازالت متمسكة بإقامة أعراسها على الطريقة التقليدية الموروثة التي يسمونها بـ”العوايد”، وهي مجموعة من الطقوس التي تقوم بها عائلة العريسان قبل وأثناء وبعد الزفاف، وكذا في اليوم السابع من العرس، إلا أن هناك بعض التغيرات البسيطة التي كانت نتيجة التطور والانفتاح، وتغير فلسفة الزواج ككل، وكذا البنية الاقتصادية، ففي الماضي كان الرجل يتزوج المرأة التي تختارها عائلته والتي تكون بمواصفات معينة أهمها أن تكون “حادكة” وتستجيب لمتطلبات الأسرة الممتدة.

“الزقير” .. فرصة الاختيار

تقبل عائلة “المخطوبة” الأب بالخصوص لأنه صاحب الرأي و”الشوار” بالخاطب كزوج لابنته إذا كان يتمتع بأخلاق عالية ومتدينا حسب فهمهم للدين، أما مستواه المادي والثقافي فليس مهما آنذاك، كما يمنع على “الخاطب” منعا كليا حضور خطوبته ورؤية العروس حتى يوم الزفاف، وباختصار لم يكن للعريسان أي دخل في اختيار شريك الحياة على خلاف زيجات اليوم والتي تكون عن سبق اختيار وتعارف ويكون غالبا في إحدى المناسبات كالمواسم والأعراس أو عند منابع الماء أو في الحقول خصوصا في فصل الربيع حيث تذهب النساء لإحضار الأعشاب أو “تـُوكَا” باللغة الأمازيغية وكذا عند جلب الحطب لدى ما يسمى بالمنطقة بـ”الزقير”، وتكون فرصة لرجل لاختيار شريكة حياته.

“إسيكـْلْ اَمْـزْوَارُو”

بعد ذلك يخبر أهل العروس بأنه سيتقدم لخطبتها في اليوم المعلوم ويسمى “إسيكـْلْ اَمْـزْوَارُو”، يعني بالعربية “البحث الأول” أو “الخطوبة الأولى”، وفي اليوم الموعود ويسمى “أسْ أوسِيكْـلْ” “يوم الخطوبة” يذهب عريس المستقبل رفقة والده ورجلان أو أكثر من كبار السن المعروفين بتقواهم ووقارهم لطلب يد الفتاة وهم محملين بالهدايا كالملابس (إدُوكَـانْ، وتَـخَاسِيتْ….)، والسكر واللحم…، ويتم الاتفاق على موعد العرس والمكان  والصداق… وفي اليوم المحدد تجتمع والدة العروس والعريس ونساء العائلتين والقرية من أجل تنقية الزرع الذي يصنع منه الخبز الذي يقدم يوم الزفاف كما تصنع منه “العصيدة ” أو “البسيس” الذي يقدم في اليوم الموالي لدخلة وذلك في أجواء مرحة و”مواويل”.

 تـَنْضّامْتْ ..

“فلغن أمحضار ايرورد أرا”  يعني بالعربية  “تركت المحضار راجعا بكتابه”

“فلغن أمكسا ايرورد أوللي”   يعني بالعربية    ”تركت الراعي راجعا بقطيعه “

“فلغن أركاز أر إيتكَالاّ    “   يعني بالعربية    ”تركت الرجل يتوعد”

” الفرح ن أولتما كاييد يوين” يعني بالعربية  “لكن جئت من أجل فرح أختي”

“أكْـدود دُو كْـريسْ”

قبل أن تزف العروس لزوجها بيوم تجتمع النساء للحناء ويسمى “أسْ نْ الحناء” لتخضيب يد العروس بالحناء وهن يرددن أهازيج و”مواوويل” تثني على جمال العروس، وحسن أخلاقها، في انتظار موكب العريس الذي يسمى”أكدود ” تتقدمه المرأة التي تتكفل بحمل “أوكْـريسْ”  وهو إيزار أبيض  يضم لوازم تجميل العروس  (إيـدُوكـَان، الحنا، الورد، تزولت، إيزار، اللوز، التمر،الحلوى…).

زْبيب

بعد وصول موكب العريس “إيسلي” يخرج الكل للرقص “أحواش” حيث يؤدي الرجال رقصات سوسية رائعة بـ”كنكا” و”تالونت” والنساء ويرقصن بوجوه مغطات، في حين تتزين العروس، و ترتدي “الإزار” الذي جلب في “أوكريس”  ويشد ” بـ”تزرزاي” ويغطى وجهها كاملا بثوب أحمر اللون يسمى “تسبنيت” ويغطى الرأس ببقية الثوب الأبيض  ثم يوضع فوقه “القطيب” و”الحبق”.

تأخر العريس

بعد استعداد العروس تحمل من طرف أحد أقربائها على أنثى الفرس أو البغل وسط “مواوويل” غنائية حزينة تدمع العين ويركب خلفها طفل صغير، وينطلق الموكب تتقدمه النساء بعد وصول موكب العروس يستقبل من طرف أهل العريس بالزغاريد “تاغريت” و”موواويل” ويتعمد العريس التأخر حتى تنادي عليه النساء مرتين أو ثلاثة بموال ويظهر في حلة بديعة فوق سطح المنزل حيث يرمي الثمر والزبيب والحلوى، وينزل بعد ذلك لاستقبال العروس (تسليت) بالحليب، وتحمل العروس من طرف نفس الشاب إلى الزاوية المخصصة لها ويدخل الجميع، وفي حالة تأخر أهل العروس عن تقديم الطعام تردد النساء “مواوويل” ترد عليها نساء أهل العريس.

الشعر الأمازيغي بنون النسوة

نساء أهل العروس:  سَفـْدَتَاغْ يـَاكُـوكْ أوغَارَاسْ (مرتين)

نساء أهل العريس: وِيغْ يـَاكُـوكْ تْنْسِيمْ غْدَارْنْغْ (مرتين)

نساء أهل العروس: وَنْفْلْ نِيتْ تَرْوَا مْزِينِينْ (مرتين)

نساء أهل العريس: نْسِفْضْ نِيتْ مَاتْنِيدْ إتَاوِينْ (مرتين)

نساء أهل العروس وَلاّنْ نِيتْ غْلْبْرُوجْ عْلانِينْ (مرتين)

نساء أهل العريس: نْسِفْضْ نِيتْ تَرْوَا ايمْغَارْنْغْ، نْسِفْضْ نِيتْ فاضمة والحسين

التقرير من إعداد: زينة أقلـلوش – تغيرت نيوز –

مشاركة