الرئيسية ثقافة وفن أكادير : فضيحة مهرجان “الحقيقة” التي أساءت للقضية الوطنية

أكادير : فضيحة مهرجان “الحقيقة” التي أساءت للقضية الوطنية

كتبه كتب في 1 أكتوبر 2013 - 18:58

عرفت ساحة تودا مساء يوم السبت بكورنيش أكادير “مهزلة” من العيار الثقيل، من خلال ما سمي بمهرجان الحقيقة الدولي لدعم القضية الوطنية ، والذي استمر لساعات قليلة وعرف غياب الفنانين والجمهور والصحافة، والذي قال المنظمون بأن الهدف من وراءه “التعبئة من أجل الدفاع عن قضية الصحراء“ والذي أسأ بصورة مباشرة للقضية الوطنية ولم يقدم لها أية إضافة لها لا من قريب أو بعيد.

وتفاجأ الحاضرون لفعاليات المهرجان بعدم حضور الفنانتين الكبيرتان فاطمة تابعمرانت ورشيدة طلال، كما سبق وأن وعد بذلك المنظمون لهذا الحفل خلال المراحل التحضيرية للمهرجان، والتي دامت لشهور، حيز زمني لم يقيه ما عرفه من فشل ذريع، وربطت المصادر ذلك،  ب“غياب الحس الاحترافي للقيمين عليه الذين يعتبرون “هواة“، وليست لديهم أية دراية بملف الصحراء ومجرياتها، في ربط مع الأحداث التي لم تمر عليها سوى أيام بمدينة أسا، وعرفت مقتل شاب وتسجيل العشرات من الجرحى، والتي لا تناسب توقيت إجراء المهرجان من جهة.

وقد تم الكشف عن رقم 75 مليون سنتيم كتقييم لتكاليف تنظيم المهرجان  أوردتها وثيقة يتوفر الموقع على نسخة منها، بالإضافة إلى صورة فايسبوكية توضح رقم حساب بنكي روج له لمدة شهور فائتة يلتمس تبرعات مالية لفائدة ملف الصحراء تم وضعها على صفحة شركة تجارية تعود لرئيس الجمعية الشيء الذي يعتبر مخالفة جسيمة للضوابط القانونية المتعلقة بجمع التبرعات والتماسه من عموم المواطنين.

مقرب من اللجنة المنظمة، لم يجد حرجا في الكشف عن معطيات تنظيمية خطيرة، تكشف روح الاستهتار والارتجالية التي طبعت تدبير مختلف مراحل المهرجان ان لم نقل “الحفلة“، حيث أفاد على أن أحد الفنانين قدم من أوربا على حسابه الخاص للمشاركة، ظل يتجول الى حدود الساعة الثانية صباحا بأكادير دون وفاء اللجنة المنظمة بالتزاماتها بتوفير الإقامة للمغني، الذي تم إيواءه بعد تدخل أحد الشباب المتطوعين بمنزل كائن بحي الداخلة، قبل أن ينصرف صباح اليوم الموالي غاضبا في اتجاه مدينة الصويرة.

التغطية الإعلامية الباهتة للمهرجان، عزاها عدد من الزملاء إلى “غياب الحس الاحترافي للمنظمين وعدم قدرتهم على الإقناع والتواصل مع رجال السلطة الرابعة، خصوصا بعد إلغاء ندوة صحفية أولى أصدر المنظمون عقبها بلاغا صحفيا سوف نعود إلى حيثياته لاحقا، وثانية غاب عنها مدير المهرجان وتكلف بتسييرها أحد النقابيين السابقين، بحضور 3 صحفيين، بمقهى يكتريه رئيس الجمعية ومدير المهرجان، بالإضافة إلى أخر لا يبعدان سوى بأمتار قليلة عن مكان تنظيم المهرجان.

من جهته، خرج فرع جمعية التعبئة الدولية لتنمية الصحراء بأكادير ببيان يتضمن معطيات خطيرة بخصوص المسمى “ل.ه” الذي بادر إلى إنشاء الجمعية الأم بالعاصمة البلجيكية بروكسيل،  يستنكر من خلالها الطريقة التي يتم التعامل بها مع القضية الوطنية من طرف بعض الأشخاص الذين يحتالون على الرأي العام الدولي والوطني، ويهيب بالجهات المعنية في الدولة المغربية إلى فتح تحقيق مع صاحب هذه المبادرة من أجل الوقوف على هذه المهزلة وتفادي تكرارها، وطالب الفرع، السلطات المغربية التنسيق مع نظيرتها البلجيكية من أجل الوقوف على حقيقة هذه الجمعية وحقيقة الحساب البنكي الذي تم اشهاره في الصفحة الشخصية لرئيس الجمعية.

فعاليات مدنية نشيطة في مجال الصحراء حملت مهزلة مهرجان الحقيقة إلى السلطات الترابية لمدينة أكادير التي منحت لرئيس الجمعية ترخيص المهرجان من دون التأكد من وجود ضمانات كافية لدى المنظمين للاضطلاع بهذا النشاط الذي تم ربطه بملف يعتبر حساس ويهم الوحدة الترابية لبلادنا، مطالبة بفتح تحقيق فوري للوقوف عند حيثيات هذا الملف، كما أكدت على أنها سوف ترفع دعوى قضائية ضد صاحب المهرجان بالنظر لما تسبب به من أضرار للقضية الوطنية بعد ان صار مهرجانه أضحوكة في يد أعداء الوحدة الترابية لبلادنا.

عبد اللطيف بركــــة

مشاركة