الرئيسية عدالة زعيم الجناح المالي لشبكة سبتة التي تستقطب مجاهدي سوريا في يد العدالة

زعيم الجناح المالي لشبكة سبتة التي تستقطب مجاهدي سوريا في يد العدالة

كتبه كتب في 28 سبتمبر 2013 - 09:48

لم يكن اسم إسماعيل عبد اللطيف علال سريا ولا سبقا إعلاميا، منذ أن أعلن عنه رسميا من طرف قاضي التحقيق بالمحكمة العليا الإسبانية التي تتابع القضايا الإرهابية في 25 يونيو المنصرم، فقد تم تداول هذا الاسم لحظات قليلة بعد تفكيك شبكة الثمانية بسبتة المحتلة، وكشف عنه قبل ذلك مندوب الحكومة السبتية في مناسبات مختلفة، خاصة بعد أن تبين أنه المدعم الأساسي لتحركات عناصر الشبكة التي تقوم بالاستقطاب، ولم يكن الرأس المدبر كما تم الترويج له، إذ أن الرأس المدبر للشبكة هو ياسين أحمد العربي الذي اعتقل الأسبوع قبل الماضي بمدينة سبتة المحتلة، والذي كان بدوره مبحوثا عنه في نفس القضية، ويقال إنه كان يدخل ويخرج إلى المغرب قبل أن يتم توقيفه بالثغر المحتل.

إسماعيل عبد اللطيف البالغ من العمر 38 سنة، واحد من عناصر شبكة استقطاب جهاديين إلى سوريا، الرجل الثاني في الشبكة على ما يبدو لكنه أيضا الرجل الأول على مستوى الدعم والبحث عن الوسائل اللوجيستيكية لتحرك هؤلاء، حيث كان قادرا على جمع الأموال، إذ يتوفر على اتصالات واسعة وكبيرة مع أغنياء وميسورين على صعيد أوربا من بينهم تجار مخدرات معروفون، كانت الجريدة قد كشفت عن تحريات وتحقيقات للأنتربول بخصوصهم، حينما حلت بمنطقة الفنيدق وسبتة المحتلة منذ أقل من أسبوعين، وركزت بالضبط عن علاقات مشتبهة بين تجار مخدرات ودعم “المجاهدين”، وكان على رأس اللائحة إسماعيل عبد اللطيف المطلوب من لدن السلطات الإسبانية منذ 25 يونيو المنصرم.

كانت كل الدلائل تؤكد وجود المعني بالديار البلجيكية، وهو الإسباني الجنسية المغربي الأصول، ومع ذلك كان الأمر يتطلب وقتا للوصول إليه واعتقاله وفق قرار المحكمة العليا الإسبانية، والاتصالات الأمنية بين الأطراف المعنية بما فيها المغرب، الذي يشارك بدوره في الحملة الجارية حالية لوقف نزيف شبابه المستقطب للجهاد في سوريا، لكن بعيدا عن الاستخبارات المغربية تمكنت الشرطة الفيدرالية البلجيكية ليلة أول أمس من الوصول للمعني ووضع اليد عليه، لحظة كان يوجد بمنزله بـ «فولفيردي» ضواحي بروكسيل، بناء على أمر الاعتقال الصادر عن إسماعيل مورينو القاضي المكلف بالتحقيق في هاته القضية، حيث يتهم المعني بكونه “الوسيط الأوربي” في استقطاب الشباب “المجاهد” وتوفير الإمكانيات المادية الداعمة لهاته العمليات.

يأتي هذا في وقت وصل نزيف الاستقطابات إلى مرحلة خطيرة جدا، حيث أصبح أمر العلم بوصول شبان وقاصرين إلى الديار السورية، يكاد يصبح عاديا نتيجة كثرة الملتحقين وجلهم من أبناء منطقة تطوان والضواحي، من الذين يتم التغرير بهم واستقطابهم بسهولة، في وقت أصبح هذا ا لعمل يدر أموالا كثيرة على الوسطاء والمتاجرين به، إذ يتوصل الوسطاء القادرون على استقطاب “مجاهدين” بمبالغ مالية عن كل “رأس” كما يقولون، بل إن بعض تجار البشر ومافيات الهجرة السرية، أصبحوا يشتغلون في هذا المجال ويقدمون تجاربهم وخبراتهم لتهريب “مجاهدين” وتسهيل عمليات وصولهم إلى حيث يريدون.

مصطفى العباسي

مشاركة