أعطيت الاثنين الماضي بأكادير الانطلاقة الرسمية لمشروع ولوج المنتجات الغذائية والمحلية إلى الأسواق” (بامبات)، الذي يهدف إلى النهوض بالتنمية الاقتصادية المستدامة، بحضور عدد من الشركاء المغاربة والأجانب.
وتميز حفل الانطلاق الرسمي لهذا المشروع، الذي جرى خصوصا بحضور والي جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان، بالتوقيع على اتفاقية بين الشركاء، وهم سفارة سويسرا بالمغرب ووكالة التنمية الفلاحية والوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان (أندزوا) و منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والمديرية الجهوية للفلاحة بأكادير.
ويندرج البرنامج المذكور، الذي تموله كتابة الدولة للاقتصاد بسويسرا بغلاف يناهز 32.6 مليون درهم على مدى أربع سنوات، ضمن استراتيجية تنمية المنتوجات المحلية في مخطط المغرب الأخضر الذي تسهر على تنفيذه وكالة التنمية الفلاحية وفق مقاربة تشاركية شاملة لمجموع سلاسل الإنتاج.
ويرمي هذا المشروع، الذي يدخل في إطار برنامج التعاون سويسرا/شمال إفريقيا برسم الفترة 2011/2016، إلى تيسير سبل الولوج إلى الأسواق لمنتجات الأركان و صبار آيت باعمران بجهة سوس ماسة درعة والإسهام بالتالي في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لهذه السلاسل الإنتاجية.
وتم اختيار الأركان والصبار وفق مقاربة تشاركية بين وزارة الفلاحة والصيد البحري ووكالة التنمية الفلاحية وذلك اعتبارا لما يحملانه من آفاق واعدة للإسهام في تنمية الجهة وإحداث مناصب شغل و تقوية قدرات النساء والحد من الفقر.
وأشار المدير العام لوكالة “أندزوا” السيد إبراهيم الحافيدي في كلمة بالمناسبة إلى أن جهة سوس ماسة درعة كانت سباقة إلى التفكير في مشاريع تهدف إلى تنمية المنتجات المحلية، مؤكدا أن زيت الأركان والصبار، اللذين يشكلان صلب مشروع “بامبات”، كانا من ضمن ستة منتوجات محلية أخرى ضمن اهتمامات الجهة.
وشدد في هذا السياق على التوقيع في سنة 2011 على عقد برنامج للنهوض بقطاع الأركان بقيمة 2.8 مليار درهم وتخصيص غلاف مالي قدره 85 مليون درهم لتنمية قطاع الصبار، مذكرا بالجهود المبذولة في مجال تنظيم المهنيين وتأهيل الوحدات الإنتاجية و التثمين والتسويق.
وأشاد سفير سويسرا بالمغرب السيد بيرتران لويس، من جهته، بالتوقيع على هذا المشروع، معربا عن أمله في رؤية تكامل بين برنامج “بامبات” والمشروع الذي أطلقته بلاده في مجال الدعم المؤسساتي للجمعيات المهنية الفلاحية والذي يهدف إلى الرفع من تنافسية المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة في إطار استراتيجيات المخطط الأخضر.
كما أعرب عن سعادته بمشاركة وفد مغربي ضمن المسابقة الخامسة للمنتجات المحلية التي تحتضنها مقاطعة “جورا” السويسرية يومي 28 و 29 شتنبر الجاري، مؤكدا أنه “بفضل مشروع بامبات سيكون بإمكان المغرب أن يحتضن مسابقة مماثلة للمرة الأولى في سنة 2015”.
وذكر من جانبه ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية السيد خاييم مول دي ألبا كاوت بانخراط هذه المنظمة الأممية في عمليات تقوية القدرات الوطنية لاسيما في مجالات النظافة والجودة والتدبير والتسويق والابتكار التكنولوجي لفائدة عدد من المجموعات ذات النفع الاقتصادي والتعاونيات، خصوصا تلك التي تعنى بالمرأة القروية، من أجل الرفع من جودة وإنتاج المنتجات الفلاحية مثل الكسكس و زيت الزيتون و العسل و الفواكه الجافة.
يشار إلى أن القيمين على هذا البرنامج تبنوا، من أجل ضمان استمرارية مشروع “بامبات”، اعتماد محور استراتيجي يعنى بتقوية القدرات في بلدان المنطقة (المغرب وتونس و مصر وإفريقيا الغربية) في مجال تثمين المنتوجات المحلية.
ويتوخى ذات المشروع في هذا السياق برمجة عدد من الأنشطة التي تهم إحداث مؤسسات للدعم و خلق مسابقة وطنية للمنتوجات المحلية و تعزيز تبادل الخبرات والتجارب الناجحة على المستوى الجهوي والتعريف بالتجربة المغربية في هذا المجال بعدد من الدول الإفريقية في إطار التعاون جنوب-جنوب.
سوس بلوس , و م ع
