الرئيسية ثقافة وفن رسالة من حمار… . شعرت، أنا الحمار البسيط، انني اشبه امحمد بوستة، والخليفة، والقادري والدويري

رسالة من حمار… . شعرت، أنا الحمار البسيط، انني اشبه امحمد بوستة، والخليفة، والقادري والدويري

كتبه كتب في 24 سبتمبر 2013 - 00:02

ليس المقام هنا، لأعرض ما يميزني، عنكم بالضبط، وعن الحيوانات الأخرى التي تنتمي إلى نفس فصيلتي حجما وإشاعة غباوة غير صحيحة… لست هنا لأذكركم بجمال العيون التي تميزني، أجمل بكثير من عيون المها التي سرقت هذا اللقب دون أن تستحقه، ولا عن ذكائي الذي قيض لي الاستمرار في الحياة رغم قساوتها معي وغلظة أنفسكم أنتم البشر الذين تتحكمون في تدبيرها، ولا عن جديتي في اشتغالي ووفائي لعشيرتي… يكفي فقط أن أذكركم بأنني لقبت بأول المهندسين في تاريخ البشرية، وأنا أخط في الجبال والسهول والهضاب طرقا تبعها أجدادكم وشكلت لهم مسارات بنوا حولها مدنيتكم التي تتبجحون بها…

أجدني مضطرا إلى التوجه إليكم، عقب الجلبة والضوضاء التي أحدثتها مشاركة بعض من بني جلدتي في مسيرة شباط المسماة جهاد الكرامة، ضد ما يعتبره سياسة تفقيركم أنتم المغاربة، والتي ينهجها رئيس حكومتكم المنتخبة عبدا لإله بنكيران… لا أخفيكم سرا انني لست منزعجا من هذه المشاركة، ليس استياءً من سياسة بنكيران، فأنا شخصيا من هؤلاء الحمير الذين يشفقون عليه أكثر من نفسه، وأكثر من حمير ربما يعرفهم بشكل شخصي، إذ أعتقد أنه لا يختلف عني في وضعيته، وانه بدوره مستحمرا من طرف دولة لا تعترف بآدميته وتسخره من أجل لعب أدوار ستنتهي أوقاتها، وسيلقى به في إسطبل الخردوات في انتظار موت بطيء أو افتراس ممن يعدون له الحسابات في أفق انتقام شرير…

لست منزعجا أيضا كوني شاركت رفقة قيادة حزب تاريخي، كان يخرج الأولون فيه ضد الاستعمار لا غير، ولم يسجل عنه خروجا ضد “شيء” رسمي، مثل التظاهر ضد حكومة البلد، والتي لم تحسموا فيها إن كانت حكومة منتخبة تعود هويتها إلى الشعب، أم هي حكومة الملك، التي يعينها وينعتها في خطاباته “بحكومة جلالتنا”… أن تسير جنبا إلى جنب رفقة شباط ورفقة أحفاد علال الفاسي مدعاة للفخر والاعتزاز، تحس بالشبه القريب جدا مع شباط، وتحس بالفخر أكثر، حين أعاين أخا لي، بربطة عنق قيل أنها تشبه ربطة عنق بنكيران، وبأذنيه الطويلتين وذيله الذي يرفعه كلما رغب في البراز، وهو في الحقيقة يشبه أعلاما استقلالية رفيعة، بصمت تاريخ المغرب بكامله، شعرت، أنا الحمار البسيط، انني اشبه امحمد بوستة، والخليفة، والقادري والدويري، وكل الذين انتموا إلى هذا الهرم السياسي المغربي الذي وضعه شباط في حجمه الحقيقي وهو يشرك فصيلتي في التعبير عما يخالجه من غضب اتجاه بنكيران…

الافتخار كان مصدره أيضا رمزية الحضور، فقد حرص الزعيم على أن يكون عددنا بنفس عدد الوزراء الذين يمثلون حزب الاستقلال في الحكومة التي يحتج ضدها، كنت أستلذ بالمقارنة وأنا أضع نفسي مكان وزير المالية المعين حديثا على رأس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أو مكان وزير التعليم الذي رفض تقديم استقالته… حتى وشباط يعتقد أن اشراكه لنا هو تعبير عن غباء ما، فلم يكن سوى غباء اعتبار المغاربة أغبياء، والخروج للتظاهر ضد أوضاع صاغ العديد من تفاصيلها حزب الاستقلال منذ بداية استقلال المغرب، حين كان أداة طيعة في يد نظام سياسي أوصل المغرب إلى ما وصل إليه، أو وهو يحتج ضد أداة أخرى، ربما لا مسؤولية لها فيما وصل إليه المغرب، غير كونها أداة في يد نظام يسير بالمغرب نحو تأزيم أكثر… هو تنافس حميري عن الخدمة المقدمة لا غير…

لكل هذا، لا ضير في أن أنهق عليكم، مباركا لكم جدية مشهدكم السياسي الجميل…

عبد العزيز العبدي.كود

مشاركة