الرئيسية مجتمع أكادير : متجولون بـ” السطول” وآلاف ” الغرارف” موضوعة لدى الدكاكين لجمع الأموال لبناء المساجد

أكادير : متجولون بـ” السطول” وآلاف ” الغرارف” موضوعة لدى الدكاكين لجمع الأموال لبناء المساجد

كتبه كتب في 21 سبتمبر 2013 - 15:43

بشكل غير مسبوق انتشرت بأكادير ظاهرة إيداع حصالات النقود المحسوبة على جمعيات تسير مساجد، في كل مكان عمومي يلجه الزبائن، غزت حتى الاسواق الممتازة والابناك، والإدارات الشبه عمومية، لكل مسجد حصالاته يقوم الساهرون على توزيعها بجولة شهرية لجمع ما حوته، من دراهم وأوراق نقدية، ثم يتركوا ” الغراف المثقوب من أعلى فارغا ” وديعة عند “مول الحانوت ” بعد توديعه بكلمة “الله يرحم الواليدن،والله يجعلها من الحسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون”.

عملية جمع الاموال والتبرعات بهذه الطريقة بدعوى بناء هذه المساجد تحتوي على غموض كبير بحسب أناس قريبيبن من شؤون المساجد، منذ مدة يتابع هؤلاء بارتياب الكيفية التي تتم بها عملية التحصيل والقبض الشهري، لا يشكون في نوايا القائمين على العميلة غير أنهم يتساءلون هل أوراش البناء انفتحت فجأة في عشرات المساجد، ومن يقوم بعملية التحصيل فأحد المساجد بحسب الرقم المدون بالصباغة تحت الحصالة تجاوز رقم ألفي ” غراف ” مودع لدى الدكاكين، والأسواق الممتازة، والأبناك، ووكالات تحويل الأموال، ووكالات الاسفار…

يتساءل المتتبعون للعملية هل وزارة الأوقاف رفعت يدها على كل هذه المساجد فتركت أمر بنائها أو إصلاحها للمحسنين والمتطوعين بجمع الأموال. وبخصوص المتطوعين، فهذه الشريحة تستعمل ” السطل” لتقف أما المساجد بعد كل صلاة وتتجند لإنجاح العملية أمام المساجد يوم الجمعة، وبسوق الأحد في أيام الدروة، يتجول داخله عنصران بين الزحام يحملان “السطل” لجمع التبرعات لفائدة مسجد معين، بشكل مهين في بعض الحالات لبيوت الله، وبطريقة هستيرية توحي وكأن الدولة تركت بناء المساجد وترميمها على عاتق أشخاص وجمعيات محسوبة على تدبير أمور بيوت الله. من أجل ذلك يدعو الغيورون على بيوت الله بعقلنة عملية التبرعات، لفائدة المساجد المحتاجة فعلا، والسمو بعملية التبرع حتى لا تتحول إلى استجداء.

فالقانون المصادق عليه من قبل البرلمان سنة 2006 كما يؤكد المتتبعون يشدد “على الراغبين في بناء المساجد ضرورة الانتظام في جمعية طبقا لأحكام قانون 1958 المتعلق بتنظيم حق تأسيس الجمعيات؛ وفقا لنظام نموذجي يضبط كيفية منح الإعانات المقدمة من طرف الجمعية، قبل البدء في جمع التبرعات”.

من أجل ذلك يتساءل المتتبعون لعملية جمع التبرعات هل  كل من هب ودب مسموح له القيام بعملية تحصيل عبر التجوال، وهل هذه الخرجات والأموال المجموعة تتم وفق مقررات مكاتب جمعيات مسيرة، أو تبعا لأهواء ذاتية غير خاصغة للرقابة والمحسابة، هذا  إن صحت عملية الانتشار هذه  من قبل المتطوعين المتجولين بين المصلين والمتبضعين والمصطافين…

قانون سنة 2006 واضح ، بعدما نص على عقوبات زجرية وحبسية ضد المحسنين الذين يخالفون المقتضيات القانونية الجديدة ومن مقتضيات القانون الجديد إشراك السلطات المحلية الممثلة لوزارة الداخلية في الإشراف على بناء المساجد الجديدة وتقديم الرخص لها أو منع إقامتها، إذ نص القانون على تسليم رخص البناء من لدن الوالي أو عامل العمالة أو الإقليم المعني بالأمر، بعد استطلاع رأي لجنة يترأسها رئيس المجلس العلمي المعني، بالإضافة إلى ممثلين للقطاعات الوزارية المعنية ورئيس المجلس الجماعي،  من أجل ضبط “كل العمليات التي قد تخرج عن نطاق العمل الخيري والإحساني إلى الاستغلال الديني” وما شابه ذلك.

سوس بلوس

مشاركة