الرئيسية للنساء فقط مآسي فاجعة تيشكا: صباح” مقطوعة من شجرة” وبعاتقها عنقود من الأبناء

مآسي فاجعة تيشكا: صباح” مقطوعة من شجرة” وبعاتقها عنقود من الأبناء

كتبه كتب في 16 سبتمبر 2013 - 22:57

صباح الزاهري، شابة من مواليد 1983 ، أرملة، ترك الزوج الهالك داخل الحافلة المنقلبة بجبال تيشكا في عهدتها عنقودا من أربعة أطفال 3 بنات ومولود ذكر، لا زالوا صغارا في حاجة إلى المرافقة والرعاية والإطعام، قضى الزوج نحبه عندما كان متوجها إلى مراكش في رحلة بحث عن عمل يعيل به اسرته، وبقيت صباح تعد صباحاتها ومساءاتها بلا طعم.لا معيل لها ولا حتى بيتا من أربعة جذران يأويها. والدها طلق الأم، وتزوج من أخرى، فتزجوجت الأم بدورها لتعيش تجربة حياة  جديدة وبقيت صباح وحيدة بعد ابتعاد الاب والأم وفقدان البعل.

مضطرة اختارت صباح أن ترسل اثنين من ابنائها لدى خالتها بالدار البيضاء، ليبقى في حضنها طفلان، أكبرهما لا يتجاوز عمره 26 شهرا. تعيش صباح على التنقل بين الاقارب، لا سكن خاصا لها مثل جميع الأسر، تعول على أعطيات المحسنين والمعارف، هكذا شاء القدر أن تفقد الزوج،  وتنفصل عن  بنتها ذات التسع سنوات، وابنها الذي لم يتجاوز سنته السادسة،  لتعيش شبه متشردة بزاكورة.

كل الذين عبروا عن إدانتهم لما وقع بزاكورة  لم يعودوا يتذكرون تلك الليلة الرهيبة إلا صباح التي مازلت تعيش تفاصيل معاناتها يوميا، لم تستفد لا من التأمين ولا من أي مساعدة من أي جهة سواء كانت رسمية أو خاصة.

تعيش هذه الأرملة على الكوابيس، وامراض عصبية أخرى. حتى ابنها الذي انتقل للعيش تحت كفالة خالتها مازال يعيش على وقع الصدمة ولا يتردد كلما رأى سيارة بلاستيكية، في الصراخ ” بابا تشاخ راسو” يتذكر  فاجعة تيشكا التي هشمت رأس أبيه، وغيرت حياة الأسرة رأسا على عقب، يتذكر حديث الناس ونحيب النساء، والحكايات التي يتداولنها كلما توقفن عن البكاء.

صباح الزاهري مازال تحت كفالتها صغيرين في سن الرضاعة،  تجر الأول وتحمل الثاني على ظهرها، فحاجياتهما الدائمة للأم تقيدها عن البحث عن عمل تدبر به حياتها، وتتكفل بمصاريف حليبهم وتمريضهم. حالة صباح  تسائل الضمير .المجتمعي، الذي لم يستطع أن يكفكف دموع أسر عاشت يوما رهيبا، تحدث عنه العالم، وخصصت له وسائل الإعلام حيزا كبيرا.

سوس بلوس

مشاركة