الرئيسية سوس بلوس TV الزيادات‮: على ظهور الفقراء والطبقة المتوسطة

الزيادات‮: على ظهور الفقراء والطبقة المتوسطة

كتبه كتب في 8 سبتمبر 2013 - 15:48

في‮ ‬مدة وجيزة جدا،‮ ‬ألقت الحكومة بأعواد ثقاب كثيرة جدا،‮ ‬مشتعلة على ركام التبن الجاف،‮ ‬حريصة بذلك على إطلاق العنان للهب النيران التي‮ ‬تعالت في‮ ‬السماء،‮ ‬تتطاير منها كثير من الشظايا لتنتقل إلى المساحات الأخرى التي‮ ‬ساد الاعتقاد لدى البعض بأنها لن تطالها ألسنة النيران‮.‬
هذه هي‮ ‬صورة المشهد بالضبط،‮ ‬حيث قررت الحكومة مباغتة المواطنين برزمة من الزيادات في‮ ‬أسعار كثير من المواد الاستهلاكية الأساسية والخدمات،‮ ‬كان أول الغيث قطرة،‮ ‬بأن تم الإعلان عن الزيادة الكبيرة في‮ ‬أسعار الحليب،‮ ‬وإن حاول وزير الشؤون العامة والحكامة التنصل من مسؤولية هذه الزيادة الكبيرة بأن أدلى بتصريح بئيس قال فيه إن الشركات المنتجة للحليب هي‮ ‬التي‮ ‬قررت الزيادة،‮ ‬وكأن هذه الشركات خارجة عن طوع الحكومة،‮ ‬إلا أن الحقيقة التي‮ ‬كشفتها التطورات أكدت أن الحكومة كانت على علم بالزيادة وباركتها،‮ ‬وأن وزير الفلاحة والصيد البحري‮ ‬اجتمع مع ممثلين عن تلك الشركات وتقرر تخصيص جزء من عائدات تلك الزيادة للعالم القروي‮.‬
ويبدو أن الحكومة تؤمن بالمقولة المغربية الشهيرة‮ »‬ملي‮ ‬يجي‮ ‬الخير كيجي‮ ‬كلو‮« ‬فإنها تعمدت أن لا‮ ‬يبقى قرار الزيادة في‮ ‬أسعار الحليب‮ ‬يتيما،‮ ‬بل سارعت إلى إصدار مرسوم إعمال نظام المقايسة الجزئية بالنسبة لأسعار المحروقات ولا‮ ‬يعني‮ ‬هذا النظام‮ ‬غير شكل آخر مخالف عن سابقه فيما‮ ‬يخص الزيادة في‮ ‬أسعار الكازوال والبنزين الممتاز والفيول الصناعي،‮ ‬ويتعلق الأمر بقرار خطير جدا سيلهب أسعاب كثير من المواد التي‮ ‬تعتمد على النقل،‮ ‬كما أن أسعار النقل الحضري‮ ‬والنقل ما بين المدن ستعرف زيادات جديدة‮.‬
الحكومة فاجأت المغاربة بزيادة حوالي‮ ‬30‮ ‬بالمائة في‮ ‬الرسم المتعلق بالحصول على رخصة السياقة،‮ ‬الحكومة تعمدت‮ ‬غض الطرف عن أسعار الخضر والفواكه واللحوم والأسماك في‮ ‬جميع الأسواق،‮ ‬فاسحة المجال أمام السماسرة وقطاع الأرزاق للقبض بأنفاس الفقراء والمحتاجين وذوي‮ ‬الدخل المحدود‮.‬
واعتقدت الحكومة نفسها ذكية جدا،‮ ‬حينما نزلت برزمة الزيادات هذه أثناء العطلة،‮ ‬حيث تبتعد الدورة البرلمانية بأكثر من شهر،‮ ‬والمواطنون منشغلون بعطلهم،‮ ‬إلا أن ما لم تعطه الحكومة أي‮ ‬اعتبار هو أن هذه الزيادات المهولة جاءت لتقصم ما تبقى من ظهور المواطنين،‮ ‬الذين توالت عليهم الظروف،‮ ‬فمن شهر رمضان الكريم وما‮ ‬يتطلبه من نفقات إلى عيد الفطر حيث‮ ‬ينتظره أبناء الفقراء والمحتاجين للفرح بلباس العيد،‮ ‬إلى العطلة السنوية وما تستوجبه من نفقات،‮ ‬إلى الدخول المدرسي‮ ‬وما أدراك ما‮ ‬يتطلبه من تكاليف،‮ ‬إلى كبش العيد الذي‮ ‬بدأت الجيوب الضيقة التفكير له من الآن‮.‬
ومع كل ذلك لا‮ ‬يخجل البعض في‮ ‬الادعاء بأن هذه الحكومة تفكر للفقراء وتخدم مصالحهم‮.

مشاركة