الرئيسية عدالة القليعة : عمال بناء مزورون يقيدون من بالبيت ويسطون على ممتلكاتهم

القليعة : عمال بناء مزورون يقيدون من بالبيت ويسطون على ممتلكاتهم

كتبه كتب في 6 سبتمبر 2013 - 12:11

مرة أخرى تستيقظ بلدية القليعة بإنزكان على وقع جريمة تم التخطيط لها بعناية ليلة الثلاثاء / الأربعاء، حيث تقمص ثلاثة أشخاص دور عمال بناء، ودخلوا بيتا يعيش به مسن تسعيني، وزوجته ذات الثمانين سنة  وابنة خالها المسنة، على أساس أن يرمموا زليجه، وفجأة  عندما هدأت حركة الليل تحولوا إلى مجرمين خرجوا من لباس  عمال بناء يكدحون بعرق جبينهم، كاشفين عن أنياب الذئاب. قيدوا من بالبيت، وأغلقوا أفواه ضحاياهم  باللصاق ليتأتى لهم تفتيش البيت على مهل والسطو على ممتلكاته، ثم الفرار إلى وجهة غير معلومة، ومازال الدرك الملكي بالقليعة يحاول التعرف على هويتهم ومكان اختفائهم.

المسن تجاوز التسعين من عمره، بينما شريكة الحياة تجازت عمر الثمانين، واستقدمت بنت خالتها، وهي في الستينات من عمرها لتعتني بهما، وتعيش بجوارهما. هذه الوضعية جعلت المحتالين الثلاثة يترددون على البيت كل عشية بدعوى الرغبة في التزود بصفائح من الماء الصالح للشرب، متقمصين دور عمال بناء يشتغلون لدى إحدى شركات البناء والتجهيز، ويتذرعون بقولهم إن خيم أوراش البناء لا تتوفر على الماء الصالح للاستعمال.

استأنس العجوزان، وضيفتهما المسنة بـ” البناية”، لا يترددون في كل مرة طرقوا البيت في تزويدهم بما يحتاجونه، وأصبح العجوز يفتح لهم البيت للدخول وقتما طرقوا بابه، والتزود بالماء وقتما شاؤوا، أدركوا جيدا أنهم يحظون بثقة شاملة من قبل من في البيت، فاقترحوا على العجوز أن يأتوا ليلا عندما يتحرروا من عملهم اليومي بالشركة كما ادعوا من أجل أن يصلحوا له زليج فناء المنزل.

تردد العجوز للحظة فبادر أحدهم بالقول ” شوف آ الوليد  ما تضرب حسبة خيرك سابق” . وعده عمال البناء المزورون بأن يجلبوا له من شركة البناء  ما سيحتاجه المنزل من زليج ورمال وإسمنت مجانا، يكفي فقط أن يسدد لهم أجورهم فقط، بدعوى أن طيبوبته ” وخيرو اللي سبق”هي التي حركتهم لرد الجميل.

موعد إصلاح البيت كما تم الاتفاق ، كان عشية يوم الثلاثاء، في الموعد جلب المحتالون إلى بيت العجوزين، ناقلة يدوية ” برويطة” مليئة بالرمال، وكيسا من الإسمنت وعشرات الزليجات، وبعض أدوات الحفر، ارتدوا ملابس رثة تدل على أنهم عمال بناء ثم شروعوا في قلع زليج البيت المتقادم، فظلوا على ذلك الحال، حتى استأنست بهم الأسرة فجهزت لهم عشاء ، تناولوه وتحدثوا مع ساكني المكان حتى اطمأنوا جيدا بأن خطتهم تسير في الاتجاه الصحيح، فقاموا لاستئناف الحفر إلى أن هدأت حركة الشارع، فنزعوا ثوب »المعلم» الذي يشتغل بـ” عرق أكتافه”، كاشفين عن حقيقتهم، وقيدوا العجوز التسعيني وزوجته، وأغلقوا أفواههم باللصاق، ولم تسلم منهم إلا الضيفة المسنة التي التزمت الصمت حيال ما يقع.

كسر المحتالون الأقفال، وكسروا أبواب دولاب الأسرة، كما عبثوا بمحتويات البيت، وقاموا بالسطو على مدخرات العجوزين من أموال ناتجة عن التقاعد ومساعدات الأبناء المقيمين بالدار البيضاء، ثم غادروا بأمان. بينما الضيفة المقيمة  بقيت مشدوهة تحت وقع الصدمة إلى أن سمعت طرقات الجيران الذين ارتابوا مما يقع، فهبت لتفتح البيت، وتم إشعار مصالح الدرك.

سوس بلوس

مشاركة