الرئيسية مجتمع ربع مليون متسول تجوب شوارع المغرب ومنهم 25 ألف طفل

ربع مليون متسول تجوب شوارع المغرب ومنهم 25 ألف طفل

كتبه كتب في 4 سبتمبر 2013 - 13:09

ما الذي يمكن أن يخلي شورعنا من حوالي 25 ألف طفل متسول تجوبها يوميا؟ الجواب تحمله مبادرات عدد من الجمعيات الحقوقية، التي تتهيأ لإعداد مشروع قانون يعدل المواد القانونية التي ترتبط بهذه الظاهرة.

فمن منا لا يشعر بالحزن، وهو يصادف أطفال أو رضع بعمر البراءة، يجبون الشوراع دون أن تعلوا وجههم  الابتسامة، لأنهم مرغمين على التنقل بين المارة والسيارات بهذه الشوارع. هم أطفال يتخذون من مدرات الشوراع الكبرى للدار البيضاء موطنا للعبهم، الذي لا يعترف بطفولتهم.

أحلام هؤلاء  الأطفال يتقاسمهما ما يقارب 25 ألف طفل وطفلة يمتهن التسول، أو يستغل من قبل بعض محترفي التسول كأداة لاستدراج عطف المتصدقين. أحلام لم تستطع الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التسول التي أعدتها وزارة ا التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، أن تساعد أصحابها على تحقيقها.

هي صور وأخرى، تحرك اليوم فاعلين حقوقيين، من أجل إعداد مشروع قانون من المفترض أن يعرض على الفرق البرلمانية في دورة اكتوبر البرلمانية القادمة.  ويؤكد الساهرون على إعداد المشروع أن الفلسفة الحقوقية لهذا المشروع ينبني أساسا على تجريم  التسول باأاطفال أو أيضا بتجريم تسول الأطفال، مع ضرورة إعمال مقاربة اجتماعية تحول دون تنامي ظاهرة استغلال الأطفال بكل وضعايتهم في تجارة التسول.

وعلى إيقاع ضرورة تغيير ومراجعة  القوانين، التي تجرم التسول، يؤكد المسؤولين بالوزارة أن تراجع نسبة الأشخاص الذين يحترفون التسول «الأطفال، النساء، المعاقين، الشيوخ» لن يتأتى أبدا بالقانون عبر  «المادتين 326 و333 من القانون الجنائي، اللتين تعدان الإطارين القانونيين لمنع ظاهرة التسول،  حيث لا تسمحان بشكل كاف بالقضاء الزجري والصارم على هذه الظاهرة»، يوضح أحد أطر وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، مما يتطلب حسب ذات المسؤول مراجعة شاملة للإطار القانوني الوطني الخاص  بحماية  الأطفال وفق المقتضيات الدولية لحقوق الطفل.

فبعد اعتماد العديد من البرامج من أجل الحد من ارتفاع أرقام ممتهني التسول، تظل القوانين الزجرية في مجال التسول عاجزة عن تحقيق تراجع في أعداد محترفي التسول. وتظهر نتائج هذه البرامج ضرورة مراجعة الإطار القانون، الذي يمنع التسول، حيث تم إطلاق سراح من ضبطوا بسبب الفراغ التشريعي في هذا الباب. وتؤكد دراسات في هذا المجال أن 62 في المائة من المتسولين تتعاطى للتسول الاحترافي مستغلة في ذلك الأطفال والمسنين والأشخاص في وضعية إعاقة. كما أن الأرقام الصادرة  عن وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في السنة الأخيرة، تكشف أن العدد التقديري للمتسولين يصل إلى حوالي  250 ألف شخص، 48.9 في المائة ذكورا، و51.1 في المائة نساء، و62.4 في المائة منهم يمارسون التسول الاحترافي.

وعلى خطى ضرورة سن قوانين زجرية، تم  في وقت سابق توقيع دورية مشتركة بين وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ووزارتي العدل والداخلية لإعمال القانون في محاربة هذه الظاهرة، التى تنقسم إلى التسول للحاجة الذي يخص عددا قليلا من المتعاطين، والتسول الاحترافي، إلا أن مضامين هذه الدورية لم تفعل بالشكل المطلوب، يقول مسؤول بوزارة التنمية الاجتماعية والتضامن، لتظل شوارع مدننا تعج بأعداد كبيرة من المتسولين على اختلاف أعمارهم.

رحاب حنان

 

مشاركة